في الثامن من أبريل الجاري كان قد مر العام الأول على رحيل الشيخ الدكتور “إبراهيم الطيب الريح” رجل الأعمال والبر والمبادرات الإنسانية والثقافية والعلمية والاجتماعية التي لا تفوت على أحد، فنرجو له عند الله تعالى حسن الجزاء والقبول.
أذكر هذا وقد عمرت قاعة الصداقة بالخرطوم مساء (الخميس) بحضور كبير ومتنوع من رموز وطنية ونيجيرية ولندنية ورسمية ممن عرفوا فضل الرجل.. الذي كان من بين الحضور – لا ريب – أفراد أسرته الذين تقدمتهم حرمه السيدة “عديلة” وأبناؤه وأصهاره وبنوا عمومته.
اللجنة القومية لتأبين وتخليد ذكرى الشيخ “إبراهيم الطيب الريح” برئاسة مولانا “دفع الله الحاج يوسف” الذي عاصر الراحل وعمل معه في مؤسساته الصناعية بنيجيريا (كانو) لسنوات ومنذ وقت مبكر كانت قد أوفت وأنجزت في ذلك البرنامج الذي بدأ عند مدخل القاعة بمعرض للسيرة الذاتية للراحل لم تترك شيئاً تقريباً.
أما البرنامج الذي اشتمل على جل أو مجمل أنشطة الراحل في المجالات والبلاد المختلفة (نيجيريا والسودان والمملكة المتحدة) وغيرها من البلدان، عبر عنه شخوص كانوا على صلة بالموضوع وبالراحل “إبراهيم الطيب الريح”. وأذكر منهم من قدم كلمة الجالية السودانية بنيجيريا حيث نشاط الراحل الاقتصادي واللغوي والثقافي ومن قدم كلمة الجالية السودانية بالمملكة المتحدة وايرلندا.. والجالية هناك كما قال السيد “حسن تاج السر” تعرف للراحل المقيم حراكه الاجتماعي والإنساني والثقافي وغير ذلك من أنشطة علاجية وصحية وأخرى فنية عبر عنها الدكتور “كرار التهامي” الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، وقد كان للشيخ “إبراهيم الطيب” حضوره ودوره في اللجنة العليا لشؤون العاملين بالخارج.
وكان جاذباً للانتباه حضور بعض الإخوة النيجيريين من رموز عرفت دور أسرة “البشير الريح” (القاضي الشرعي) الذي انتدب من السودان لإدارة أول مدرسة للعلوم العربية والإسلامية بنيجيريا، وجاءت بعد ذلك في “إبراهيم” و”عثمان الطيب الريح” مرحلة الصناعات الغذائية والدوائية وما قام به “إبراهيم الطيب” من عمل وتطوير للعلوم العربية والإسلامية التي كان لها دورها في الصحوة اللغوية العربية والإسلامية في (كانو) إلى جانب النشاط الاقتصادي وقد كانت للبروفيسور “محمد ثاني زهر الدين” ممثل نيجيريا كلمته عن ذلك في ليلة تخليد ذكرى الراحل “إبراهيم الطيب”.
وفي عطاء الشيخ “إبراهيم” الداخلي السوداني وكان من أشهره تأسيس بنك فيصل الإسلامي وحملات العلاج والدواء وتدريب الأطباء والاختصاصيين الراتبة والمستمرة شأن أدائه في المؤسسات العلمية والأكاديمية والإنسانية، وقد أدى ذلك لتقليده وسام الجدارة السوداني اعترافاً بجهوده في خدمة وطنه داخلياً وخارجياً.
عليه فقد كان من المتوقع أن يخاطب السيد رئيس الجمهورية احتفائية تخليد الذكرى ولكن لأسباب خاصة وطارئة كان حضور الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” مساعد السيد رئيس الجمهورية، الذي قام بذلك الواجب وأحسن الأداء.
ولكل ما ذكرنا نقول: (من يفعل الخير لا يعدم جوازيه)، وذلك ما جعل سمو الأمير “عمرو الفيصل” وهو خارج البلاد، والمناسبة يرسل رسالة تليت على الحضور يذكر فيها ويمجد دور الشيخ “إبراهيم الطيب” في مرافقته لوالده المرحوم “محمد الفيصل”، في تأسيس ونشر المعاملات المصرفية الاقتصادية الإسلامية في أفريقيا وأوروبا، وأشهرها دار المال الإسلامي..
رحم الله الشيخ “إبراهيم” فقد كان فضله كبيراً.. وشكراً للجنة القومية السودانية التي قامت بواجب تخليد الذكرى للرجل الإنسان.