حوارات

“كمال عمر” يفتح النار على د. “علي الحاج” ويأسف لدعم اختياره خليفة لـ”الترابي”

كنت مخطئاً في تقديراتي لوصول "علي الحاج" لأمانة الشعبي..!

ماذا كان رد “علي الحاج” على “الترابي” عندما طلب منه العودة من ألمانيا…؟
الشعبي أصبح (ترلة) للمؤتمر الوطني ولن نسمح لـ”علي الحاج” بتصفيته!!
خطاب “علي الحاج” في تأبين “الترابي” كان محتشداً بشهوة السلطة والرئاسة..!
حوار – وليد النور

حقق الأستاذ “كمال عمر” شهرة واسعة من خلال مواقفه السياسية المثيرة للجدل، وقد أتاح له موقعه كأمين سياسي لحزب المؤتمر الشعبي أن يكون حاضراً بشكل شبه دائم ولفترة طويلة في الإعلام لشرح سياسات الحزب والدفاع عنها عند المنعطفات، خاصة عندما خرج الحزب من تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض وانضم لمبادرة الحوار الوطني، ثم تميز بموقف من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وضعه في مواجهة مزدوجة مع قيادة الحزب ممثلة في الدكتور “علي الحاج” من جهة، ومع المؤتمر الوطني الذي ظل يتهمه بالمماطلة في إنفاذ تلك المخرجات ومحاولة الالتفاف عليها من جهة أخرى. “كمال عمر” الذي عدّ نفسه– دائماً- الوريث السياسي للدكتور “حسن الترابي” والحافظ لوصاياه، ابتدر معركة جديدة في اليومين الماضيين بأعلانه الحرب على الأمين العام لحزبه دكتور “علي الحاج محمد” بسبب ما سماه الخلاف حول النظام الأساسي وطريقة إدارة الحزب، لا سيما فما يتعلق بتطبيق مخرجات الحوار الوطني والمنظومة الخالفة. وتحدى “عمر” “علي الحاج” بمنازلته في الانتخابات المقبلة، وقال: (سأفوز على “علي الحاج” من داخل معسكر كلمة)، وتحسر على مواقف المؤتمر الشعبي تجاه الحريات.
“كمال عمر” الذي التقته (المجهر) عبر الهاتف وأجرت معه حواراً حول المستجدات في مواقفه تجاه قيادة حزبه، وفتح فيه النيران على الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج”.. فإلى مضابط الحوار.

{ ما هي الأسباب التي جعلتك تعلن الحرب على الأمين العام للمؤتمر الشعبي.. هل بسبب إقالتك من الكتلة البرلمانية أم لأسباب أخرى؟
_ أولاً للأمانة والتاريخ، كنت من المتحمسين لتولي الدكتور “علي الحاج” لمنصب الأمين العام، بل عملت ليل نهار حتى وصل للمنصب، لأن المؤتمر الشعبي كان يعيش واقعاً مزرياً جداً بعد رحيل شيخ “حسن الترابي”، عليه رحمة الله، وكانت الحاجة لشخصية تمتاز بكاريزما فكرية وسياسية لقيادة الشعبي كي يخرج من المرحلة الانتقالية. وقد نجحنا في ذلك، ووصل “علي الحاج” إلى الأمانة العامة بطريقة وفاقية.
{ هل تعني تنازل الأمين العام المكلف “إبراهيم السنوسي”؟
_ شيخ “إبراهيم السنوسي” قدم مثالاً في التضحية والنبل، ولم يترشح لمنافسة “علي الحاج” ولو ترشح “السنوسي” لانقسم المؤتمر الشعبي وحصل انشقاق، على الرغم من أن شيخ “إبراهيم السنوسي” صاحب كسب كبير فقد تم اعتقاله وقدم تضحيات كبيرة، وكان ملازماً لشيخ “حسن”، عليه الرحمة، وقتها كان “علي الحاج” مقيماً في عاصمة الجليد (بون).
ملاحظاتي على دكتور “الحاج” أنه الراحل شيخ “حسن” اتصل عليه ذات مرة وطلب منه الحضور وكان رده لو الحكومة مشارك فيها المؤتمر الوطني بوزير شباب ورياضة فلن يعود للخرطوم.
{ طيب طالما أنت تعرف كل هذه المعلومات لماذا عملت ليلاً ونهاراً من أجل وصول “علي الحاج” لكرسي الأمين العام؟
_ كنت مخطئاً في تقديراتي تجاهه، وأزيدك شيئاً من الألم، خطاب “علي الحاج” في تأبين شيخ “حسن” كان عبارة عن برنامج انتخابي، وتحس في ثناياه شهوة الوصول إلى سدة الحكم أو رئاسة المؤتمر الشعبي.
{ أليس من حقه الوصول إلى الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي طالما أنه من البدريين؟
_ أولاً.. عند المفاصلة، وأنا سأحدث للتاريخ “علي الحاج” لم يدعمنا إبان فترة المفاصلة، بل ظل متجولاً في الدول الأوروبية ومستقراً في عاصمة الجليد، ويصرح باسم الأمانة العامة على الرغم من أنه تم إعفاؤه، بل ويلتقي قادة الأحزاب ويتخذ مواقف باسم الحزب، ويلاقي قادة المؤتمر الوطني سراً منهم “علي عثمان” و”الحاج آدم يوسف”.
{ ما هي الأخطاء التنظيمية التي وقع فيها د. “علي الحاج”؟
_ المفترض أن يعمل “علي الحاج” بأمانة التكليف، وأول أخطائه إلغاؤه لدور نواب الأمين العام على سبيل المثال، لا الحصر، الدكتور “أحمد إبراهيم الترابي” رجل له كسبه في الحركة الإسلامية، وأثناء غياب الأمين العام قام بتشكيل لجنة للمنظومة الخالفة وأصدر عدداً من القرارات، ولكن بمجرد وصول “علي الحاج” إلى البلاد قام بإلغاء قرارات نائبه كافة، وهي تصرفات شخصية محضة وغير مسؤولة وكادت أن تقسم الحزب. وثانياً من قرارات “علي الحاج” غير المؤسسية هي إدارته للحزب بطريقة “One Man Show”. ولأول مرة في تاريخ المؤتمر الشعبي يستعين الأمين العام بشخص من قبيلته ليعمل معه داخل مؤسسات الحزب، وهو شخص لا يعلم بمخرجات الحوار الوطني وعنده رأي في المنظومة الخالفة، ولما سئل قال: (مافي زول سلموا ليها)!! يسلموه ليها وين وهو يقيم في بون أكثر من الخرطوم؟!
{ المنظومة الخالفة غير واضحة لكثير من الناس؟!
_ المنظومة الخالفة هي خط الحزب وأمّن عليها شيخ “حسن”، وسلّمت لعدد كبير من القيادات داخل الحزب وأنا من اليوم سأعمل لتنفيذ وصية شيخ “حسن” بتطبيق المنظومة الخالفة بأشخاص من داخل وخارج الحزب رضي “علي الحاج” أم أبى، لأنها منظومة فكرية ثقافية اجتماعية.
{ ما هي مشكلة “علي الحاج” مع المنظومة الخالفة؟
_ لأنها ما تبخليه يستمر في منصب الأمين العام. وهي أكبر مهدد لاستمرار “علي الحاج” لأنها ستخسف بالمؤتمر الشعبي وستأتي بشخصية جديدة.. ومن الكلام غير المقبول للأمين العام حديثه عن تجديد أفكار شيخ “حسن”. والله ناس المؤتمر الوطني الذين فاصلوا الشيخ مؤيدين لأفكاره. وشيخ “حسن” معلوم بالضرورة، وأفكاره محصنة واسمه المجدد، محتاج تجديد؟ أنت أين أفكارك؟ “علي الحاج” تاريخه كله (صفر كبير).. ومن أخطائه مقابلته لـ”جعفر شيخ إدريس” ألد أعداء شيخ “حسن”، وقال أنا زعيم ما محتاج لحركة ما محتاج لمنظومة خالفة. لذلك كثرت أخطاؤه في مجال الفكر، وفي الحوار الوطني وكل ما يعرفه عن الحوار الوطني أنه دخل في آخر ليلة كشخصية قومية. ومشكلة المؤتمر الشعبي هي هيمنة “علي الحاج” وما عنده خبرة بالملفات، ولا النظام الأساسي حتى مخرجات الحوار الوطني شرحناها له، لكن نسبة لعامل السن لم يستوعبها منا.
{ ولكنه الآن يقود مبادرة للسلام؟
_ قال إنه مجنون سلام، ولكن ماذا في تاريخه في مجال السلام؟ اسألوا عنه أشقاءنا في دولة جنوب السودان؟ وحتى في الملف الأخير بدأ الحوار مع الحركات والأحزاب ويصل الحكومة آخر حاجة! ودا كلو عشان يرضي الحكومة. وفي ملف السلام يقول إنه جزء من الحكومة، وهو مهمش وغير مفوض من الحكومة، وملف السلام سيكون فاشلاً. وأنا شخصياً واضح في مسألة تنفيذ ملف مخرجات الحوار الوطني، أن المؤتمر الوطني ما حريص في تنفيذها خاصة الحريات، ويجي “علي الحاج” يقول البلد فيها حريات.. وورقة شيخ “حسن” عن الحريات ضاعت، والبلاد فيها معتقلون سياسيون والشعبي مشارك في الحكومة ولا يستطع إخراج المعتقلين السياسيين، ويكتفي ببيانات الشجب والإدانة الخجولة، وقيادة المؤتمر الشعبي الضعيفة ساهمت في تلكؤ المؤتمر الوطني في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
{ ألم يكن حديثك هذا مخالف لما قدمه “علي الحاج” خاصة أنه كان قريباً من “الترابي” لفترات طويلة؟
_ أولاً المسافة بين شيخ “حسن” و”علي الحاج” كبعد السماء للأرض، ورغم ذلك صبرنا واشتغلنا في الحزب. لكن المؤسف هروب “علي الحاج” ساعة حاجة الحزب له!!
{ يقال إنه سافر للاستشفاء؟
_ هذه علل غير واضحة، ولا يمكن لأمين عام يمكث أربعة أشهر في وقت يحتاجه الحزب لاتخاذ قرارات مصيرية. وأنا في رأيي أن “علي الحاج” تفادى ساعة الذروة في المواقف السياسية.
{ يقال إن “كمال عمر” شخصية ارتبطت بإثارة الزوبعة والضجيج كلما تم إعفاؤه.. ما ردك؟
_ أنا جندي في المؤتمر الشعبي وصبرت منذ زمن المفاصلة، وحتى الآن وأنا قبل التعديل كان صوتي عالياً، ويا حبذا لو تمت الإقالة بالنظام الأساسي، لأن المؤتمر الشعبي الآن أصبح (ترلة) خلف المؤتمر الوطني، ووزراؤه ينفذون خطط المؤتمر الوطني، ونحن كنواب لا نمتلك برنامجاً، والحزب معطل ولو استمر فيه “علي الحاج” بهذه الطريقة حتى الانتخابات المقبلة فالشعبي لن يستطيع الفوز بدائرة واحدة، إلا إذا المؤتمر الوطني تنازل له، ونحن لن نترك “علي الحاج” ليصفي المؤتمر الشعبي.
{ ماذا ستفعل؟
_ سأتصل بعضوية المؤتمر الشعبي بالولايات، وسأبدأ بولايات دارفور وكل الولايات لأن الأسلوب الذي يدير به “علي الحاج” الحزب فيه هدر لتضحيات المؤتمر الشعبي التي قدمها أخوة أعزاء.
{ ولكن “علي الحاج” له باع طويل في الحركة الإسلامية ولازم الراحل “الترابي” كثيراً لا سيما العشرية الأولى للإنقاذ؟
_ كسبه في الحركة الإسلامية ليس محل شك، وهو كان من أميز الإخوان، هذا مؤمن عليه.. لكني في الأمانة العامة منذ المفاصلة ولم يصدر قرار تنظيمي ببقاء “علي الحاج” في الخارج، بل صدر قرار، أقسم بالله العظيم، بعودته ولكنه رفض.
{ هنالك اتهام بأنك تقود الحملة ضد “علي الحاج” لأسباب جهوية؟
_ أبداً، أنا لم ولن يكون تفكيري يوماً من الأيام في شخص بسبب أصوله أو قبيلته، سواء من دارفور أو غيرها. نحن لا نعرف سوى الأخلاق والتدين ودارفور ليست مذمة. وأصدقك القول إنني لو نزلت انتخابات سأفوز على “علي الحاج” في معسكر (كلمة)، لأن الخلاف بيننا ليس خلافاً إثنياً.. خلافنا حول منهج، ولكن للأسف يوجد ناس يسوقون لهذه الترهات، بيد أن موقفه بإقالتي من رئاسة الكتلة البرلمانية لم يفعله حتى العساكر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية