*فضائية سودانية (24) مع بدايات بثها بدا عليها التعسُّر في إنتاج برامج ذات (جدوى اجتماعية أو خدمية) رغم تخصصها الذي أعلنت عنه من أنها تسعى إلى الاهتمام بالاقتصاد و(معاش الناس) ولكن مع مرور الوقت وتراكم التجارب البرامجية اتضح أنها تمضي لتؤسس شكلاً خاصاً بها، شكلأ يناقش القضايا الملحة التي ظل الإعلام الحكومي يصمت حيالها ولا يجرؤ على الإقتراب منها..تقدم اليوم سودانية 24 برنامجاً مهما عن شاعر الشعب محجوب شريف.وايأ كان شكل التناول الذي قد تلجأ فيها الى التطرق لمواقف محجوب الإجتماعية فقط يعتبر إختراقاً واضحا ومهماً للفضائية التي بدا انها تتلمس طريقها جيدا.
*سودانية (24) تستطيع أن تصنع المزيد إذا اكتسبت المزيد من المرونة البرامجية وجوَّدت برامجها وتخلت عن نظرية (المؤامرة) باعتقاد أن الجميع يحاربها و(يستهدفها).
*ننتظر الكثير من المبدعين والفنانين الذين يقفون الآن على رصيف الفرجة تجاه كل القضايا المجتمعية التي تكاثرت على البلاد مؤخراً…لا يمكن أن يكون هذا حال فنانين ومبدعين…صعدوا إلى سلم نجوميتهم بحب الناس لهم…لم نر عملاً غنائياً أو شعرياً تفاعل مع هذه القضايا…لماذا يضعون أنفسهم في أبراج بعيدة عن هموم الناس؟ ..أليس هذا الشعب هو من صنع منكم نجوماً وحفزكم وشجعكم وأحبكم..لماذا تستكثرون عليه تسخير أدواتكم الإبداعية للتعبير عن حاله.
* الشعب الذي أحبكم الآن بعضه يكابد في (لقمة العيش) واصلاً ليله بنهاره..وبعضه (مشرور) في مواقف المواصلات حتى منتصف الليل..وصعبت عليهم الحياة الى حد لا يمكن وصفه.. وأغلبهم حزم أمتعته ميمماً وجهه صوب أقرب سفارة للخروج النهائي.
*المبدع صنيع بيئته….ننتظر منكم مبادرة ولو بالحد الأدنى من مقدراتكم وإمكانياتكم..
* نحتاج بشدة إلى تغيير عقلية الذين يفكرون في تقديم الوجوه الإعلامية ويفرضونها على الناس صباحاً ومساءً، لأن كثيرين منهم لا يملكون الموهبة اللازمة…ولا يملكون القدرة على إفادة البلاد والعباد…ولكنها الواسطة التي تنخر في الجسد السوداني في أغلب مؤسساته.
مع المذيعات
*لا أفهم أن تتاح الفرصة لمذيعة أو مقدمة برامج لا تستطيع أن تفرِّق بين (الغين) و(القاف) وهي مع ذلك تعتبر نفسها من أفضل مقدمي البرامج..أو أخرى تحوَّلت (الجيم) لديها إلى (شين) لتضيف لفرط عبقريتها حرفاً إضافياً إلى منظومة حروف اللغة العربية..وسيبويه يتململ في قبره.
*حينما كنا صغاراً كان أساتذة اللغة العربية أو غير العربية أكثر الناس حرصاً على الظهور أمام طلابهم بالشكل اللائق حتى لا يخطئون في نطق حرف واحد..رغم أن الفصل قد لا يزيد عن ثلاثين أو أربعين طالباً، في حين أن ملايين المشاهدين الذين يتسمَّرون أمام الشاشات (يبلعون) يومياً (تخريمات) المذيعات وعبثهن باللغة العربية والاستظراف اليومي الذي هو أقرب إلى (العباطة) في كثير من الأحيان.. قد أكون هنا أتحدث عن بعض مذيعات (الإذاعات الاف ام) التي تتناسل كل يوم بشكل طردي.
*هناك مذيعات لم تزدهن الأيام إلا (تواضعاً) في مقدراتهن..ولم تمنحهن سنواتهن الطويلة في الإعلام سوى مزيد من (الخرمجات)، وكان الأجدى لهن البحث عن طريق آخر يتوافق مع إمكانياتهن الهشة.
*حاجتنا باتت ماسة وفورية إلى إعلام قوي ومؤثر لا يعتمد كثيراً على الوجوه (الفوتوجنيك) ولا على ما يتساقط من هامش نجوم الفن والمجتمع.
*للأسف معظم قنواتنا الفضائية تتعامل مع تأهيل المذيع وثقافته وحضوره وقدرته على التأثير كأمر ثانوي لديها…رغم أنه يمثل الواجهة التي يظهر بها للناس ممثلاً لهم…نعم لا تهتم معظم القنوات بالمذيع بقدر اهتمامها بجلب الإعلانات والرعايات لبرامجها…لأن أول ما يخطر ببال مديري القنوات الفضائية ومديري البرامج هو مقدار ما سيجلبه البرنامج من شركات راعية تعلن فيه دون كثير اهتمام بجودة ما سيقدم من مادة إعلامية أو من سيقدم هذه المادة.
*هذا الاهتمام المتعاظم بهامش رسالتها جعل أغلبها ينظر إلى المذيع كعنصر هامشي ينحصر دوره فقط في قول ما يتم تلقينه له….وأكثر من يحتفي بهذا التلقين هن المذيعات ومقدمات البرامج اللائي يقضين أغلب وقتهن في البحث عن (ثوب جديد) لتظهر به أو (نقشة حناء) مبتكرة لم تخطر على بال مذيعة غيرها…وهو أقصى طموح تسعى إليه مقدمات برامجنا ومذيعاتنا…نعم طموح أغلبهن لا يتمدد أبعد من طرف ثيابهن المزركشة واللامعة.