فليعُد (الرجل الجاز) إلى جازه!
{ أعلن وزير المالية بالإنابة د. “عبد الرحمن ضرار” عقب اجتماع مع ممثلي وزارة النفط، أمس، عن وصول عدد من البواخر المحملة بالبنزين والجازولين إلى ميناء بورتسودان.
{ حسناً.. ولكن إلى متى يستمر هذا المسلسل.. انقطاع في المواد البترولية.. ثم أزمة.. ثم انفراجة لعدة أيام.. ثم أزمة؟!
{ ما الجديد في وضع الدولة المالي لتتوالى مثل هذه الأزمات بصورة غير مسبوقة؟!
{ لقد مرت بالبلاد حالات ضيق اقتصادي عديدة خلال العقود الثلاثة الماضية، مرات في بدايات عهد (الإنقاذ).. عهد الإفلاس التام.. وأخريات بعد انفصال جنوب السودان وخروج عائدات ثلاثة أرباع إنتاج النفط من ميزانية الدولة، ولكن رغم ذلك لم يكن الأمر بهذا السوء الذي نشهده كل يوم في شوارع الخرطوم من أزمة خانقة ولا مثيل لها في المواصلات العامة، واصطفاف مزعج وغير مسبوق للسيارات أمام وخلف محطات الوقود بمدن العاصمة الثلاث، وبالتأكيد في جميع ولايات السودان.
{ الأزمة في رأيي ليست شحاً في موارد النقد الأجنبي، فقد ظل هذا (الشح) مستمراً منذ العام 2011 – عام الانفصال الأسود- ولكن اختلفت طرائق الإدارة والمعالجات من وزارة النفط إلى وزارة المالية.
{ استمرار هذا الوضع الكارثي مقلق ومحير في ذات الوقت، لذا.. لابد من أن يغادر هذا الطاقم الاقتصادي العاجز.. عاجلاً غير آجل حتى تستطيع الدولة أن تحافظ على استقرارها.
{ ولا حل أمام القيادة سوى الدفع بـ(الرجل الجاز) إلى مهمته القديمة في وزارة النفط، فلا معنى لعمله في لجان علاقات ثنائية لا عائد سريع ومباشر من ورائها ما دامت تتقاطع مع عمل وزارات ومؤسسات أخرى.
{ سيدي الرئيس “البشير”.. أنت أعلم منا بالخبايا والأسرار والرجال.. ولكن أرجو أن نذكّرك فالذكرى تنفع المؤمنين.. فليعُد الدكتور “عوض الجاز” إلى وزارته وإلى بتروله.. فهو أعلم به وأدرى.. لعله يُخرِج لنا من أعماق حقل “الراوات” ما قِيل عنه وما لم يُقل.
{ إن تجاهل مثل هذه الأزمات.. وتناسلها يوماً بعد آخر.. يمكن أن يقود لنهايات غير مأمونة العواقب.