مسألة مستعجلة

الخلاوى.. عندما يغيب الرقيب!!

نجل الدين ادم

رمى الزميل الصحافي “فائز عبد الله” في التحقيق الذي نشرناه في الصحيفة قبل (أربعة) أيام عن ظاهرة (الشحدة) لدى طلاب خلاوى باسم الدين، رمى بحجر في عوالم الخلاوى التي تغيب عن أعين الرقيب ولا أحد يعرف ما يجري بها، حيث إن قضية (الشحدة) التي أثيرت في التحقيق ليس هي الظاهرة الوحيدة أو الأخطر في خلاوانا المنتشرة في أصقاع البلاد.
أعجبت لتفاعل مبادرة (معاً من أجل طلاب الخلاوى) التي تعمل في هذا المجال لمعالجة بعض الإخلالات، أعجبت بأنها جعلت من هذا التحقيق نقطة انطلاقة جديدة لكي تعلن عن نفسها بصورة أوسع بعد أن كانت تقوم بعملها بعيداً عن الأضواء، وعدد من الشباب والشابات المتطوعين يشاركون في تنفيذ برامج لتوفير الطعام والكساء والعلاج، كل هذا العمل تقوم به المبادرة بالتعاون مع الخيرين، إلا أن ما نشر أكد لهم حجم المشكلة، خاصة بعد أن تبرأ عدد من مشايخ الطرق الصوفية من الظاهرة.
تذكرت حادثة التسمم الشهيرة التي وقعت بإحدى خلاوى شرق النيل وكيف أنها كانت بمثابة ناقوس خطر، كشف عن اختلال المنظومة الرقابية للخلاوى وضعف المتابعة والمراقبة، وإهمال بعض القائمين على أمر الخلاوى في متابعة مأكل ومشرب وصحة هؤلاء الطلاب الذين دفعت بهم أسرهم لتعلم القرآن، وليست ببعيد ظاهرة انتشار (القوب) والقمل وغيره من الأمراض المرتبطة بالنظافة.
واحدة من العلل الأساسية أن هذه الخلاوى لا رقيب عليها حيث لا توجد جهة رسمية معنية بأمرها اللهم إلا ديوان الزكاة، وهو الآخر دوره ينحصر في توفير معينات الأكل والشراب.. والخلاوى شأنها شأن المدارس، ينبغي أن تكون هناك جهة راعية لها تساهم في وضع أسس حتى يستفيد منها طالبو العلم.
واحدة من مشاكلنا أيضاً أننا نعطي شيخ الخلوة الثقة والحرية المطلقة في كيفية التعامل مع أبنائنا من حفظة القرآن، ونحن نقول له (اللحم ليك والعظم لينا).. يُحضر الأب أو الأم ابنهما إلى الخلوة ولا أحد يدري ماذا يجري بعد مغادرته وكيف يعيش هذا الابن وكيف تتم معالجته.
الخلاوى أيضاً لا تخلو من وجود مخالفات وعنف زائد لا أحد يُسأل عنه، يُستخدم العنف في بعض الأحيان والربط وغيره من السلوك.. لذا ينبغي أن تكون هناك جهة مسؤولية عن هذه القضايا.
سعدت جداً لمبادرة (معاً لدعم طلاب الخلاوى) التي تقوم بجهد يفوق ما يمكن أن تقوم به الحكومة نفسها في توطيد دعائم تعلم القرآن بإشراك أهل الخير في تقاسم الأجر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية