على متن جرحي أغادر عالمك المملوء بالأنا ..تحاصرني ذاكرتي بك فأخرج من بطنها نحيب مختلف إحساسه فيه عزاء للمغدور بقلوبهم.
اتذكر مديتك التي غرستها في خاصرة قلبي كلما هم بك نبضه..
تتعجب الآن من بوحي بعد صمت …
تعقد حاجبيك دهشة لأن حبر كتابتك لم يجف ..ولأن صحفك لم ترفع بعد…
تستغرب هذا الشهيق الذي صدر من رئة متهمة بالقصور ..من صدر أكل فيه الموت وشرب…
في جو تكالبت ذرات وكسجينه علي معك….
أنا الآن استيقظ من عالم الموتى..واجيء طيفا يجثو على صدر ذاك القاتل الذي شيع جثتي بدمعة حزن ووجه مفجوع ….
اجيء روحاً تحلق في أفقك الذي لم يتسع لي يوما..ً
اجيء لأرقع جبة ألمي …ببعض من امتعاضك الذي أشاهده بين أحرفي الآن…
أنا قادمة من أنقاض الذي كان…
انتهى عهد تلك الطفلة المطيعة التي تملي عليها أوامرك من خلف التعجرف …وتجيبك أجل سيدي بكل سرور بينما هي تمور في العذاب…
انتهى عهد تلك الصبية التي تطأطيء رأسها حياءً كلما مر طيفك ذات خلوة بال…
أنا الآن امرأة ناضجة…لم تنضج في نار هجرك… البتة …بل هي الحياة…وهبتني من تجاربها نضجاً لا يضاهيه نضج…
أنا قادمة …
احكم إغلاق أذنيك جيدا…فالغناء الذي سأتلوه على مسامع الورق لا يعجب أمثالك …
والصمت الذي التزمته قبل هذا لا يناسب انهزامي …
أغلق باب قلبك…حتى لا يزعجك الطرق على أبواب قلوب أخرى لازال بوسعها السمع.
خلف نافذة مغلقة :
الموت لا يؤلم الموتى ..وحدهم الأحياء الأحياء.. هم الذين يكتوون بنار الغياب.