مبادرة شبابية في الخرطوم.. وأمل أفريقي منتظر!!
الشباب شريحة من المجتمع تندرج تحت إطار مرحلة عمرية معينة لها خصائصها الفسيولوجية والفكرية والوجدانية المشتركة، رغم تباين أفرادها طبقاً لمعايير متعددة يتفق كثير من المهتمين بالشأن العام على أن التقدم الحضاري لأي مجتمع لا يتحقق إلاّ بمشاركة كل أو أغلب أفراده في الحياة العامة، لذا فمن البديهي ألا يتحقق التقدم الحضاري لأي مجتمع إلاّ بمشاركة الشباب، لكن هنالك الكثير من المشاكل التي تحول دون مشاركة الشباب في الحياة العامة، بيد أنه لا يمكن معالجة هذه المعضلات بمعزل عن البحث في تاريخ المجتمع بمظاهره الفكرية والثقافية والعلمية.
وفي هذا السياق رصدت (المجهر) وتابعت منتدى الشباب الأفريقي الذي التئم بـ(قاعة الشارقة) الأسبوع المنصرم، والذي ناقش باستفاضة مشكلات الشباب الأفريقي وآفاق الحلول المتوقعة.
دور فاعل ومستقبل زاهر
وقال ممثل اليونسيف السيد “شاراد سابرا”: (إنني كلما قابلت الشباب في العديد من البلدان التي عملت بها، أجدهم تملؤهم التطلعات والآمال والطموحات، يريدون أن يشاركوا وأن يكونوا جزءاً من الحل، ويريدون أن تسمع أصواتهم وتعرف أفكارهم).
من جهتها قالت الشابة “نهى بابكر”: (إنهم وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان أقاموا هذه الفعاليات احتفاء بيوم الشباب العالمي تحت شعار (نحو سودان أفضل بمشاركة الشباب)، فكانت ورشة العمل حول ميثاق الشباب الأفريقي الذي هو بمثابة آلية لوضع الخطط والإستراتجيات لمآل الشباب في السودان)، وأضافت: (شاركت بالورشة عدد من المنظمات الشبابية والوطنية والوزارات المعنية بالأمر).
أما الشاب “عادل عبدالله ” فابتدر إفادته بقوله: (نحن نعمل من خلال منتدى الشباب على إرساء قيم وبنود الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تتوافق مع مبادئ منظمة الأمم المتحدة وتخدم قضايانا كمنظمة غير حكومية تهدف لرفع مستوى قدرات الشباب السوداني، وتطويرهم على المستوى الذاتي ما ينعكس على العائد القومي والاجتماعي، كما ناقشنا حقوق وواجبات الشباب الأفريقي المتمثلة في حرية المشاركة الفاعلة للشباب في اتخاذ القرارات دون تمييز على أساس اللون، العرق، الدين، الإثنية، اللغة والانتماء السياسي، ويكفل الميثاق أيضاً حرية التجمع، الفكر، المعتقد، في ورشة عمل بعنوان “آليات المصادقة على الميثاق الإفريقي للشباب”).
حول الميثاق الأفريقي للشباب
وفي السياق ثمّن عضو منتدى الشباب السيد” مبارك عثمان حسين” على أهمية مشاركة الشباب في الحياة الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، والسياسية، لخلق واقع ومستقبل، وأضاف: (كل ذلك نوقش في ورشة العمل النهارية)، أما في المساء فكانت الأمسية احتفالية بمشاركة كورال الأحفاد، وتمنى “مبارك عثمان” في ختام حديثه أن تصادق الدولة على الميثاق حتى يصبح السودان في مصاف الدول التي تهتم بالشباب وقضاياهم كونهم العنصر الأساس في تنمية الشعوب وبنائها.
قادة المستقبل
وناشد المؤتمر والورشة التي عقدت على هامشه، ناشدا الشباب بالتمسك بقيم وفضائل وتقاليد شعوبهم، والعمل على بعثها من جديد، والنظر إلى الحضارة التاريخية الأفريقية التي تشكل الأساس لمفهوم حقوق الإنسان من جهة أنها تعرضت للكثير من الجور والعدوان، اللذان فرضا عليها تاريخياً من قبل قوى الاستعمار، حيث تعرضت شعوبها للعبودية ونهبت ثرواتها ومواردها الطبيعية، وأن يكون لديهم تصميم قوي على تقرير مصيرهم وتحقيق التكامل الأفريقي.
وأعرب المؤتمر عن قناعته بأن أعظم ثروات أفريقيا تتمثل في سكانها الشباب، وعن طريق مشاركتهم النشطة والكاملة يستطيع الأفريقيون أن يتغلبوا على الصعوبات التي تواجههم، وعليه وبموجب هذا الميثاق الذي تتكفل عبره الدول المصادقة عليه، بأن يكون لكل شاب الحق في التعبير عن أفكاره وآرائه حول كافة المسائل ونشرها مع مراعاة القيود التي ينص عليها القانون، وأن تتخذ الدول الأطراف في الاتفاقية كافة الإجراءات المناسبة والضرورية لضمان حماية الشباب من كافة أشكال التمييز، وذلك عبر تشجيع وسائل الإعلام على نشر المعلومات ذات الفائدة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية التي تستهدف الشباب وترفع من وعيهم وقدراتهم وتبعث فيهم الأمل بحياة أفضل وأجمل، وذلك بتوفير التعليم والتدريب اللازمين، والتعريف بحقوقهم ومسؤولياتهم وواجباتهم عبر عمليات تعليمية وتمارين ديمقراطية، تكرس لحقوق الشباب في المواطنة وصنع القرار والحكم والقيادة، حتى تنمو مهارتهم ويكتسبون مزيداً من الثقة بأنفسهم عبر المشاركة في هذه العمليات، لأنهم قادة المستقبل ورجاله.