توقعت أن ينعكس خبر زيارة رئيس مجلس الوزراء وعدد من وزراء القطاع الاقتصادي إلى مخازن السكر بولاية الخرطوم، الذي حملته الصحف في خفض أسعار السُكر في اليوم التالي بالأسواق، بعد التأكد بأن هناك زيادات كبيرة وغير مبررة، لكن الواقع كان غير!، كل شيء في غلائهّ وفي سعره.
من مفارقات ما كشفته الجولة كانت أن سعر جوال السكر في المخازن بـ(840) جنيهاً، في مقابل (1300) جنيه للجوال في محلات الجملة حتى يوم أمس (الأربعاء).
الحكومة تحاول بكل جهدها تأكيد معلومة توفر السلعة في الأسواق ووجود زيادات كبيرة وغير منطقية في الأسعار، ونحن نقول إننا الآن لسنا في معرض جدال مع الحكومة، ولكننا أمام تحدٍ إذا كانت هذه هي الأسعار الحقيقية للسُكر، فمن المسؤول من حماية المواطن المغلوب من المغالاة في الأسعار من قبل السماسرة وضعاف النفوس، هذا هو المحك وليس شيئاً آخر، المواطن يريد أن يرى فعلاً لا أقوالاً، يريد أن يذهب للسوق أو السوبر ماركت ليجد الانخفاض المباشر في السلعة.
هذه الجولة بالتأكيد كشفت لوزارة الصناعة أو غيرها من الجهات ذات الصلة أن هناك من يصارع الحكومة من التجار والمضاربين فهل تتركهم الحكومة نهباً للمواطنين؟ .. مؤكد أن سلعة السكر ليست وحدها التي يضارب فيها التجار.
مشكلة سلعة السكر أنها باتت الآن أكبر من زيارة ميدانية لرئيس الوزراء ووزراء الاقتصادي، بل تكمن في ضرورة وجود آليات رقابة حقيقية وفاعلة للسوق.
الحكومة تحتاج أن تُفعل القوانين وأن تكون هناك محاكم مباشرة لكل مضارب، حينها ستقضي الحكومة على الوسطاء المباشرين وغير المباشرين، أيام قليلة تبقت لشهر رمضان والكل ينتظر الهبوط الاضطراري لأسعار السلعة.
مسألة ثانية.. جلس طلاب الشهادة السودانية أول أمس لإعادة مادة الكيمياء في أعقاب حادثة تسريب للمادة وكشفها بفعل فاعل، وخيراً فعلت الوزارة حيث إنها لم تكابر وشكلت في ذلك لجنة للتحقيق والتقصي في الحادثة، حالة من الخوف والتوجس تملكت العديد من الطلاب الذين جلسوا للامتحان من خلال الاستطلاعات التي نشرناها في عدد الأمس، لكن من الآثار السالبة أن البعض من الطلاب رفض الجلوس لامتحان المادة مرة أخرى، وهم قلة مقارنة مع عدد الممتحنين، وهؤلاء خرجوا ظافرين، الغالبية من الطلاب تعاملت مع الامتحانات على أنه أمر واقع لا مفر منه وهؤلاء كانوا الرابحين، ليكون السؤال، من لهؤلاء الذين تحطمت نفسياتهم وكان خيارهم الوحيد عدم الجلوس لامتحان الإعادة، على أي حال وزارة التربية بحاجة لإجراء معالجات نفسية تجنب الطلاب أي نتائج غير متوقعة،
والله المستعان.