بكل الوضوح

ناس أفراحها زايدة.. وناس بتألموا!!

عامر باشاب

{ من يراقب أو يتابع حركة المرور على امتداد طرق وشوارع عاصمتنا المثلثة، وخاصة الرئيسية في كل من الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.. يلاحظ تزاحم السيارات الكثيرة التي تتنافس في (الفراهة) والفخامة، وتتباهى بسرعتها وخفة سيرها على الطرقات.
{ ومن يتأمل كم السيارات الهائل التي تقف أمام (المولات) الكبيرة مثل (مول عفراء) و(مول الواحة) وغيرهما من الأسواق العصرية التي انتشرت في كل أنحاء العاصمة وأحيائها الراقية.
{ ومن ينظر إلى حجم السيارات التي تقف منتظرة أصحابها أمام الفنادق والمطاعم الشهيرة وأمام صالات الأفراح.
{ ولو تأملت طوابير السيارات داخل المعارض الزجاجية المغلقة لبيع السيارات والمعارض المفتوحة في الهواء الطلق وعلى طول الأرصفة.
{ إذا تأملت كل ذلك ستكتشف أنك تعيش في واحدة من الدول الغنية والمرفهة .
{ وكل هذه الظواهر تؤكد بأن البلد (مليانة قروش).. لكن هذه (القروش) بالطبع عند طبقة معينة من الناس هم (الناس العملوا قروش وعملوا كروش ).
{ لكن السؤال المحير القروش دي عملوها كيف؟!! أو من أين أتت إليهم؟!.. الله أعلم!!
{ ومن بين هؤلاء (الناس العملوا قروش) هناك من يملكون سيارات عجيبة وغريبة، ثمن الواحدة منها يصل إلى ثلاثة أو أربعة مليار جنيه بالقديم أو يزيد، أما نعيم الفلل والقصور حاجة تانية لاتوصف ولا تعد !!.
{ وطبعاً لكل واحد من أسرته سيارة من أحدث الموديلات وأرقاها حتى تليق بسمعة ومكانة العائلة المالكة.. وطبعاً سيارة الزوجة لازم تكون (استايل) وكمان لونها لازم يكون (استايل).
{ أيضاً سيارات الأبناء لازم تكون بمواصفات شبابية وكذلك ألوانها لابد أن تتناسب مع أعمارهم.
{ أما سيارة (المعلم الكبير) “خلوها ساكت” لابد أن تكون من طراز التصميمات الخاصة والخاصة جداً.
* وضوح أخير
{ أمثال هؤلاء من الناس العملوا قروش وكروش بالتأكيد لايحسون بالأزمات الاقتصادية، أو أي غلاء في الأسعار، ومهما بلغت الأزمة فلن تمثل لهم صدمة ولن يصيبهم حتى و(لو بدهشة حتي عابرة) .
{ ترتفع الأسعار وتبلغ وما تبلغ من زيادات والأمور عندهم سرعان ما تمضي وتسير بصورة عادية.. لأن أرصدتهم المالية لا تتأثر بأية زيادات تحدث في أية سلعة.. ومعظمهم أصحاب خبرة في تعويض زيادات الأسعار بمختلف الطرق وبكل الأساليب، حساباتهم بالخارج أخرجتهم من أزمة السيولة في الداخل !!
{ أما الضحايا الحقيقيون لزيادة الأسعار التي ظلت في ارتفاع دائم ودون توقف.. فهم محدودو الدخل، الأغلبية العظمى من فقراء بلادي فهم وحدهم من يتحملون (لهيب الأسعار المولعة) ويكتوون بنيران الأزمات وجمرة الزيادات المتواصلة.
{ أخيراً نقول إلى متى يظل السوق مطلوقاً ويبقي هكذا بدون ضوابط ولارقيب ولاحسيب ؟!
{ كل شيء في السوق يتغير فجأة. وزناً وحجماً وشكلاً وقيمة.
{ وفي غفلة الرقيب.. التجار يحددون الأسعار مع بعضهم البعض وحسب هواهم والجمرة بتحرق المسحوقين .
{ حقا ناس أفراحها زايدة.. وناس بتألموا!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية