* ورمضان الآن يدق على الأبواب بدا أن كثير من القنوات الفضائية قد كشفت عن ملامحها العامة لما سيكون عليه حالها خلال شهر الإنتاج الموسمي..هذه البرامج التي تستنفر لها بعض القنوات كل إمكاناتها وتجند طاقاتها لإخراج أفضل ما لديها خلال هذا الشهر..
* كثير من القنوات راهنت على إعادة إنتاج برامجها القديمة مثل النيل الأزرق التي بدا أن رهانها لا يزال قائماً على البرنامج الجماهيري (أغاني وأغاني) بالإضافة إلى (استديو 5) الذي يقدمه طه سليمان، والذي يبدو أنه أصبح يفضل الظهور الرمضاني بعيداً عن صفته الأساسية كمغني، وأضاف (أغاني وأغاني) إليه عدداً من المغنين الجدد الذين سوف يكون البرنامج لهم منصة انطلاق نحو النجومية، مثلما كان لغيرهم (هدى عربي ومكارم بشير ومأمون سوار الدهب وغيرهم)، ويبدو أن الحالة المزاجية وبكونه أصبح ربما أحد مستلزمات الشهر الفضيل بضحكة قدور المميزة، ومقدمته التي علقت بأذهان الناس يسير لأن يصبح ملمحاً رمضانياً مهماً تكاثف النقد حوله، بيد أن فكرة تدوير المغنيين التي يتبعها البرنامج يمكن أن تشتت أذهان المشاهدين والمنتجين على السواء، وبما أن فكرة البرنامج توثيقي فكان يمكن الاكتفاء بعدد من المغنين القادرين على إيصال الأغنيات بصورة سليمة، مثلما كان الحال في حلقاته الأولى التي كانت أنجح الحلقات بوجود عصام محمد نور وفرفور وعاصم البنا والراحل نادر خضر..
*الشروق التي كانت تنافس النيل الأزرق موسمياً بدا أنها تفقد ميزاتها سنوياً، فبعد أن كانت تتميز دوناً عن غيرها من القنوات بإنتاج الدراما السودانية، توقفت قبل سنوات عن هذه الميزة، والآن رشحت الأنباء عن تخليها عن برنامج (سلمى سيد) التوثيقي الذي أصبح منافساً لـ(أغاني وأغاني) ضمن منظومة البرامج الترفيهية، ولكن الشروق لا تتقن الاحتفاظ بمكتسباتها، وتضيع هويتها يوما بعد آخر.. وتتتخلى دوما عن مايميزها، لتخلي مكانتها للقادم الجديد (سودانية 24)..
*وسودانية 24 التي قدمت شكلاً جديداً من البرامج خلال شهر رمضان الماضي، ابتعدت فيه عن الشكل البرامجي الذي يعتمد على الغناء وتكرار المطربين، وقدمت أفكاراً جديدةً في الإنتاج الدرامي الخفيف والكاميرا الخفية رغم عيوبها الكثيرة، إلا أن محاولتها خلقت تجربة برامجية جديدة تحسب لها، والقناة الجديدة لم تفصح حتى الآن عن برامجها خلال الشهر القادم، ربما أنها تعمل بصمت خوفاً من (سرقة الأفكار) أو إنها سوف تعيد إنتاج ذات البرامج التي تميزت بها خلال الفترة السابقة برؤية جديدة، ولكن يبقى التحدي ماثلا أمامها في المحافظة على مستوى الأفكار الجديدة التي قدمتها خلال السنة الماضية، ماثلاً أمامها وبكونها أصبحت من كبريات القنوات الفضائية التي يعوَّل عليها كثيراً في إحداث اختراق إيجابي في منظومة البرامج الفضائية السودانية..
*قناة أم درمان يبدو أنها سوف تعتمد بشكل كبير ـ كعادتها ـ دائماً على تقديم وجوده الصف الثاني أو الثالث من المغنين، والاعتماد بشكل أساسي وكبير على الأفكار التي ينتجها عرابها حسين خوجلي بـ(أقل تكلفة ممكنة)، وتتحرك القناة في مساحة بقدر الإمكانات المتاحة لها، ولكنها فقدت هذا الموسم منتج برنامج (رجل في قبضة النساء) الذي قدم معها خلال الموسم السابق برنامجاً ميز القناة، رغم أنه لم يخرج من فلسفة الفضائية في (التقتير) والبعد عن البرامج ذات التكلفة العالية.
نواصل