عادت أزمة الوقود.. فماذا يقول الوزير؟!
مرة أخرى، عادت منذ يومين صفوف السيارات تتزاحم بالمئات أمام محطات الوقود بمدن ولاية الخرطوم، بينما أغلقت محطات أخرى مداخلها بالحواجز معلنة للكافة أنه (لا جازولين.. ولا بنزين) !!
وربما يعزي وزير النفط “عبد الرحمن عثمان” أزمة الوقود الجديدة إلى (قلة أدب) الصحفيين، دون أن يعرف (مكان الأزمة)، فيصرخ في العالمين كما صرخ في وجه الأخ “الطاهر التوم”: (مكانها وين؟ مكانها وين؟ مكانها وين؟) قبل أن يغلق الهاتف في وجهه ووجه القناة!!
الأزمات تحدث عن نفسها وتخرج للعلن دون حاجة إلى بيانات ومؤتمرات صحفية، فصفوف الجاز والبنزين على أعين الجميع في شوارع الخرطوم، فكيف يمكن أن تنفي وجودها الصاخب وزارة النفط أو ولاية الخرطوم، مع أن خبراً ذاع الأسبوع الماضي ونشرته الصحف عن اتفاق بين الوزارة والولاية على التنسيق والمتابعة ومراقبة توزيع المواد البترولية على الشركات والمحطات !
الأزمات لا يمكن إخفاؤها، ولذا فإن تأخير صرف مرتبات الدبلوماسيين والعاملين بسفاراتنا بالخارج أمر معروف لدينا ولكل صديق أو قريب لأي دبلوماسي سوداني يعمل بالخارج، أنا شخصياً أعرف ذلك منذ سنوات، ولم تصلني المعلومة حديثاً من خلال خطاب وزير الخارجية المنصرف البروفيسور “إبراهيم غندور”، وبصراحة أنا أصدق “غندور”، ولا يمكنني أن أصدق بنك السودان، فكم مرة قال المحافظ “حازم عبد القادر” إن أزمة السيولة ستنتهي الأسبوع القادم.. ولم يأتِ هذا الأسبوع حتى صباحكم هذا؟!
إذن.. ماذا يقول وزير النفط الدكتور “عبد الرحمن عثمان”.. وترى ماذا ستقول وزارة المالية هذه المرة مخالفة لكلام وزير النفط ؟!
هناك أزمة اقتصادية.. نعم الجميع يعرف ذلك ويصبر ويصابر حتى تعبر البلاد مربع الأزمة، ولكن هناك أيضا (أزمة إدارة).. يجب أن نتحلى بالشجاعة والعقلانية ونعالج سريعاً أزمة الإدارة في القطاع الاقتصادي للدولة.
نحن نستبشر خيراً بقدوم الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” في موقع الفعل وصناعة القرار.. مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً له في حزب المؤتمر الوطني.
وبما أن د. “فيصل” رجل صاحب قرار وكلمة، وقد أتى لهذا الموقع مدعوماً بميزته في الحسم والحزم، فإننا نرجوه أن يسرع في إعانة السيد الرئيس على تنزيل الحزم واقعاً في وزارات القطاع الاقتصادي وبنك السودان بأعجل ما تيسر.
الوضع لا يحتمل تأخيراً.. ولا مجاملات.