عودة الساحات
هل يعود البرنامج التعبوي الناجح (في ساحات الفداء) إلى الشاشة مرة أخرى وينفض عنها غبار الحقيبة.. وتراب الطمبور.. ويجملها بعطاء الرجال الرجال، لا الرجال النياق أو “كمال مصطفى سند” في رائعته بغداد في الثناء على الشهيد “صدام حسين”.
جلسة جمعت نخبة من الصحافيين والإعلاميين بمكتب وزير الدفاع الفريق أول “عوض بن عوف” يوم (الخميس) الماضي، لحضور ورشة مغلقة دعا إليها الدكتور “موسى طه” المدير العام لمؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي، للنظر في مستقبل الإعلام التعبوي بعد قرار رئيس الجمهورية بتبعية مؤسسة الفداء لوزير الدفاع بعد سنوات أمضتها المؤسسة في أحضان القصر الرئاسي.. ولأن الفريق “عوض بن عوف” عرف بالهمة ودقة تنفيذ الرئيس.. أخذ على عاتقه تطوير مؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي والإصغاء أولاً لبعض أهل الاختصاص في الإعلام.. واستطاع الفريق “عوض بن عوف” أن يجمع ما فشل فيه وزير الإعلام وإعلام حزب المؤتمر ولحركة الإسلامية.. ليثبت الفريق “عوض بن عوف” أن القوات المسلحة هي الوعاء القومي والبيت الكبير الذي يوحد أهل السودان إذا تفرقت بهم الدروب.. جاء البروفيسور “علي شمو” الذي تنازل له الجنرال “عوض” عن إدارة الجلسة طوعاً واحتراماً لسنه وخبرته.. وحضر “حسين خوجلي” وفي عيونه دمعة حزن.. و”إسحاق فضل الله” هائماً في تأملات ما بين الصوفي والشاعر وإحساس بالأشياء الغريبة.. وبعث البروفيسور “بدر الدين” الأستاذ الجامعي وأمين الإعلام في المؤتمر الوطني يوماً ما.. وهو منتج تلفزيوني.. وجاء “عوض جادين” حارس البوابة والإعلامي الوحيد الذي أوتمن على شريط البيان الأول لثورة الإنقاذ.. بزهده وتواضعه وتقشفه، وجاء “الصادق الرزيقي” برؤيته الحالمة وواقعيته.. وجاء العميد “أحمد الشامي” المثقف.. والمقاتل.. ولمدة ساعتين ونصف جرى الحديث عن مستقبل برنامج (ساحات الفداء) في مقبل الأيام، وقد أصبحت مدرسة البرنامج جامعة تخرج فيها عشرات الفنيين والمخرجين.. والوثائقيين وساحات الفداء في عالم التلفزيون والإخراج والتصوير والإعداد مثل صحيفة ألوان في الصحافة الورقية من الأخيرة تخرج مئات الصحافيين، حتى قال الراحل “محمد طه محمد أحمد” من لم يتخرج من مدرسة ألوان لم يتعلم من الصحافة شيئاً.. وأكاديمية ساحات الفداء قدمت للإعلام “موسى طه”.. و”عبد الماجد عبد الحميد”.. والمخرج “سيف الدين عمر” والمصور البارع والضابط الحالي “أبو عبيدة أحمد فضل الله”.. ود.”فضل الله أحمد عبد الله” ونجوماً بعدد الحصى.. فكيف تبقى هذه المؤسسة وأي دور ينتظرها وكيف لها المحافظة على بريقها ورسالتها في ظل متغيرات الواقع الراهن؟
نحت الخبراء على صخر وجدار القضية لساعات واتفق على أهمية أن يبقى ساحات الفداء مشعلاً يضيء عتمة البرنامج في الأجهزة الإعلامية الرمادية الآن وأن تتخصص المؤسسة في إنتاج البرامج الوثائقية.. وأن تعنى بتاريخ القوات المسلحة ودورها الوطني وأبطالها.. ومعاركها.. وأن يظل ساحات الفداء نفحاً للطيب.. وضوءاً في عتمة الليل.. وقدم د.”موسى طه” ورقة تشخيصية دقيقة لواقع الإعلام.. ومستقبله.. وبدأ الفريق “عوض بن عوف” ورئيس الأركان الفريق أول “كمال عبد المعروف” أكثر ثقة في المستقبل المشرق لساحات وهي تعود لأرضها ولأهلها.. بعد سنوات من الغربة.. وفي أحضان القوات المسلحة تنبت الأشياء الجميلة وتزدهر الأفكار التي لها سيقان أو كما يقول أبو “ملاذ” “حسين ود خوجلي”.