لعل من أكثر ما يزعج في ساحتنا الاقتصادية أنها ضعيفة وبطيئة التفاعل مع مستجدات الأحداث الجارية حتى يكاد المرء يشك في حضوره الذهني وهو يحاول أن يستوعب حدثاً اقتصادياً ما لا يجد له أي صدى يذكر عند الآخرين.. سواء كانوا كيانات سياسية أو جامعات أو مراكز بحثية ذات صلة بالفقه الاقتصادي وعلومه.. ولعل هذا الضعف من أكثر ما يساعد في تشكيل الاتجاهات الأحادية لمسؤولي الدولة بما ينتج قرارات غير ناضجة وغير مدروسة ما تلبث أن تختنق وتموت.. ولعل ما أعلنه أخيراً وزير المالية “محمد الركابي” على هامش مؤتمر تونس الأخير بشأن عزم حكومته ولأول مرة إصدار صكوك دولية بقيمة تصل إلى مليار دولار لتغطية ميزانية 2018م.. يمثل نموذجاً لهذا.. فأياً كان ما يمثله هذا الاتجاه من خطأ أو صواب.. فإن صم الآذان عنه أمر مدهش خاصة في ظل خلط مريع في الفهم بين هذه الصكوك والسندات الربوية وعلاقتهما بالأسهم المالية.. فإن كانت الأولى بديلاً شرعياً للثانية كما يقول البعض.. فإن آخرين لا يَرَوْن ذلك بمثلما يؤكد فريق آخر خطورة الاتجاه لهذه الحلول مع بنية اقتصادية هشة كما هو حال اقتصادنا الذي يحتاج الآن لاقتصاد الأرض والمصنع.. لا اقتصاد السندات والأوراق المالية.. ولكن من يمسك بهذا الجنرال “الركابي” ليجادله فيما يفعل وما ينوي فعله فينا وفي هذا البلد؟؟!!
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12