حوارات

المستشار السابق لـ”سلفاكير” ممثل الحركة الشعبية بالمعارضة “يوهانس لام فوك” في حوار مع (المجهر)

دول الـ(إيقاد) تنظر لمصالحها الخاصة فقط.. وأنا ضد أية مبادرة تطالب بتنحي "سلفاكير"

غياب دور رئيس الوزراء الإثيوبي “ديسالين” أدى لفشل الاتفاقية
أعضاء البرلمان (500) عضو وهذا (….) رقم منهك لخزينة أية دولة
تعمّد “سلفاكير” تسليح قبيلته ضد القبائل الأخرى ونهب أراضيها
حكومة جوبا مارست أبشع أنواع القتل والتشريد ضد القبائل

اتهم المستشار السابق لـ”سلفاكير” وممثل الحركة الشعبية بالمعارضة الجنوبية ،بدولة قطر “يوهانس لام فوك” حكومة “سلفاكير” بقتل وتشريد المواطنين، وقال إن سبب انهياروفشل إحياء اتفاقية السلام بأديس أبابا ،هو تنصل نظام جوباً، مضيفاً إن الحكومة قامت بخرق بند وقف إطلاق النار بارتكابها جرائم ضد القبائل بالجنوب، وأوضح أن عدم التزام نظام “سلفاكير” قاد إلى تدمير الدولة، وقال إن الوسطاء بـ(إيقاد) غير دقيقين في المقترح الذي دُفع به بالإبقاء على الأعضاء المنتخبين منذ انتخابات 2010م بالبرلمان بجوبا. وقام الوسطاء بتوزيع الأعضاء المتبقيين بالاتفاق بين الحكومة والمعارضة بنسبة (51%) للحكومة و(49%) للمعارضة، وهو ما رفضته المعارضة جملة وتفصيلاً، وطالبت المعارضة بحل البرلمان وتوزيعه بين الحكومة ومجموعة المعارضة بنسبة (50% – 50%) بين المعارضة والحكومة.. (المجهر) التقت “يوهانس لام فوك” في الحوار التالي…

حوار – فائز عبد الله

{ حدثنا عن أسباب انهيار وفشل إحياء الاتفاقية بأديس أبابا؟
_ هناك سببان لفشل الجولة السابقة، الأول عدم وجود رغبة سياسية حقيقية من قبل حكومة “سلفاكير” للوصول إلى حل أو معالجة للصراع القائم في الجنوب، وتجتهد الحكومة في إبقاء الوضع السياسي الراهن برغم ازدياد معاناة الشعب وتدهور الوضع الاقتصادي بالدولة.
والسبب الآخر هو غياب دور الوسيط، وأصبحت دول (إيقاد) الوسيط الغائب بسبب تقديم بعض هذه الدول لمصالحها الوطنية الخاصة على الحل السلمي لمشاكل جنوب السودان.
وبالتأكيد لا نتجاهل تأثير وغياب دور رئيس الوزراء الإثيوبي المستقيل “ديسالين” الذي يعدّ القلب النابض لمبادرة (إيقاد) باعتباره رئيس المنظمة وراعي المفاوضات لهذه الفترة، وهذا قاد لفشل الاتفاقية.
{ اتهمت المعارضة نظام جوبا بالمماطلة لإفشال أي اتفاقات؟
_ بالتأكيد، كانت الحكومة تضع عدة عراقيل لضمان انهيار الجولة، والنظام كان يطالب ويتحدث عن إبقاء الوضع السياسي على ما هو عليه في دولة الجنوب بحيث يستمر “سلفاكير” في رئاسة الدولة بسلطات تنفيذية، مع إبقاء نائبيه “تعبان دينق” و”جيمس واني إيقا” إلى جانبه، واقترحت الحكومة نواباً إضافيين للرئيس ليتم توظيفهم من قبل مرشحي المعارضة، ونفس الشيء في البرلمان ومجلس الوزراء وهذا يعني توسيع الحكومة الحالية ليزداد عدد الوزارات فوق الأربعين وزارة، كما هو الحال مع البرلمان الذي قد يبلغ عدد أعضائه ما يفوق الـ(500) عضو وهذا رقم منهك لخزينة أية دولة.

{ هل غياب الدكتور “مشار” أثر على الاتفاق؟
_ وجود الدكتور “مشار” في المفاوضات أو غيابه لا يغير شيئاً لأن الوفد الذي يمثله المنبر يقوم بواجبه بأكمل وجه، لكن نوايا بعض الأفراد لإقصائه عن أية حكومة مستقبلية هي التي أدت إلى انحراف المحادثات نحو الهاوية.
فالكل لا يرى في المحصلة النهائية إلا ربح الدكتور “مشار” في حال عودته إلى جوبا عبر أية تسوية سياسية، لذلك فضلوا تعطيل التسوية السياسية التي تؤدي إلى تقسيم السلطة بطريقة عادلة، وهذا يعبر عن الواقع العسكري القائم في جنوب السودان.
{ لماذا لم تلتزم حكومة جوبا والمعارضة بوقف إطلاق النار أثناء الاتفاقية؟
_ غير صحيح.. المعارضة التزمت بالاتفاقية وأثناء سير الاتفاقية قام الجيش الشعبي بمهاجمة مناطق المعارضة، وحكومة جوبا أرادت إثارة المعارضة وحاولت دفعها لارتكاب أفعال حماقية من أجل قطع الطريق أمام أي حل توافقي في المنبر بأديس أبابا.
ولكن لأول مرة (إيقاد) تدين الحكومة بصريح العبارة في انتهاكاتها الأخيرة يوم 12 فبراير 2018م.. وهذا طبعاً يؤكد عدم جدية النظام في الحل السلمي ونواياه وتنصل نظام “سلفاكير” من الاتفاقية.
{ ما تعليقك على مقترح الحكومة الانتقالية؟
_ الحل الذي قدمه الوسطاء انحصر في توزيع الوزارات بين الحكومة (15) وزارة والحركة الشعبية في المعارضة (9) وزارات ومجموعة الأحزاب المعارضة الأخرى (4) وزارات ووزارتين لمجموعة المعتقلين السياسيين السابقين، وهو حل موضوعي لحد ما.
ولكن في البرلمان كان الوسطاء غير دقيقين في المقترح حيث أبقوا على الأعضاء المنتخبين منذ انتخابات 2010 وقاموا بتوزيع الأعضاء المتبقين بين الحكومة والمعارضة بنسبة (51%) للحكومة و(49%) للمعارضة وهو ما رفضته المعارضة جملة وتفصيلاً، حيث طالبت بحل البرلمان وتوزيعه بين الحكومة ومجموعة المعارضة بنسبة (50% – 50%) بين المعارضة والحكومة.

{ من المسؤول عن انتشار القبلية في الجنوب؟
_ الحكومة فرضت هذا الوضع وقامت بالترويج للقبلية، ومارست أبشع أنواع القتل والتشريد ضد القبائل الأخرى من غير القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس “سلفاكير” الذي تعمد تسليح قبيلته ضد القبائل الأخرى لنهب أراضي الغير وفرض الأمر الواقع، وهو ما أشعل الأزمة أكثر ومدد القتال من أعالي النيل إلى الاستوائية وبحر الغزال.
{ كيف تنظر للمجموعات المعارضة الحديثة التي ترفض الانضمام لـ”مشار”؟
_ المشكلة الحقيقية في هذه المجموعات أنهم يبالغون في تقييم أنفسهم، فالدعوة لحضور محادثات السلام في أديس أبابا لا يصنع منك تنظيماً بحجم الحركة الشعبية (في المعارضة)، والجيش الشعبي بالجنوب، وهذه الحركات مجتمعة لا تساوي جبهة واحدة من جبهات الحركة الشعبية في المعارضة.. أنت تتحدث عن مجموعة مكونة من أفراد فقط والحركة الشعبية في المعارضة تتكون من تحالفات ضخمة، وهذه مجموعات على سبيل المثال: جبهة أسود غرب بحر غزال التي تسيطر على مواقع إستراتيجية في راجا وواو، ومجموعة أقويليك المسيطرة على أجزاء كبيرة في شمال أعالي النيل، والجيش الأبيض في مناطق شاسعة بشرق وغرب أعالي النيل، والأنانيا وجبهات الاستوائية الثلاث التي تسيطر على جميع مناطق الاستوائية الكبرى.
هذه الجبهات إذا أرسلناها إلى أديس أبابا لكنا تحدثنا عن أكثر من عشرين حركة داخل الحركة الشعبية في المعارضة.. من الأفضل لهذه المجموعات أن تكون أكثر واقعية في تقييم حجمهم أمام (IO).
{ هناك عدد من المبادرات طالبت بتنحي “سلفاكير” عن الحكم لكنه ما يزال في الكرسي؟
_ أنا ضد أية مبادرة تطالب بتنحي “سلفاكير”.. لأن الواقع يقول: إذا لم تُسقط المعارضة “سلفاكير” بقوة السلاح، فعليه أن يستمر في الحكم إلى أن يتم إسقاطه عبر صناديق الاقتراع. وأي إقصاء من نوع آخر سيزيد الوضع سخونة وسيمدد الصراع.

{ ما تعليقك على الخلافات الداخلية بين المسؤولين.. هل هذا يؤكد فشل النظام؟
_ لا توجد خلافات داخلية حتى الآن.. ما يحدث هو أن “تعبان دينق” استطاع أن يبسط سيطرته داخل رئاسة الجمهورية، فهو يقوم بتغيير الحرس القديم لصالح نفسه (كروته).
وشيئاً فشيئاً سيجد “سلفاكير” نفسه في المستقبل تحت يد “تعبان” اليسرى، ويده الأخرى.
{ ما هي توقعاتك للانتخابات المقررة في أغسطس بجنوب السودان؟
_ نظام جوبا روج أن الدولة الآن أصبحت آمنة ويحاول إقناع المتجمع الدولي بالاستقرار والأمن، والآن الحرب في جميع الدولة، وأيضاً نصف الشعب الجنوبي أصبح بالمعسكرات ودول الجوار.
{ مقترحات المجتمع الدولي من أجل إخراج “مشار” من الإقامة الجبرية؟
_ الوضع المفروض حالياً لإبعاد الدكتور “مشار” بإبعاده عن المشهد السياسي هو فكرة الإدارة الأمريكية السابقة بالتنسيق مع النظام في جوبا، ولكن الفكرة لم تنجح، وبالتالي طالبنا الإدارة الجديدة والرئيس “ترمب” بأن ينظر في حيثيات الإجراءات التي فرضتها مخابرات بلاده.. قبل أسبوع قمنا كدبلوماسيي المعارضة بكتابة مذكرة احتجاجية لحكومة جنوب أفريقيا ممهورة بتوقيع ممثلي الحركة الشعبية في أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا، طالبنا فيه بإطلاق سراح الدكتور “مشار” وفك منع سفره الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية.. أنا شخصياً لي اعتقاد خاص بأن وجوده هناك هو لحمايته أكثر مما يهدف إلى عزله، ولكن هي حماية مبالغ فيها لأن الفترة التي كان إبعاده فيها ضرورياً قد انتهت. والآن جنوب السودان بحاجة إلى حوار سياسي للخروج من أزمته، وأعتقد كلنا متفقون بأنه بدون “مشار” لا يمكن تحقيق توافق في الصراع الجنوبي، وهذا ما يعلمه المجتمع الدولي، أن “مشار” جزء من الاتفاق.
{ هل من المتوقع اختيار “تعبان دينق” كنائب أول في أية حكومة؟
_ “تعبان دينق قاي” سبق أن وصفته في كتابي (موقعة القصر الجمهوري) بأنه معركة متحركة أينما حل ورحل، فهو رجل “سلفاكير” الأول، وبالتالي تعيينه كنائب أول بديلاً لـ”مشار” لم يكن شيئاً مستغرباً، وحتى الآن أعتقد أن سبب كل هذه الصراعات هو طموحات “تعبان” غير الشريفة، وقد يكون الجنرال “فاول ملونق” ثاني ضحاياه بعد وزير المالية “أطوربي” الذي أتى بتقرير منه بعد اتهامه للأخير بدعم المعارضة في فترة الحرب.. وكان “تعبان” طرفاً في المعارضة.. و”تعبان دينق” يقود صراعاً خاسراً لأنه ليست له قاعدة جماهيرية غير “سلفاكير”، وفي حال أية تسوية سياسية في جنوب السودان سيكون (تعبان) اسماً على مسمى.
{ اتهامات “تعبان دينق” لـ”مشار” بأنه لا يرغب في السلام؟
_ ما يقوله “تعبان دينق” لا يوجد له تفسير سوى استيائه بعدما فشل مبتغاه والذي تمثل في القضاء على شخص اسمه “رياك مشار تينج” ومسحه من الوجود، وهذا طبعاً لا يتحقق في ظل وجود قوة كبيرة على الأرض تحمي “مشار” وتعمل على إسقاط حكومة “سلفاكير”.. الحركة الشعبية في المعارضة لها رؤية سياسية واضحة.. وكل الاتفاقيات التي صاغتها (إيقاد) حول جنوب السودان استقتها من رؤية الحركة وأوراقها التي قدمتها في جولات المفاوضات التي ترأسها “تعبان دينق”. لو كانت الحركة الشعبية بلا رؤية لما تمسكت باسم الحركة الشعبية في المعارضة التي يدعي رئاستها في جوبا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية