استمرار تدهور الاوضاع الامنية والانسانية في جنوب السودان، وسط تبادل للاتهامات بين اطراف الصراع..
المعارضة تزعم اتفاق سلفاكير مع منظمة إجرامية لملاحقة مشار خارج جوبا.
* مجموعة باقان أموم تعلن رسمياً انضمامها إلى تحالف المعارضة
14 ألف لاجيء جنوبي يصلون إلى إقليم قمبيلا الإثيوبية.. نهب أكثر من (40) متجر بمعسكر بمنطقة ياي
الخرطوم : فائز عبد الله
صعدت المعارضة في جنوب السودان حملتها ضد الرئيس سلفاكير، في سياق الاتهامات والاتهامات المضادة ، حيث اتهمته بعقد صفقة مع منظمة بلاك ووتر الإجرامية العالمية، اطلعت المجهر على وثائقها ، لاجل إغتيال مشار ، وملاحقته في الخارج، مقابل مبالغ مالية ضخمة، وقال مدير الإعلام بالمعارضة فوك بوث، إن رئيس هيئة الأركان السابق فول ملونق متورط في عملية جبل كجور في يوليوِ من العام الماضي، مؤكداً أن حكومة جوبا قامت بتوقيع اتفاق مع المنظمة منذ ديسمبر2013م، بعد أحداث جوبا بالقصر الرئاسي، وتحمل المستندات توقيع مسؤول رفيع بحكومة الجنوب ممثلاً لسلفاكير، ورئيس المنظمة لملاحقة مشار خارج دولة الجنوب، وأكد بوث أن المنظمة تم استئجارها لأجل تصفية مشار، بعد أن فشلت في اغتياله بجوبا ودولة الكنغو. ولم يصدر من جوبا حتى الان ماينفي أو يؤكد تلك المزاعم .
ومن جهتها اتهمت حكومة جوبا رئيس هيئة الأركان السابق فول ملونق بمحاولة انقلاب على سلفاكير، بعد أن قام جهاز الأمن بجوبا بمداهمة منزل ملونق بقيادة رئيس جهاز الأمن أكول كور، وكشف مصدر بجوبا لـ(المجهر) أن قوات الأمن قامت بمداهمة منزلين لملونق قبل يومين، ولم تعثر على الأسلحة، بعد توفر معلومات بوجود عربة تحمل ذخائر وأسلحة بمنطقة “واراب”، وقال المصدر إن نظام سلفاكير يقود حملات اعتقال واسعة بقيادة أكول لسياسيين .
الوضع الأمني
من جهتها ،كشفت إدارة شؤون اللاجئين والعائدين بدولة إثيوبيا عن وصول 14 ألف مواطن من دولة جنوب السودان إلى إقليم قمبيلا الإثيوبية، وقالت الإدارة إن غالبيتهم من النساء والأطفال وصلوا خلال شهرين نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية في جنوب السودان
وقال منسق العمليات بالمنظمة، لقيسي دريبا، أن المنظمة تقوم حالياً بإيواء أكثر من 200 لاجيء بمنطقة قمبيلا، في انتظار نقلهم إلى معسكر قو بيل.
وأشار دريبا إلى أن التدفق الكبير لمواطني دولة جنوب السودان إلى معسكرات اللاجئين في إثيوبيا، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، رغم الجهود الدولية المبذولة لتقديم مساعدات إنسانية لهم.
تدهور اقتصادي
وشكا عدد من التجار في ولاية نهر ياي من تدهور الأوضاع الأمنية بسبب عمليات النهب التي تتعرض لها المحلات التجارية من قبل رجال مسلحين، بالإضافة إلى ارتفاع الضرائب المفروضة من قبل الحكومة، وإنعدام الأمن وإغلاق الطرق الرابطة بالولاية لظروف أمنية،
جاء هذا في اجتماع عقدته السلطات الحكومية في المقاطعة مع التجار بمدينة ياي، وقال التجار إن المسلحين قاموا بنهب أكثر من (40) متجراً، ونهبوا مبالغ مالية داخل الأسواق، وقال أحد التجار ويدعى (أ,ع) إن العديد من التجار يفقدون بضائعهم يومياً في ولاية نهر ياي بسبب الأوضاع الأمنية، كاشفاً عن عودة التجار بالبضائع إلى جوبا، وإغلاق محلاتهم التجارية، مناشداً الحكومة توفير الأمن،
وقد قضى حريق بمعسكر الراديس للاجئين الجنوبيين بولاية النيل الأبيض على 50 محلاً تجارياً، ويضم المعسكر أكثر من ألفي لاجيء جنوبي، وتسبب الحريق فى خسائر وتدمير الممتلكات بالسوق داخل المعسكر.. وأضاف قائلاً “في خلال شهرين فقط تم نهب أكثر من 40 متجراً، ونحن ندفع الضرائب للحكومة لكن في النهاية فإن الأسواق غير آمنة برغم أننا نقوم بدفع أجر للعساكر الذين يقومون بواجب حراسة السوق ليلاً، وقالت رجينا كاريبا أن حكومة الولاية لاتشجع النساء لممارسة مهنة التجارة، مبينة أن الحكومة تركيزها في جمع الضرائب بدلاً من تشجيع التجارة، رغم أنها غير قادرة على حماية السوق.. من جانبه، قال محافظ مقاطعة نهر ياي، جاستين لوكانغا، أن الحكومة تعمل من أجل إيجاد الحل لهذه التحديات بنشر أفراد من الشرطة لحماية الأسواق ليلاً داخل مدينة يأي، معترفاً بوجود تحديات تواجه التجار.
وقال أحد التجار ويدعى مصطفى عمر، تاجر بالمخيم، لـ(راديو تمازج) إن متجره تأثر بالحريق، وأشار إلى أن الحريق قضى على 50 محلاً تجارياً، وقال التجار إن أسباب الحريق غير معروفة، وأضاف أحد اللاجئين الجنوبيين بالمعسكر، واسمه فرانسيس، إنه لم يتم حصر الخسائر المادية بعد.
تحالف المعارضة
وعقدت مجموعة المعتقلين السياسيين السابقين بدولة جنوب السودان بقيادة باقان أموم اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس سلفاكير، ولم يكشف أعضاء المجموعة عن المباحثات التي تمت بجوبا والاجتماع المغلق الذي عقد .. وضم وزير النقل وجون لوك جوك والنائب مادوت بيار ييل وغاب وزير الخارجية دينق ألور لوجوده خارج البلاد منذ تعليق المرحلة الثانية من منتدى إعادة تنشيط اتفاقية السلام بأديس أبابا، وقال دينق مؤخراً إنه تعرض للإهانة من جانب سلفاكير لأول مرة منذ أن بدأ في الخدمة في حكومة الوحدة الوطنية.
وقال الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بجنوب السودان استيفن لوال إن التحالف يتكون من تسع مجموعات من الحركات المسلحة والقوى السياسية وأضاف أنه تم عمل توحيد للرؤية بإديس أبابا في إطار الجهود المبذولة من قبل قيادات المعارضة الجنوبية بخلق رؤية متجانسة تحقق رغبات الشعب الجنوبي وتكون أساس الحلول الجذرية للازمة، وانهاء الصراع المسلح في الجنوب، لافتاً إلى أنه تم الإعلان عن تأسيس القوى المعارضة الجنوبية، ومن ثم إعلان التحالف الذي يجمع الحركات والمجموعات، وأضاف أنها تعتبر خطوة داعمة لمجهودات السلام، وسبل إعادة الاستقرار، وبموجب ذلك تم اعتماد وثيقة إعلان المباديء بإعتبارها خطوة أو مدخلاً لحل جل التحديات التي تواجه الأطراف الجنوبية، ورغم رفض الحكومة التوقيع عليها، مضيفاً أن المطلبات السياسية تسير على خط مستقيم ومقبول لجميع الأطراف في التحالف، وإعلنت مجموعة المعتقلين السابقين انضمامها إلى قوى التحالف كاستحقاق من أجل توحيد الجهود السياسية من أجل خلق فترة انتقالية نقية، تجمع عليها جميع القيادات السياسية بالبلاد، وإعلان مجموعة المعتقلين السياسين بمثابة خطوة نحو السلام وتحقيق أهداف سياسية مقبولة للتحالف، وقال إن ذلك يتطلب توضيحاً فيما يتعلق بموقف جوبا من هذا التحالف، بحكم إن التحالف يعمل في إطار تحقيق تغيير جذري للنظام، وخلق فترة انتقالية خالية من مجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم ضد المدنيين، ويجب على مجموعة المعتقلين العشرة توضيح موقفهم من الانضمام للتحالف، وأن لا تأتي بمواقف ضبابية، وعليهم تأكيد دورهم في الحل السياسي، ووضع الخيارات ضد النظام الحاكم حال استخدامه الخيار العسكري.
وقال المتحدث الرسمي باسم سلفا كير ، أتيني ويك أتيني إن الاجتماع الأخير مع العضوين المتبقيين من المعتقلين السابقين في جوبا كان قد جرى خلف الأبواب المغلقة.
وأعلن تجمع المعارضة الجنوبية عن انضمام مجموعة المعتقلين السياسيين إلى التحالف، وقالت مصادر المعارضة الجنوبية لـ(المجهر) إن التحالف تم تكوينه بأديس أبابا ضد نظام جوبا، ويضم فصائل ومجموعات المعارضة الجنوبية.
إقصاء وإبعاد
مجموعة (جاتنج) بقيادة تعبان دنيق، قامت بإبعاد وإقصاء عدد من القيادات بحجة ترتيب البيت الداخلي لمجموعته في إطار الحد الأدنى للتحالف مع جوبا في عملية السلام.
ووقعت مجموعات المعارضة على تكوين تحالف يضم المعارضة تحت مسمى (التحالف الوطني) في أديس أبابا واقترحت قيادات بالمعارضة أن تجعل التحالف منبراً لوقف الحرب في الجنوب، بتوحيد القوى السياسية .
واستبعد تحالف المعارضة الرئيسية الذي يتزعمه رياك مشار لاختلافهم في المبدأ، وقال الناطق باسم التحالف مانيبي، إنهم انضموا إلى تحالف المعارضة بعد مناقشات داخلية في الشهر الماضي
وقال إن قرار الانضمام أتى متاخراً، لأن هناك قيادات في جوبا وأخرى خارج جوبا، وزاد “علينا أن نناقش الوضع الأمني ووقف الحرب، وأشار إلى أن مجموعته تتفق مع الهدف الرئيسي لتحالف المعارضة لإحداث التغيير، وقد اتفقنا على ذلك، وأضاف أن الجميع متفقون على أنه يجب أن يكون هناك تغيير، ويجب أن ينتهي النزاع إلى نهايته، لذلك لا معنى للقتال”
وأشار إلى أن الرئيس سلفا كير لا يتمتع بسلطة استبدال أي مسؤول في حكومة الوحدة وفقاً لأحكام اتفاق السلام لعام 2015
وقال: “يمكن للرئيس إزالة دينق فقط إذا كان المعتقلون السابقون يوصون بإقالة دينج ألور، أو استبداله بشخص آخر من المجموعة”
وقال المتحدث باسم جماعة المعتقلين السابقين كوستي مانيبي إن محاولات إقالة الوزير دينق ألور من منصبه في جوبا غير مقبولة.
وكشف أن الاجتماع المغلق بين كير وباقي المتبقين من مجموعة المعتقلين السابقين ناقش أيضاً مسألة دينغ ألور
إعادة قسرية
وأكد نائب وزير الداخلية في جنوب السودان ريو قاليير قاي، ترحيل (24) مواطن جنوبي قسرياً من الولايات المتحدة الأمريكية إلي العاصمة جوبا بتهم تتعلق بالإتجار بالمخدرات
وقال قاي، أن السلطات الأمنية استقبلت (24) جنوب سوداني تورطوا في جرائم الإتجار بالمخدرات تم ترحيلهم قسرياً من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العاصمة جوبا، كاشفاً أنه تم احتجازهم في مقر المباحث الجنائية، وسوف يتم فتح ملفات لهم حسب قوانين الدولة، ومن ثم سيسمح لأسرهم بزيارتهم.. وأضاف قاي “استقبلنا 24 جنوبياً وسوف يتم ترحيل 5 آخرين في الأيام المقبلة، وكلهم ارتكبوا جرائم المخدرات، وحالياً هم موجودون معنا في مقر المباحث.
اختفاء مواطن
وفي تطور آخر ،اختفى رجل من جنوب السودان بشكل غامض منذ مايو من العام الماضي، عندما اعتقله رجال الأمن في مطار جوبا الدولي، حسب قول أحد أفراد أسرته
أن جهاز الأمن الوطني في جوبا احتجز نيلسون جيمس أديانغ، الملقب بـ حسن ساس، الذي كان يعمل مع شركة إيجل إير، بعد اتهامه بالتقاط صور لقوات الجيش الشعبي بدولة الجنوب، وهي تنقل الوقود إلى منطقة أعالي النيل