(قطاع الشمال) يقصف كادوقلي بالصواريخ ومقتل (6) وجرح (23)
تعرّضت مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان إلى قصف ثماني دانات من الناحية الشرقية للمدينة، أمس (الاثنين)، وأسفرت عن مقتل (6) أشخاص وجرح نحو (23)، واستهدفت الدانات التي عم دويها المدينة قبل دقائق من بدء الملتقى التشاوري مبنى الإذاعة والدفاع الشعبي وبنك السودان وسوق المدينة.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة “العقيد ركن الصوارمي خالد سعد”، في تعميم صحفي، إنه في محاولة لإفشال ملتقى كادوقلي التشاوري حول قضايا السلام الذي بدأت فعالياته أمس تسللت مجموعة من المتمردين المنتمين للجيش الشعبي وقصفت الناحية الشرقية لمدينة كادوقلي على بعد 6 كلم طرف المدينة الشرقي.
(8) صواريخ تستهدف المدينة
وقال الصوارمي إن عدد القذائف التي أطلقت تجاه المدينة (8) قذائف انفجرت منها (5(، لكنه أكد استقرار المنطقة، وأن الملتقى واصل أعماله ولم يتأثر بالحادثة، وعاد الهدوء إلى المدينة حالياً، حيث يجري الجيش عمليات تمشيط واسعة.
وتزامن القصف مع انطلاق ملتقى كادقلي للسلام الذي بدأ أعماله في المدينة بمشاركة فعاليات حزبية وسياسية.
ظروف الطيران تمنع وصول نافع
وغاب عن الملتقى عدد من المشاركين الرسميين القادمين من العاصمة الخرطوم بسبب ظروف الطيران.
ورصدت ” المجهر” قذف أحياء الموظفين الشرقي وأم بقاح وسوق المدينة وسقطت إحدى القذائف بمدرسة اليرموك للأساس بنات وأودت بحياة السيدة “كبرا” تعمل فراشة تبلغ من العمر (60) عاماً، وجُرحت الأستاذة بالمدرسة “تمني علي باجول”، فيما سقطت قذيفة أخرى بالقرب من سينما المدينة ولم تنفجر القذيفة.
وكشف والي جنوب كردفان مولانا “أحمد هارون” عن تسلل مجموعة محدودة من الجيش الشعبي من الاتجاه الشرقي لمدينة كادوقلي تجاه معسكر أبو سردبة ظهر أمس (الاثنين)، وقال إن المجموعة أطلقت (8) صواريخ كاتيوشا باتجاه الجانب الشرقي للمدينة بالقرب من منزل المك “محمد مرحال” ومدرسة اليرموك الأساسية وبنك السودان، مشيراً إلى مقتل (4) نساء وطفل وطفلة جراء الاعتداء، هن: “كبري حسن سعيد”، “عائشة إبراهيم”، الطفل “محمود يوسف” 7 أشهر، الطفلة “منازل ناصر”، و”ثريا الخوار”، “نسيبة عوض” طالبة بالثانوية، بجانب جرح 22 مواطناً منهم 10 أطفال و 9 نساء.
ووصف الوالي في تصريحات صحفية أمس (الاثنين) الاعتداء بالعمل اليائس، وقال إن القصد منه لفت الانتباه للحاق بقطار السلام، وأضاف أن الاعتداء قصد منه إرسال رسالة يائسة مفادها ما تنسونا في قطر السلام الذي تحرك، وأشار إلى أن تلك وسيلة بشعة ودنيئة وحمل “هارون” الحركة الشعبية قطاع الشمال مسؤولية الحادث، وقال إن حكومة جنوب السودان تتحمل المسؤولية غير مباشرة، وطالبها بتسريع خطوات فك الارتباط مع قطاع الشمال، ونبه إلى أن مثل هذه الأحداث مدعاة إلى إفساد العلاقة بين البلدين، وقال إن البائسين من الجيش الشعبي يريدون أن ينتظرهم قطار السلام في إحدى محطاته، وجدد “هارون” تأكيداته على استعدادهم للدخول في تفاوض مباشر مع قطاع الشمال شريطة فك ارتباطهم بحكومة الجنوب، ووصف الوالي الموسم الزراعي بالممتاز. مشيراً إلى أنهم زرعوا (4) ملايين فدان.
هارون يستبعد وجود طابور خامس
واستبعد الوالي وجود طابور خامس في كادوقلي، ووصف مجتمعها بالمتماسك، إلا أنه قال إنه ليس ملائكياً، وقال “هارون” إنه ليست لديه معلومات عن دعم جوبا للحادثة من أجل نسف ملتقى كادوقلي الذي انطلق أمس، ودافع الوالي عن أداء أجهزته الأمنية، وأكد أنه فخور بأدائها، وقال إنه ليس هناك خطة أمنية مطلقة، وأن أجهزة الأمن استطاعت أن تجعل المتمردين هائمين على وجوههم في الخلاء والجبال.
الحركة تعلن مسؤوليتها
علمت (المجهر) أن الحادثة نفذتها الحركة وأطلق عليها اسم حركة “الصيد الثمين” في إشارة إلى استهداف المؤتمرين أو تدبير محاولة لاغتيال د.”نافع علي نافع” الذي كان من المقرر أن يخاطب الملتقى.
وكانت الحركة قد دبرت محاولة من قبل لاغتيال د.”نافع” في استاد كادوقلي أثناء مخاطبته لاحتفالية المؤتمر الوطني بفوز “أحمد هارون” بمنصب الوالي، إلا أن الأجهزة الاستخبارية كشفت المخطط وتم إلغاء الزيارة حين ذاك.
وفي وقت متأخر من مساء أمس عاودت الحركة الشعبية قصف مدينة كادوقلي وتم استهداف منزل أمير إمارة كادوقلي الأمير “محمد الزاكي الفكي علي الميداوي، وسقطت (3) قذائف بالقرب من منزله؛ مما أدى إلى استشهاد أمرأة تبلغ من العمر (40) عاماً وطفل في عمر (5) سنوات ليرتفع عدد الضحايا إلى (6) شهداء.
وأفادت معلومات (المجهر) أن عملية القصف نفذها اللواء “جقود مكوار” القائد السابق للقوات المشتركة المدمجة، وهو أحد العناصر المتشددة التي يعتمد عليها “عبد العزيز الحلو”.
الى ذلك وصف رئيس اللجنة العليا للملتقى “حسين جمعة مؤمن”، بحسب قناة الشروق، القصف بأنه محاولة يائسة لإفشال ملتقى كادقلي .
وقال مراسل الشروق في المدينة، إن الصواريخ وقعت بعيداً عن موقع المؤتمر.
وأكد وجود قتلى وجرحى جارٍ حصرهم في صفوف المدنيين جراء سقوط القذائف بشكل عشوائي على المنازل، مؤكداً تعرض مباني قيادة الدفاع الشعبي بالولاية للقصف.
الأمم المتحدة ترصد الحادثة
من جهتها قالت الأمم المتحدة إن قذائف هاون سقطت على مدينة كادقلي، وقال المسؤول في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “دامينين رانس” لوكالة الأنباء الفرنسية: “وفقاً لمعلوماتنا سقطت خمس قذائف هاون على الأقل في المدينة”.
وأضاف “رانس” أن موظفي الأمم المتحدة السودانيين والأجانب في كادقلي انتقلوا “على سبيل الاحتياط” إلى معسكر بين كادقلي والمطار المحلي تستخدمه قوات حفظ السلام (يونيسفا) التي تعمل في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا.
بدوره قال أحد الشهود إن “القصف بدأ في حدود الساعة 11 واستمر نحو ثلاثين دقيقة.