*
رغم رتابة برامج أغلب القنوات الفضائية، ودورانها في فلك (التقليد) واستمراء اقتفاء أثر الآخرين في إنتاج ذات المواد بطرق تناول تختلف قليلاً في جزئياتها، ويبقى (عضم) الفكرة الأساسية هو ما يقف ماداً لسانه هازئاً ربما من هذا التناسخ والتشابه الذي يكاد يصل حد التطابق، إلا أن ثمة إشراقات تشير إلى جهد كبير واختلاف (غير مسبوق) قدم إضافة نوعية مميزة لتلك القنوات.. برامج تحمل فكراً مختلفاً.. ورسالة إيجابية تخدم الناس والمجتمع..
* يعتبر برنامج (حال البلد) الذي يقدمه “الطاهر حسن التوم” بقناة سودانية 24 بشكله الجديد وطريقة تناوله الجريئة لأغلب المستجدات السياسية والاقتصادية والخدمية والإعلامية (نقطة تحول) إيجابية في مسيرة الإعلام الفضائي التقليدي، وفي برامج (التوك شو) التي تناقش قضايا الناس بقوة وتطرح معاناتهم دون قيود، ففي الحلقة التي أثارت جدلاً واسعاً مؤخراً رأينا كيف أن مقدم البرنامج استطاع أن يحاصر وزير النفط بالأسئلة الحقيقية لاستخلاص أسباب أزمة البنزين والجازولين مؤخراً، ما اضطر الوزير الذي كان حاداً جداً في ردوده إلى قطع المكالمة، وهذا النهج من محاكمات المسؤولين لم يكن مألوفاً من قبل خاصة في البرامج الفضائية التي تسيطر عليها الجهات الحكومية، وحتى القنوات الخاصة كانت تخشى الخوض في أية تفصيلات من شأنها مساءلة الجهاز التنفيذي عن تقصيره، وهذا الشكل من البرامج ظللنا ننادي بأهمية وجوده في القنوات الفضائية، ولكن (التعسيم) ووجود موظفين (مدجنين) وليس مبدعين هو ما أخر ظهور هذا النوع البرامجي..
*رحلة زفاف.. برنامج اطلعت على كثير من تفصيلاته مؤخراً، يسعى البرنامج في فكرته الأساسية إلى تقديم مساعدات مهمة للأزواج الذين يتعسرون في الإيفاء بكثير من مطلوبات (ليلة العُمر)، وهي ربما عند الكثيرين الليلة الأهم في حياتهم، وتجتهد مقدمته “ريم عبد الرحيم” صاحبة (مس مريم) والطاقم العامل فيه كثيراً على تحويل حيرة العرسان في (ليلة العُمر) إلى أمسية ليست للنسيان وتذلل لهم كثيراً من الصعاب، ويعالج البرنامج قضية تخوف الكثيرين من التكاليف الباهظة للعريس في (رحلة زفافه)، واتوقع أن يتجه البرنامج إلى أن يكون (هماً اجتماعياً) لكثير من الفئات والجهات والمؤسسات العامة والخاصة وتدعمه حتى يصبح (أيقونة برامجية) لفكرته الإنسانية التي تنحاز إلى عامة الناس وطبقاتهم الفقيرة، واتوقع أن تمنحه قناة النيل الأزرق مزيداً من الاهتمام في الترويج له وجعله من أهم البرامج لديها نظراً لاختلاف فكرته وتميزه والجهد الكبير المبذول فيه، فهو من البرامج التي لا تعتمد على التواجد في الاستديوهات الرطبة.
*مسامرة أخيرة..
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت على ظلال شك
أقضت مضجعي واستعبدتني
كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولاً
ولكني شقيت بحسن ظني.
“عبد الله الفيصل”