تقارير

طه يترجل عن قيادة الحركة الإسلامية .. من البديل .. ؟؟

يبدو أن النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية “علي عثمان محمد طه”، أراد أن يرسل عدداً من الرسائل ويحسم الجدل الذي يدور منذ فترة ليست بالقصيرة حول مسألة عدم ترشح الأمين العام للحركة الإسلامية بحسب دستورها الذي يشير إلى عدم الترشح لدورة ثالثة، وبالفعل ترجل “طه” عن قيادة الحركة الإسلامية وقطع بعدم ترشحه لمنصب الأمين العام للحركة لدورة ثالثة خلال المؤتمر القومي المقرر أن ينعقد الشهر القادم، ليترك عدداً من التساؤلات وسط المراقبين والمهتمين بالشأن العام على رأسها من يخلف “طه” على رئاسة الحركة الإسلامية في السودان التي صاحبتها بعض (الإخفاقات) على حد تعبير الرجل التي تحتاج إلى تصحيح، ووردت بعض التكهنات خلال الفترة السابقة بتولي الدكتور “غازي صلاح الدين” لمنصب الأمين العام، لكن الأمر برمته متروك للمؤتمر القومي القادم.

ودخل النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأمين العام للحركة الإسلامية أمس (الخميس) القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة بالخرطوم التي افتتحها هو في وقت سابق، وهو يشارك في فعاليات (المؤتمر القومي الثامن ـ مؤتمر قطاع المرأة بالحركة الإسلامية السودانية) وتبدو عليه علامات الرضاء عن أداء فترته خلال الدورتين السابقتين وبدا واثقاً من أن الحركة الإسلامية أفلحت في بسط الإسلام على المستوى السياسي في البلاد، وأن مشروع الإسلام في السودان التقت فيه حتى الفئات التي لا تدين بالإسلام مبيناً أن الإسلام دين للإنسانية كلها.
ويقول إن الحركة الإسلامية ينبغي أن تجري حواراً ومجادلة بالحسنى مع الغير والغرب وأنه “لا إكراه في الدين”، ويشرح أن الإسلام كما تفهمه الحركة الإسلامية والمسلمون هو عقد لأهل الملة والقبلة والأمة الإسلامية جمعاء، وأن دستور الحركة الإسلامية يشير إلى أنها حركة ربانية وإسلامية لا تقف عند حدود الوطن، وإنما العمل على بسط الدعوة وهداية الناس.
ويؤكد الأمين العام للحركة الإسلامية، خلال حديثه في مؤتمر المرأة، أن انعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية القومي الشهر المقبل، ليس نسجاً ولا وصاية على أحد، وإنما مؤتمر شورى حقيقي.
ويقر “طه” بأن الحركة الإسلامية في تطورها التاريخي شهدت بعض التراجع في بعض المجالات لكن قيامها جاء ليملأ ويسد الثغرات في الساحة السياسية السودانية بعد أن أخفق من كان في الساحة السياسية وقتها، ويضيف أن المؤسسات السياسية والمدنية لم تكن (تأبه) كثيراً بأن يكون الإسلام هو الحاكم في السودان، وأن هناك تيارات وأحزاباً سياسية ليبرالية علمانية تجتهد لإقصاء الإسلام من الحياة السياسية بسبب الأهواء الشخصية.
ويقول إن هناك بعض الجهات تتهم الحركة الإسلامية بأنها حركة إسلامية لكن لا تعنى بالشعائر الإسلامية، لكن نرد عليهم ونقول إنها حركة تقوم على شمول الإسلام وهي حركة سنية مرجعيتها القرآن والسنة وسيرة الرسول (ص)، وأن دستورها يعد مجالاً للتجديد والنظر، وأن الحركة الإسلامية في السودان تقدمت أشواطاً وكسبت بحسب تاريخها، ويشير إلى أن تولي الحركة للسلطة في السودان يُعد نقلة نوعية في عمل الحركة، وأنها حالياً ترتب لعقد مؤتمر قومي وأنه أمر مشاع ومفتوح لكل القوى السياسية في السودان.
ويسرد الأمين العام للحركة، أن حركته لو أخطأت أو أصابت فهي ظلت تؤثر على الحياة العامة في السودان في ظل التشوق العارم لتجديد دور الإسلام في دول العالم العربي التي شهدت ثورات الربيع العربي، وينظر إليها العالم الغربي بالشك والريبة، ويلمح “طه” إلى أن أحد الرؤساء الأمريكان ذكر في كتاب له أن هناك (تصادم بلا حرب) بعد القضاء على الاتحاد السوفيتي وأن المعركة القادمة ستكون مع الإسلام بحسبانه الخطر القادم على الغرب.
ويخلص “طه” إلى أنه لابد (أن نؤسس لحركة نهضة جديدة) وأن المؤتمر القومي للحركة الإسلامية يجئ لمراجعة أسباب الضعف الذي أصاب الحركة ولمراجعة الذات والكسب الذي تحقق خلال فترة الـ(20)عاماً الماضية، وأين بلغت الحركة الإسلامية من تحقيق غاياتها، مشيراً إلى أن المؤتمر القومي أعد حزمة من الأوراق للمناقشة في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية والأمن قائلاً “إنه لابد أن نأخذ الأوراق التي أعدت للمؤتمر مأخذ الجد”، ودعا “طه” لبسط الشورى.
وحسم “طه” الجدل الذي كان مثاراً خلال الفترة الماضية حول عدم ترشح الأمين العام للحركة، رغم أن هناك حراكاً واسعاً حول دستور الحركة، وأن إجازته ستتم وفقاً للشورى فضلاً عن العمل على تعديل دستور الحركة لتفادى تكريس السلطات، وقطع بعدم ترشحه لمنصب الأمين العام لدورة ثالثة وفقاً لدستور الحركة، قائلاً: (نحن عازمون على التجديد ليتولى قيادة الحركة والحزب والدولة قيادات جديدة وآن الآوان لنجلس على مقعد مجلس الشيوخ لتقديم النصح ولا خوف على الحركة طالما العضو فيها يقدم العطاء وأنها محفوظة)، ويشدد بالقول (إنه لا مجال لجمع صلاحيات الحركة والحزب والدولة في شخص واحد).
ويقول إنه لابد من قيام الشورى داخل أفراد الحركة مثل إقامة الصلاة “ونريد من المؤتمرات شورى حقيقية، ونجدد التزامنا بإقامة أمر الله في الأرض”.
ويضيف “طه” إن هناك أناس يتحدثون عن أن عقد الحركة الإسلامية سينفطر حال تركها القادة الحاليون، لكنه عاد وقال إن عقدها لن ينفرط وسيتبدد ظنهم، مطالباً بتجديد الشراكات مع القوى السياسية المتحالفة مع الحكومة ودعمها، مشيراً إلى أن ينبغي على الحركة ليس تقديم الدعوات لشركائها وإنما تتاح لهم الفرصة في التعبير”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية