شهادتي لله

لله درك يا "علي" (2)

{ ها هو “علي عثمان محمد طه” يخلع لهم عباءة (الحركة الإسلامية)، متنازلاً طوعاً عن أمانتها، واضعاً الجميع أمام حرج بالغ، فالشيخ (الأول) داخل التنظيم الحاكم يقول لهم (خذوها..)!! بينما والي شمال دارفور يحتفظ بها مع قيادة الحكومة، ورئاسة الحزب، ولسان حاله: (لن أتركها لآخر ولا تعنيني توجيهات المركز بمنع ترشح الولاة لأمانة الحركة)!!
{ يتنازل شيخ “علي” والبعض من المتكلسين والمتحجرين، حماة (الدائرة المغلقة)، يفكرون في مرشحين في عمر البروفيسور الشيخ “إبراهيم أحمد عمر”!!
{ والبروفيسور “إبراهيم” أكبر سناً وأسبق في (الحركة) من “علي عثمان”، فكيف يكون الأمين القادم؟! كيف يكون (تجديداً) إذا كنا نرجع للوراء – عمراً – ولا نتقدم ناحية الشباب؟! وما وصف ذلك إن لم يكن تقهقراً وتكلساً؟!
{ ويعلنها النائب الأول قبل شهر من المؤتمر العام للحركة الإسلامية، أنه لن يترشح لمنصب الأمين العام، وأنه يفضل الجلوس في (مقاعد الشيوخ)، وأنه لا مجال للجمع بين السلطات في الدولة، والحزب والحركة.
{ هكذا تحدث النائب الأول في مؤتمر قطاع المرأة بالحركة الإسلامية، رغم أنه (البديل) الذي لا منافس له – إطلاقاً – داخل حزب (المؤتمر الوطني)، مهما اختلف الناس معه وحوله. “علي عثمان” هو أقدرهم في السياسة، والحجة والمنطق، هو (أولهم) بلا شك. والأخيرة أقر بها شيخه وشيخهم جميعاً الدكتور “حسن الترابي” خلال حواري معه المنشور بالعددين الأول والثاني من هذه الصحيفة (المجهر).
{ وهو أكثرهم تجربة وخبرة، باعتراف الدكتور “نافع علي نافع” نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني في حديث تلفزيوني نشر بالصحف.
{ ظل “علي عثمان” نائباً (أوَّل) ثم نائباً (ثانياً)، مفسحاً المجال للدكتور “جون قرنق” وخلفه الفريق “سلفاكير”، ثم نائباً (أول) بعد الانفصال، ليستمر عطاؤه وصبره (العجيب) في منصب (الرجل الثاني) في الدولة لأكثر من (14) عاماً – بعد وفاة الشهيد الزبير –  و(27) عاماً في مقعد نائب الأمين العام للحركة الإسلامية منذ العام 1985م!!
{ ثم لا يستحون – قيادات المؤتمر الوطني – وهم يبحثون عن (بدلاء) مدنيين وعسكريين.. و(البديل) جاهز.. عجمته السنين.. وعلمته التجارب.. وقواه الصبر الجميل.
{ ولولا “علي عثمان” لما كانت (الإنقاذ)، فقد كان المسؤول الأول عن الإشراف على تنفيذ (الحركة الانقلابية) في الثلاثين من يونيو 1989م، كان هو العقل المدني والسياسي المخطط للثورة التي أطاحت بحكومات السيد “الصادق المهدي”.
{ ولولاه ما نجح (الانقلاب الثاني) على الشيخ “الترابي”.. ولو نجح لما استمر واستقر منذ 12/12/1999م وحتى يومنا هذا.. وهنا يكمن سر الإجابة على السؤال الكبير: لماذا يشعر الشيخ “الترابي” بغبن أكبر تجاه “علي عثمان”.. أكثر من غبنه تجاه الرئيس “البشير” نفسه؟! لماذا يستشعر الكثير من أعضاء (المؤتمر الشعبي) حقداً ومرارات ضد هذا الرجل.. أكثر من غيره من قيادات (المؤتمر الوطني)؟!
{ ببساطة لأنهم يعتقدون أنه (رجّح) كفة “البشير”.. ولو لم يفعل لكانت (كل) الخيارات مفتوحة على أبواب التكهنات.
– نواصل –

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية