{ على مر الأزمان والعصور ظلت الألقاب الفنية هي شهادة التقدير الأولى، التي يمنحها الجمهور أو يعطيها الصحفيون والنقاد للمبدعين الموهوبين في شتى مجالات الإبداع، وهنا على سبيل المثال نذكر مجموعة من المطربين الذين رسخت أصواتهم المدهشة والمؤثرة بكل هيبتها في الذاكرة السمعية للشعب، ومن ثم تحكروا داخل الوجدان الجمعي من خلال أعمالهم الإبداعية، وهؤلاء العمالقة ظهروا في زمن الفن الجميل واقترنت بأسمائهم ألقاب خاصة انفردوا بها، مثل لقب (عميد الفن) الذي ناله الفنان القدير “أحمد المصطفى” و(الأستاذ) اعتز به العملاق “عثمان حسين”، ولقب (الذري) الذي اقترن بالمطرب العملاق “إبراهيم عوض”، و(أمير العود) لقب ارتبط بالفنان “حسن عطية”، و(الباشكاتب) لقب عرف به الموسيقار “محمد الأمين” ومنحه له شيخ النقاد الأستاذ “ميرغني البكري”، و(العندليب الأسمر) لقب سار على الفنان “زيدان إبراهيم”، و(الطرزان) عرف به “النور الجيلاني”، ومن المطربين السودانيين الذين نالوا حظاً وافراً من الألقاب فنان أفريقيا الأول والأخير “محمد عثمان وردي” الذي منها (الإمبراطور) و(الأسطورة) وفنان (أفريقيا الأول) و(الفرعون) الذي أطلقه عليه الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الراحل “حسن ساتي”، ولقب (النيل) الذي أطلقه عليه الملحن “أحمد المك”.
وأيضاً من المطربين الذين حظوا بقدر كبير من الأسماء والألقاب المطرب الراحل “محمود عبد العزيز” أبرزها (الحوت) و(الجان) و(الزعيم) و(سيدا) و(الساحر) (قائد الأسطول) (فنان الشباب) وغيرها، و”محمود عبد العزيز” تميز عن غيره من المبدعين حيث لاحقه جمهوره بإطلاق مجموعة من الألقاب حتى بعد رحيله، بكل تأكيد هناك مطربون من جيل اليوم استحقوا الألقاب التي أعطاها لهم الجمهور.
ولكن للأسف الشديد في الفترة الأخيرة صارت الألقاب من البدع والظواهر حيث إنها صارت تعطي للبسوى والما بسوى، ونجد أن العديد من المطربين الذين اقتحموا الساحة الفنية في غفلة من الزمن غاب فيها حارس البوابة وهؤلاء ظلوا يطلقون الألقاب الفنية على أنفسهم بدون إبداع يذكر، ومن ثم يروجون لها عبر شللياتهم بحثاً عن الشهرة والانتشار السريع معظمهم توشحوا بألقاب أكبر منهم ولم ولن يستطيعوا أن يملأوا مساحاتها.
{ وضوح أخير:
{ هذا (الزمن الجايط) اختلطت فيه الألقاب ولم يعد هناك فرق ما بين الإمبراطور والطرطور .!!
{ ربنا يكفينا شر محن هذا الزمان الانهياري الذي انهار فيه كل شيء.. انهيار في الاقتصاد وانهيار في قطاع الصحة والبيئة وانهيار في التربية والتعليم وانهيار في الأخلاق وانهيار في سوق الفن وانهيار.. وانهيار.. وانهيار.