يا سيسي ما بتشبهك!!
{ استدعى مولانا (ابيل الير) رئيس المجلس التنفيذي العالي لجنوب السودان لمكتبه مدير مكتب المعونة الأمريكية بـ(جوبا) لأمر مهم وعاجل، وكانت الساعة تقترب من الرابعة عصراً ومدير مكتب المعونة الأمريكية مغرم بلعبة التنس مع صديقته التي تقاسمه أعباء المكتب والسكن الفاخر بعاصمة جنوب السودان البائسة الفقيرة. من ملعب التنس بالمركز الثقافي المعروف (بناكوري) توجه الخواجة لمكتب زعيم جنوب السودان وحاكمه بنصوص اتفاقية 1971م، لم يبدل (الخواجة) (رداءه البني) ولا حذاءه الأبيض وبكامل ملابسه الرياضية توجه لمكتب السلطان (أبيل الير)، ولم يفطن مدير مكتب رئيس المجلس التنفيذي لملابس الخواجة، واقتاده مباشرة للقاء مولانا (أبيل الير) الذي كان يقرأ في التقارير على طاولته في هدوء وحذر ليرفع رأسه ويشاهد مدير مكتب المعونة الأمريكية بملابسه الرياضية، وأمر مولانا (أبيل) الخواجة بمغادرة المكتب فوراً، وأصدر قراراً بطرد مدير مكتبه الذي لم يحترم منصب رئيس المجلس التنفيذي العالي ذلك ما كان في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي.. وأمريكا بكل جبروتها يطرد ممثل (مخابراتها) في ثياب وكالة العون الشهيرة.
{ في الأسبوع الماضي استقبل (د. التجاني سيسي) رئيس السلطة الانتقالية بدارفور (الخواجة) “جوزيف ستافورد” بمكتبه لاستلام دعم أمريكي للسلطة الانتقالي.
الدعم عبارة عن مبلغ زهيد و(تافه) جداً عبارة عن (مائة ألف دولار) قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للسلطة الانتقالية، وأثنى (د. التجاني سيسي) على الخطوة، وشكر السفير الأمريكي على ما قدمه من دعم للسلطة الانتقالية التي لو طلبت ضعف هذا المبلغ من الأخت (حليمة) مستشار الوالي (عثمان كبر) لنالته السلطة الانتقالية، ولكن الدمنقاوي (التجاني سيسي) بأدبه وحاجته لأي مبلغ مالي تقبل (العطية) بطيبة قلب، والسفير الأمريكي (الخبيث) يضحك على الشعب الدارفوري ولا يجد في نفسه حرجاً وبلاده تمنح دارفور مبلغاً وضيعاً وتتقبله السلطة الانتقالية التي بدأت (تصغر) في نظر أهل دارفور وهي تتقبل الهدايا الوضيعة والمبالغ (التافهة) من سفراء الغرب.
{ في السودان رجال يدفعون من حر مالهم ملايين الدولارات، وقد تبرع قبل عامين رجل الأعمال (صديق ودعة) بمبلغ مليون دولار لمياه دارفور، وتسلم وزير المالية (علي محمود) ووزير الري (كمال علي محمد) الصك المالي من (صديق ودعة) شاكرين حامدين، وعندما زار (د. غازي صلاح الدين) مدن الفاشر ونيالا والجنينة، نثر (صديق ودعة) مبلغ (200) ألف دولار للمرضى في مستشفى نيالا وحدها، احتار المرضى في (قروش الخواجات) التي نثرها أمامهم السوداني صاحب العمامة البيضاء والملامح الدارفورية رغم النعمة التي تبدو على الوجه والكفين.
(ود. التجاني سيسي) نفسه نال من دعم (صديق ودعة) أضعاف هدية السفير الأمريكي الوضيعة، ولو طلب رئيس السلطة الانتقالية من بنات الفور في زالنجي تبرعاً لصالح سلطته لنال أضعاف ما جاء به السفير الأمريكي (المغرور)، ولو كانت في (د. تجاني سيسي) مروءة وكبرياء مثل (أبيل الير) لرد هدية السفير الأمريكي وأمر سكرتيرته الحسناء بتحرير خطاب للخارجية السودانية عن عدم استقبال أي مسؤول أمريكي في السلطة الانتقالية قبل أن تعتذر أمريكا عن إهانة (جوزيف ستافورد) لزعيم دارفور (د. سيسي)، ولكن آه الزمان تبدل و(أبيل الير) أضحى في رصيف المراقبين!!