أخبار

لعناية قناتَيْ الخرطوم والقومية

محمد إبراهيم الحاج

* تكتسب القنوات الرسمية في كل بلدان العالم أهميتها وقيمتها وقوميتها من كونها تعتبر المنبر الرئيس للمعلومات الرسمية، في وقت كثرت فيه وسائط التواصل الاجتماعي وأصبحت منصة قوية لإطلاق واحتضان (الإشاعات) التي يكون بعضاً مضراً للغاية بالأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي
*لهذا يكون دور هذه القنوات والفضائيات مهماً للغاية…لأنها تنقل من الجهات الرسمية ما يقدر على (كبح) جماح الشائعات المضرة قبل استفحالها وانتشارها.
*الفضائية القومية السودانية التي تتم إدارتها بأموال الدولة التي هي في الأصل أموال الشعب دافع الضرائب.. لم تستطع أن تكون موضع ثقة للناس في كل ما يجد في مختلف المجالات..سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.. كما أنها لم تستطع أيضاً أن تنافس القنوات الأخرى الخاصة وشبه الخاصة في الإنتاج الترفيهي والبرامج التفاعلية.
*القضية لا تكمن ليس في تغيير أوجه بعض القيادات التي أخفقت مؤخراً .. المشكلة تكمن في أن الدولة ذاتها لم توفق في اختيار الكوادر المناسبة لقيادة العمل التلفزيوني.. فهي أتت بموظفين بدلاً عن مبدعين.
*وهنا يكمن الفرق.. فالإعلام الفضائي هو مهنة إبداعية في المقام الأول.. يبتعد تماماً عن أداء دوره حال تحوَّل إلى مجرد (وظيفة راتبة).. ولكن القائمين على أمر التلفزيون لا يدركون ذلك .. يبحثون عن الموظف صاحب العلامات الأكبر في الالتزام التنظيمي .. وليس العلامات الأكبر في الأداء المهني والإبداعي.
*ولعل ذلك هو ما جعل التلفزيون القومي لا يقوى على مقارعة فضائيات ولدت حديثاً لها القدرة على الابتكار والتجديد وضخ برامج جديدة لها قدرة جذب الناس والتفاعل مع قضاياهم.
*فضائيات مثل النيل الأزرق خرجت من عباءة التلفزيون القومي.. أو قناة أم درمان ..(واس 24) وحتى الشروق ذات التوجه الحزبي ابتعدت عنه خطوات بعيدة ..رغم أن بعضها أقل من القناة القومية في الموارد المالية والإمكانيات اللوجستية والدعم الحكومي.
*ذات الأمر ينطبق حرفياً على فضائية الخرطوم التي تسير بخطوات متعثِرة..
*ففضائية الخرطوم التي انتقلت من قيادة سابقة متوجسة ليس لديها القدرة على اتخاذ القرار إلى أخرى تماثلها في الضعف والقلق.
*قناة الخرطوم التي تحمل اسم أكبر الولايات في السودان.. وتتغذى من موارد الولاية لا تستطيع أن تؤثر في أي شيء يخص الولاية.
*قناة الخرطوم تغرِّد في سرب آخر غير الذي يضم سكان العاصمة، وتضم ملايين المواطنين الذين تتجدد حاجاتهم وتتناسل مشاكلهم وقضاياهم.
*عشرات المشاكل والقضايا الملحَّة التي تمسك بخاصرة ولاية الخرطوم بمدنها الثلاثة لا تجد من إعلامها الرسمي (الذي هو قناة الخرطوم) التفاتة.
*لم تكن قناة الخرطوم سوى إدارة ترجع صدى إنجازات حكومة الولاية (شبه المعدومة).
*قضايا تمتد في كل مكان ..ليس لها وجود بمنبر إعلامي لولاية الخرطوم الرسمي، الذي هو (قناة الخرطوم)
*وقناة الخرطوم التي يتحكَّم موظف استقبال القناة في الداخلين إليها والخارجين منها، والذي يحدد بدقة مواعيد خروج ودخول الضيوف، تبدو كمن تعيش ربكة كبيرة في قيادتها التي تترك لمجرد (موظف) في الباب التحكُّم في كل ما يحدث داخل الفضائية التي تنطق باسم أهل العاصمة الأم.
*اعزلوا تلك القيادات (المدجَّنة) التي لا تفقه شيئاً في أصول العمل الإعلامي …وعيِّنوا بدلاً منهم (مبدعين) قادرين على جعل هذه القنوات قادرة على القيام بدورها المهني والإبداعي يظهر قومية السودان والولاية بتنوعها السياسي والاجتماعي..ويناقش قضاياها ومشاكلها بحرية وحيادية ومهنية
} مسامرة أخيرة
*ثمة مطربين مظلومين،لا يتقنون الترويج لأسمائهم مثلما يفعل آخرون أقل منهم موهبة وإمكانيات.. “مجذوب أونسة”، “وليد زاكي الدين”، “عادل مسلم” و”عاطف السماني”، أسماء غنائية شبابية تستحق أكثر مما لديها.. وبالمقابل فإن أسماء مثل “صلاح ولي” و”مهاب عثمان” وجدت أكثر مما تستحق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية