مبايعة الرئيس لعهد جديد بالجزيرة أبا وعزل (كاشا) خيار متروك للمواطنين
كوستي: سيف جامع
حسمت زيارة رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير”، لولاية النيل الأبيض الجدل حول رضا المركز على أداء الوالي د.”عبد الحميد موسى كاشا”، خاصة وأن الزيارة تمت بعد تأجيل متكرر تعددت فيه الأسباب والشائعات قبل أن تكتمل زيارة رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير”، إلى الولاية لمدة يومين افتتح خلالها عدداً من المشروعات التنموية والخدمية وشهد “البشير” تجسيد معركة الجزيرة أبا بين قوات “المهدي” والجيش التركي بجانب مخاطبته اللقاءات الجماهيرية بمحليتي ربك وكوستي، كما افتتح الرئيس المرحلة الأولى من مطار كنانة الدولي وقاعدة كنانة الجوية ﻭﻣﺒﺎﻧﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، وافتتح إستاد الجزيرة أبا الذي شيده جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ورافق الرئيس في زيارته كل من الفريق أول ركن “عوض بن عوف” وزير الدفاع، والدكتور “فضل عبد الله فضل” وزير رئاسة الجمهورية، والأستاذ “حامد ممتاز” وزير ديوان الحُكم الاتحادي، والأستاذ “الطيب حسن بدوي” وزير الثقافة، ووالي ولاية الخرطوم الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” والأستاذ “حاتم حسن بخيت” وزير الدولة برئاسة الجمهورية، مدير عام مكاتب رئيس الجمهورية.
الإنقاذ امتداد للثورة المهدية
وفي لفتة تعتبر أكثر تقديراً لدور الثورة المهدية التي دحرت المستعمر، وجسدت الفرقة (18) مشاة معركة الجزيرة أبا التي وقعت بين القوات التركية والإمام “المهدي” عام 1881 على شاطئ النيل بالجزيرة أبا بحضور عدد كبير من مواطني الجزيرة أبا، وحيا المشير “عمر حسن أحمد البشير” رئيس الجمهورية، الذي شاهد تجسيد المعركة من أعلى منصة بالقرب من غار “المهدي” حيا مجاهدات الثورة المهدية في رفع راية التوحيد وكسر شوكة المستعمر وحماية الأرض والعِرض والدين، وقال خلال مخاطبته اللقاء الجماهيري الحاشد بالجزيرة أبا، إن الجزيرة أبا تمثل الشرارة الأولى للثورة المهدية لالتفاف أهلها ونصرتهم للإمام “المهدي” في الدفاع عن الدين والوطن، وأكد رئيس الجمهورية أن ثورة الإنقاذ تعد امتداداً للثورة المهدية في رفع راية التوحيد، وتعهد “البشير” بتحويل الجزيرة أبا إلى مدينة نموذجية تتوفر فيها كافة الخدمات الأساسية والضرورية، مشيراً إلى أهمية متحف الجزيرة أبا الذي يعرف بتاريخ السودان.
ورغم المواقف السياسية المعروفة لأهالي الجزيرة أبا باعتبارها معقل الأنصار إلا أنهم خرجوا بأعداد كبيرة لاستقبال رئيس الجمهورية المشير “البشير”، وكان حضوراً عمدة الجزيرة أبا الشيخ “محمد الحسن أحيمر” الذي جلست بجانبه حفيدة الأمير “ود حلو” “صفاء” عقيلة دكتور “الصادق الهادي المهدي”، كما كان حضوراً وزير الدولة بوزارة التربية دكتور “عبد الحفيظ الصادق” الأمين العام لحزب الأمة الفيدرالي.
وقال دكتور “الصادق الهادي المهدي” وزير تنمية الموارد البشرية، ممثل دائرة الجزيرة أبا بالرلمان، إن أهل أبا لا يبيعون المواقف التي بجانب الوطن، لذلك خرجوا لاستقبال الرئيس تأكيداً للولاء، مؤكداً اهتمام رئاسة الجمهورية بالجزيرة أبا، وقال إن ذكرى معركة الجزيرة أبا تمثل مدرسة في التضحية والشهادة والصمود، مشيراً إلى مواصلة اللجنة العليا لتطوير وتنمية الجزيرة أبا في مهامها لتحويل المنطقة إلى مدينة نموذجية وفاءً وعرفاناً لما قدمته لأهل السودان، وسلمت الأحزاب السياسية بالجزيرة أبا وثيقة عهد ومبايعة .
لكم العضم واللحم
زيارة رئيس الجمهورية للنيل الأبيض أحدثت حراكاً كبيراً بالولاية، حيث شهدت اللقاءات الثلاثة التي أقامها في كل من ربك وكوستي والجزيرة أبا حضوراً كبيراً وكان اللافت فيها هتاف الجماهير بتأييدهم لترشيح “البشير” في انتخابات عام 2020م، واستقبل المواطنون “البشير” بلافتات كتبت فيها عبارة: (في بحر أبيض.. دربك أبيض إلى 2020) وتم في الزيارة افتتاح مجمع العمليات الجراحية بربك ومركز التطوير المهني المستمر للكوادر الصحية بربك وإستاد ربك الدولي، كما تفقد رئيس الجمهورية المدينة الطبية بربك التي تشمل مستشفى أولاد جموعة للنساء والتوليد، ومركز غسيل الكلى أولاد جموعة ومستشفى “عبد الباسط حمزة” للأطفال، وشهد رئيس الجمهورية المهرجان الرياضي بإستاد ربك الدولي.
والي النيل الأبيض “عبد الحميد موسى كاشا” عبر عن سعادته بزيارة “البشير” للولاية، حيث حقق فيها مكاسب عدة من بينها انتصاره على المناوئين خاصة بإشادة “البشير” بأدائه وإعلانه أن “كاشا” باق في النيل الأبيض، إلى أن تطلب الجماهير ذهابه، وقال “البشير” مخاطباً المواطنين: (كاشا أديناكم ليهو.. عضم ولحم)، لكن هذه الإشادة من الرئيس تضع الوالي أمام تحدٍ كبير في توفير الخدمات بالولاية، وتعتبر الطرق والمياه أبرز مشاكل بحر أبيض، إذ تحتاج مدن كوستي والجبلين والجزيرة أبا شبكات جديدة للإمداد المائي وتنعدم في كوستي الطرق الداخلية.
(كاشا والأمور ماشة)
ويبدو أن مواطني بحر أبيض يتطلعون إلى مستقبل واعد في عهد الوالي “كاشا” لذلك التفاؤل بدا ظاهراً على وجوههم ويرددون عبارتهم الموحدة (كاشا والأمور ماشة)، وهذا ما دفع بوزير الحُكم الاتحادي، “حامد ممتاز”، إلى الإعجاب بالتفاف جماهير بحر أبيض حول القيادة السياسية، وأبان “ممتاز” أن المشروعات التي افتتحها رئيس الجمهورية، تدل على عزيمة وإرادة إنسان بحر أبيض، وإن النيل الأبيض ولاية قائدة لولايات السودان في الثقافة والمعرفة والعلم، وبدوره أكد الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا” والي النيل الأبيض، أن المشروعات التنموية والخدمية التي افتتحها رئيس الجمهورية بالولاية جاءت إنفاذاً للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية في استكمال النهضة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتعهد “كاشا” بالمواصلة في تنفيذ المشروعات التنموية والاهتمام بمعاش الناس وزيادة الإنتاج والإنتاجية في القطاع الزراعي، ومواصلة مسيرة التنمية والخدمات، وقال إن ما تم إنجازه تحقق بعمل جماعي وفق منظومة متكاملة شارك فيها الجانب الرسمي والشعبي وكل أجهزة الولاية وقطاعات المجتمع.
ويرى وزير الثقافة “الطيب حسن بدوي” أن زيارة رئيس الجمهورية لولاية النيل الأبيض، حققت جملة من أهداف المشروع الثقافي الوطني، حيث تم في الزيارة تجسيد معركة الجزيرة أبا وإقامة المهرجان الرياضي الثقافي بإستاد ربك، وافتتاح مسرح كوستي القومي الذي يتزامن افتتاحه مع فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمسرح .
فيما اعتبر وزير الثقافة والإعلام والسياحة بالولاية “حامد عمر الخليفة” افتتاح “البشير” لمسرح كوستي إضافة حقيقية للبنيات التحتية لقطاع الثقافة، وعبر عن شكره للوالي لاهتمامه بالعمل الثقافي، وقال إن الثقافة والفن يعدان من مرتكزات ممسكات الوحدة الوطنية، وأكد وزير الثقافة أن مسرح كوستي القومي تم تشييده بمواصفات المسرح القومي بتكلفة بلغت (25) مليون جنيه ويسع لـ(5) آلاف متفرج، ويصل الصوت لأكثر من عشرة آلاف متفرج وملحق به مكتبة الكترونية وورقية ومكاتب إدارية وغرف لتغيير الملابس وملحق به مسجد وموقف خارجي وحدائق .
بشريات زيارة الرئيس
وتزامنا مع زيارة الرئيس “البشير” للنيل الأبيض تصادف زيارة وفود استثمارية أجنبية للولاية بهدف الاستثمار حيث أعلنت شركة (بايوناس) الماليزية عن تنفيذ مشروعات استثمارية بتكلفة (8) مليارات دولار، وأكد ممثل الشركة بالسودان وأفريقيا “علي سعداي” أن المشاريع من ضمنها مخطط سكني ومشاريع زراعية ومحطات نفايات في كوستي وربك والقطينة، بجانب بناء صالات مطار كنانة الدولي ومكاتب الحجز وإنشاء مشروع زراعي في محلية السلام في مساحة (300) ألف فدان وإنشاء ترعة بطول (20) كيلو متراً من منطقة الكويك جنوباً إلى المقينص شمالاً وفي السياق أيضاً زار الولاية اتحاد تبادل المفاهيم البيئية النمساوي حيث تعرف الوفد النمساوي على طبيعة ولاية النيل الأبيض والمشاكل البيئية التي تواجه الولاية في هذا المجال، ووقع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال معالجة البيئة.
من جهته عبر والي ولاية النيل الأبيض عن تقديره للعلاقات بين دولة السودان والنمسا، وقال إن السودان يحتاج للتنمية والتطور في مجال البيئة والاستفادة من التجارب العالمية في معالجة المشاكل البيئية وتعرف على إمكانيات وميزات الولاية في مجال الاستثمار الزراعي والحيواني والصناعي، وأشار إلى أن الوفد أبدى رغبته لإنشاء مشروع خيري باسم سلاطين باشا في مجال المياه.
“كاشا” غاضب
والي النيل الأبيض استعرض المشاكل التي واجهت الولاية سابقاً من صراعات وتأخر في التنمية ودعا أبناء الولاية إلى ترك الماضي وعدم رمي إسقاطات الماضي في طريقه، وقال الوالي الذي تحدث للصحفيين إنه حينما قدم الولاية وجد الكثير من المشاكل محملاً المسؤولية إلى المسؤولين أبناء الولاية بسبب انشغاله بالخلافات، وأضاف “ارجوكم لا تذكروا الماضي ونحن اتينا إصلاحيين في بحر أبيض)، وزاد: (انظروا إلى منزل ومكتب الوالي كان كيف؟ والآن كيف؟) مشيراً إلى الإصلاحات والترميم الذي قام به فيهما، ودعا الوالي المواطنين إلى عدم التشاؤم مبيناً أن فشل الاستثمار في السابق بسبب الحكومة، وزاد: “وجدت كل مشاريع الولاية مرهونة لأنهم سلموا المستثمرين شهادات بحث، وهذا إجراء خاطئ لكننا سنعمل على حله، منوهاً أن هنالك شركة سكر رهنت أراضيها مقابل (17) مليار جنيه، ولم تقم بأي استثمار، وهدد الوالي بنزع كافة المشاريع التي لم تبدأ العمل، وتطرق الوالي إلى مسألة اتهامه بالتجاوزات حيث قال: “الشتائم وصلت إلى أسرتي وبيتي، ولو نريد أن نحتكم بقانون الغاب لاحتكمنا وكلنا له أهل وأبناء وأصدقاء سيدافعون عنه لكننا سنلجأ للقانون، ورفعنا دعاوى قضائية بحق من أطلق الشائعات ومن قال إنني حرامي.