تقارير

تفاصيل لقاء “مشار” المفاجئ مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

من يقف خلف الجنرال "بول ملونق".. ولماذا أعلن تمرده على "سلفا كير"؟

برلماني منشق: “ملونق” له علاقات مع مديري بنوك لدعمه والسلطة هدفه

“مكواي”: “ملونق” هو رأس الفساد بالدولة.. وتمرده بسبب فقدانه لوظيفته
تقرير – فائز عبد الله
إعلان تمرد رئيس هيئة الأركان السابق لحكومة دولة جنوب السودان الجنرال “بول ملونق” حمل جملة تساؤلات من قبل مراقبين ومسؤولين بالجنوب، كون الرجل يتمتع بعلاقات مميزة مع الرئيس “سلفا كير”. وكان “ملونق” قد خرج قبل أكثر من شهرين من عاصمة جنوب السودان جوبا إلى ولاية واراب مسقط رأسه برفقة مجموعة كبيرة، ضمت أكثر من (300) ضابط بجانب الأسلحة والمعدات.
(المجهر) نقبت حول الأمر للإجابة عن سؤال كيف ولماذا تمرد الرجل؟ واستطلعت عدداً من القيادات السياسية الجنوبية بالمعارضة والحكومة بجانب مراقبين.
{ وساطة لإعادة “ملونق”
عندما تمرد “ملونق” على “سلفا كير” في المرة الأولى قاد بعض من قيادات مجلس أعيان الدنيكا وساطة لإعادة الجنرال “ملونق” إلى جوبا وأفلحت في تسوية الخلافات مع “سلفا كير” وعاد الرجل تحت حراسة مشددة من قبل أبناء واراب خوفاً من تصفيته أو إعادته إلى السجن، إلا أنه تمرد مرة أخرى وحمل تمرده هذا الكثير من المطالب، منها مطالبته من خلال البيان الذي أعلن فيه انسلاخه عن نظام جوبا بتكوين جبهة جديدة.
{ مصالح شخصية
مصادر بالمعارضة الجنوبية أكدت لـ(المجهر)، أمس، أن السبب الرئيسي لتمرد “ملونق” علاقته مع مديري البنوك، والأموال التي أخذها من البنك المركزي أثناء عمله بولاية بحر الغزال، حيث كانت لديه نسب ومخصصات شهرية لمصالحه الخاصة. وقالت المصادر إن “ملونق” برغم امتلاكه للمال لكنه لا يستطيع الوقف في وجه نظام جوبا.
وأشارت ذات المصادر إلى أن المال والسلطة اللذين يمتلكهما الرجل يمكنانه من استقطاب أبناء منطقته، وهي ولاية واراب، من أجل الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية. وكشفت المصادر عن أن “ملونق” يمتلك صداقات قوية مع رجال أعمال داخل وخارج دولة الجنوب، مضيفين إنه يحظى بتأييد كبير من الضباط بالجيش الشعبي وتجد قراراته النفاذ، وذلك منذ أن أعلن تمرده ضد حكومة “سلفا كير”. وأكدت المصادر أن هذه الأسباب ستجعل جبهة “ملونق” قوية، لكن قيادات بالمعارضة رجحوا عدم نجاح جبهة “ملونق” لأن المعارضة الجنوبية والفصائل تتخوف من التحالف معه لعدم اتضاح رؤيته السياسية، وقد اتهمته ذات القيادات بسرقة أموال الدولة لأجل تحقيق مصالحه الشخصية.
{ “ملونق” يتمرد ويحرض الجنوبيين على “سلفا كير”!!
رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي السابق بدولة الجنوب الجنرال “بول ملونق أوان”، الذي تمت إقالته من منصبه في مايو العام الماضي، أعلن عن تكوين حركة معارضة جديدة أطلق عليها اسم (جبهة جنوب السودان المتحدة المسلحة) لخوض حرب ضد حكومة “سلفا كير” بجوبا.
وقال “ملونق” في بيان أعلنته الحركة الجديدة، حصلت (المجهر) على نسخة منه، إن جنوب السودان أصبح دولة فاسدة وفاشلة من جميع النواحي الأمنية والاقتصادية، وتدهورت البنية التحتية والتعليم وحقوق الإنسان، وأكد أن حركته ستستخدم كل الوسائل المتاحة لاستعادة حكم القانون والنظام، إلى جانب احترام حقوق الإنسان والقومية ومُثل السيادة والحرية والحكم الديمقراطي في البلاد.
ودعا البيان جميع الأطراف لانتشال الدولة من قبضة الرئيس “سلفا كير” الذي اتهمه بتشويه صورة جنوب السودان، وشدد على تطبيق القانون على الجميع، وقال إن الكل متساوون في العدالة بحيث يكون لكل واحد الحق في الوظائف والرتب حسب استعداده ومقدرته، ولا يجوز أن يُفضل رجل على آخر في هذا الصدد إلا بالكفاءة.
{ علاقات مالية
البرلماني المنشق عن “سلفا كير” “جاستين جوزيف” ركز في حديثه لـ(المجهر)، أمس، على علاقات “ملونق” المالية وإمكانية استخدامها في تنفيذ مخططاته، حيث أشار إلى أن الرجل له علاقات جيدة مع رؤساء البنوك بجوبا ويمكن أن يقدموا له المال والسلاح، وأضاف إنه يملك ثروة مالية كبيرة منذ فترته بولاية بحر الغزال تجعله محط التفاف الضباط والجنود من أبناء منطقة واراب، وقال إن “ملونق” يمتلك شعبية وسط قيادات يمكن أن تنضم إليه، وأشار إلى أن تمرد “ملونق” واختلافه مع “سلفا كير” من أجل الحصول على السلطة فقط.
{ “سلفا كير” متخوف
البرلماني “جاستين” ذكر في حديثه أن “سلفا كير” متخوف من “ملونق” من واقع أنه مخزن أسراره بعد أن قام بكشف عدد من الأسرار، من بينها قضية سكرتير “سلفا كير” والمبلغ المالي الذي تم تسليمه له من أجل تصفية “مشار”، وأوضح أن المعادلة بعد خروج “ملونق” أصبحت صعبة اضطرت “سلفا كير” للاستعانة بقوات يوغندية والبعض من الحركات الدارفورية المعارضة لنظام الخرطوم تحسباً لأي هجوم محتمل من “ملونق”.
وقلل “جوزيف” من قدرة “ملونق” على مواجهة “سلفا كير” وقال إنه لا يستطيع مقاومة القوات المتحالفة والحركات الموجودة لأجل حماية “سلفا كير”، مضيفاً إن يوغندا وكينيا وإثيوبيا والحركات الدارفورية والقوات الدولية تخضع لـ”سلفا كير” وجميع هذه الدول لديها مصالح في الجنوب، مؤكداً أنها ستقف في وجه “ملونق” حال قيامه بالهجوم على جوبا.
وكشف “جاستين” عن أن رئيس بنك (فلوجان) بولاية الوحدة أعلن انسلاخه عن “سلفا كير” وانضمامه إلى “ملونق”، مضيفاً إن الاتفاقية الحالية نسبة فشلها (100%) بحجة عدم وجود ضمانات لتحقيق السلام، واتهم حكومة “سلفا كير” بالتورط في هذه الحرب، وقال إن مخاوف حكومة جوبا تتمثل في عودة “مشار” الذي ترى أنه سيلحق ضرراً بمصالحها، بجانب تهديدات “ملونق” بكشف الجرائم والانتهاكات التي قام بها “سلفا كير” وأضاف إن الأخير رفض اتهامات “ملونق”، مشيراً إلى أن “ملونق” عندما كان على رأس المؤسسة العسكرية كان يأخذ المال من البنك المركزي بجوبا دون أن يعترضه أحد، وزاد بأن “ملونق” شخص فاسد وهذا الصراع من أجل السلطة.
{ كرت ضغط
في غضون ذلك، رأى مصدر بجبهة الخلاص الوطني- فضل حجب اسمه- أن تكوين جبهة جديدة يعد كرت ضغط على حكومة جوبا، واستدل المصدر بمقولة (إذا اختلف اللصان ظهر المسروق)، وقال إن “ملونق” يمارس ضغوطاً على حكومة جوبا لتحقيق مصالحه، مضيفاً إن سبب خروجه على حكومة “سلفا كير” هذه الضغوط لأجل الاستجابة له، وقال إن الضغوط التي يمارسها “ملونق” هي من أجل تنفيذ أهدافه ومصالحه الشخصية، وعدّ إعلان تمرده على نظام “سلفا كير” للضغط على الحكومة في جوبا ليس إلا.
{ “فولجانق” ينفي انسلاخه
نفى قائد الجيش الشعبي في ولاية ليج الشمالية الجنرال “فولجانق تاب” صحة التقارير التي تفيد بتمرده وانضمامه إلى “ملونق” ضد نظام “سلفا كير”، وقال إن المعلومات المتداولة عن وجود اتصالات بينه و”ملونق” غير صحيحة وإنه لم يتمرد ضد الحكومة، وأضاف إن هذه الأقوال ليست سوى شائعات ولا تربطه صلة مع “ملونق”، مؤكداً وجوده في منطقة مانكيل تحت قيادة الحكومة.. ويعدّ “فولجانق” من القيادات المطلوب التحقيق معها من قبل منظمة (هيومن رايتس) الدولية في مزاعم تتعلق بعمليات القتل والتخطيط والتنفيذ والإشراف على القتل والاغتصاب والتشريد القسري للمدنيين وتضم القائمة أيضاً كلاً من “فول ملونق” و”الطيب تايتاي”.
{ انتهاكات وجرائم
انتقد وزير الإعلام بحكومة دولة جنوب السودان “مايكل مكوي لويث” تصريحات الجنرال “بول ملونق” التي اتهم فيها الحكومة برئاسة الرئيس “سلفا كير ميارديت” بالفشل في إدارة دولة جنوب السودان وإعلانه عن تشكيل حركة تمرد جديدة تطلق على نفسها (جبهة جنوب السودان المتحدة المسلحة) لاسترداد الديمقراطية، ومقاومة النظام الاستبدادي الحالي، الذي أسس له الرئيس “سلفا كير ميارديت”. وقال “مكوي” في تصريحات صحافية إن ما جاء في بيان “ملونق” بوصف نظام “سلفا كير” الحاكم “بالاستبداد” لا أساس من الصحة، وأضاف إن “ملونق” يتحدث عن الفساد وهو كان على رأس الدولة ويمثل رئيس هيئة الأركان السابق، وزاد بأنه يتحدث عن الانتهاكات والحقوق وهو الذي قام بارتكاب الانتهاكات بالبلاد لذلك تمت إقالته من منصبه كمسؤول عن الجيش الشعبي.
وبيّن أن “ملونق” تمرد لأنه فقد وظيفته، وأوضح المسؤول الحكومي أن الحكومة لا تمانع إذا طلب “ملونق” المشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات السلام، لكنها تنصحه بعدم إتباع سياسة العنف والقوة لإسقاط الحكومة، قائلاً (هذا أمراً غير مستحب وإذا قواته هاجمت مواقعنا سيتم حسمهم عسكرياً).

تفاصيل لقاء “مشار” المفاجئ مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

التقى زعيم المعارضة الجنوبية د. “رياك مشار”، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي “موسى فكي محمد” بمقر إقامته بمدينة بريتوريا بدولة جنوب أفريقيا وناقشا عملية إحياء اتفاقية السلام والتحديات التي أدت إلى فشلها، ودور شركاء السلام الآخرين والاتحاد الأفريقي ودول الـ(إيقاد).
والتزم “مشار” بكامل شروط عملية السلام والتسوية التفاوضية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع في البلاد، وقال إن النظام الحالي مستمر في انتهاك اتفاقية وقف الأعمال العدائية، حيث رفضت الحكومة بجوبا التوقيع على إعلان المبادئ واستمرت في اختطاف قياداتنا السياسية بدول الجوار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية