الكلام الفسل
“عبد الله فضل ضيف” نائب برلماني لم يسمع به الشعب السوداني من قبل ولم تردد أجهزة الإعلام اسمه من قبل ولا يعرف من أين نبت في البرلمان؟ هل جاءت به مخرجات الحوار الوطني التي أجلست البعض على كراسي النيابة بدعوى أنهم يمثلون الشعب، وماهم بذلك والشعب المسكين لن يعترف بمن يمثله إلا من منحه صوته وفوضه علناً لينوب عنه ويتحدث باسمه
النائب البرلماني “فضل” بحث عن سبيل لنشر اسمه على نطاق واسع واهتدى لفكرة بائسة بأن الوسيلة الوحيدة لتحقيق مافي نفسه أن يسيء لهذا الشعب والبحث عن الشهرة قد دفع نائبة برلمانية حسناء في دولة الاكوادور أن تجردت من ثيابها وخرجت للشارع عارية كما ولدتها أمها وفي الثقافة الشعبية يُسمى من يتجرد من ثيابه بالميطي ونشرت الصحف صورة النائبة الجميلة وهي تسير في الشوارع عارية احتجاجاً على دخول الاكوادور في حلف مع الولايات المتحدة الأمريكية بينما النائبة تنتمي إلى الحزب الشيوعي.
السيد النائب البرلماني السوداني ايضا تجرد من ثياب الستر ومشى عارياً في الشارع وهو يقول: (الرئيس صبر كثيراً على الشعب السوداني)، ولم تطرف لهذا النائب جفنا وانتظر الصحافة السودانية في اليوم التالي نقل ونشر الكلام الفسل وهي تتكئ على ذريعة بأن ناقل الكفر ليس بكافر.
نعم ناقل الكفر ليس بكافر ولكنه آثم ويعاقب يوم الحساب على ما اقترفه لسانه وهذا النائب البرلماني يظن وبعض الظن سذاجة وقلة حيلة وبؤس تقدير بأن مثل هذا الكلام الفسل يقربه للرئيس ويرفعه مقاما في القصر وربما يأتي به في الانتخابات القادمة ممثلا للشعب مرة أخرى والرئيس يمقت هؤلاء المتملقين ويحترم أصحاب المواقف والذين يعبرون بصدق عن مشاعرهم نحوه لا الذين تحركهم مصالح خاصة، وآمال في نيل مبتغاهم ولو كان الرئيس يحترم أمثال هؤلاء المادحين والطبالين لفاض مجلس الوزراء بكل صاحب حنجرة وحلقوم طويل، ولكن الرئيس ظل محتفظا بالدكتور “أمين حسن عمر” في القصر كبير المفاوضين والمبعوث الخاص بالرئيس رغم موقف أمين المعلن من رفض مبدئي لتجديد ترشيح “البشير” لدورة قادمة، وقد ثبت “أمين” ولم يتزحزح عن ذلكم الموقف حتى بعد أن صار إعادة ترشيح “البشير” واقعاً وقراراً للوطني، ينتظر فقط التأطير المؤسسي واحترم الناس موقف “أمين” الحصيف الشجاع ولكنهم قطعا لن يحترمون أمثال النائب الذي كان حرياً به الحديث عن صبر الشعب السوداني على “البشير” رغم المعاناة والوضع الاقتصادي البالغ السوء وصفوف البنزين والجازولين ونقص الغاز وغلاء المعيشة وتدهور سعر صرف الجنيه كل ذلك والشعب صابر على أمل أن تتبدل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى الأفضل ولم يخرج الشعب ثائراً في وجه “البشير” كما خرجت ليبيا في وجه “القذافي” ومصر في مواجهة “حسني مبارك” وبطش وزير داخليته “حبيب العدلي” ولو قنع الشعب السوداني من “البشير” وفقد في حكومته الأمل لما بقي في السُلطة يوما واحدا؟
ولكن أمثال هذا النائب يشكلون خطرا داهما على النظام بمثل هذا الكلام الفسل !
والملق الضار بالممارسة السياسية بالبلاد وضار بالمجتمع حينما يذهب وقار الرجال ويمشون عرايا مثل النائبة الشيوعية في الاكوادور وهي نقدم احتجاجها على ممارسات حكومتها والنائب فضل بهذا الهراء يقبل على الانتحار شعبياً ويفقد كل شيء من أجل اللاشيء.