حول لقاء” قوش “وقيادات الحزب الشيوعي
اجتماع المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول” صلاح قوش “أمس الأول، مع قيادات الحزب الشيوعي المعتقلة بمن فيهم السكرتير العام أو (السياسي) كما يسمونه المهندس” محمد مختار الخطيب”، بحضور عضو اللجنة المركزية المخضرم المهندس” صديق يوسف”، هو اجتماع بالغ الأهمية وله الكثير من الدلالات والإشارات السياسية .
الإشارة الأولى أن الدولة عبر ذراعها الأمني لا تفضل سياسة الاعتقالات في التعامل مع القوى السياسية، ولكنها تكون مضطرة لتلك الإجراءات الاستثنائية عند تقديرها للموقف بإمكانية انفلات الأمن في البلد، هذا ما لم أقله أنا، بل قال معناه الفريق” قوش “لقيادات الحزب الشيوعي حسب البيان الصادر من مكتبه السياسي أمس .
الإشارة الثانية خاصة بالفريق” قوش “نفسه، فيبدو واضحاً أن عهده الثاني في الجهاز يعلي من قيمة الحوار السياسي على خيارات العنف والملاحقة والاعتقال، وإلا لما استدعى كبار الشيوعيين للحديث إليهم ليلاً تمهيداً لحوار قادم – أيضا مصدرنا بيان الحزب الشيوعي – بينما كان يمكنه إرسال أمر إطلاق سراحهم بعد مشاورة رئيس الجمهورية، إلى سجن كوبر وسجون الولايات للإفراج عن السياسيين الموقوفين .
إذن” قوش “استغل مناسبة تنفيذ القرار بإطلاق سراح عدد محدود من قادة الحزب الشيوعي، لإطلاق مبادرة سياسية للحوار مع حزب الماركسيين السودانيين .
الإشارة الثالثة وأحسب أنها جديرة بالملاحظة والتحليل، أن جهاز الأمن لم يبادر هو بإعلان لقاء مديره العام مع قادة الحزب الشيوعي، ولو كان يسعى لإحداث فرقعة إعلامية وضرب جسور الثقة بين قوى المعارضة لفعل، لكنه ترك المهمة للحزب الشيوعي وهو الذي كشف عن اللقاء، لأسباب داخلية تخصه، وأخرى متعلقة بضرورة التعليق على حدث نادر مثل الذي جرى بين مدير الأمن وحرس الماركسية القديم .
هي خطوة جديرة بالإشارة والإشادة، نرجو أن يستكملها مدير الجهاز بما يشبهها في ملف حزب الأمة القومي وزعيمه الإمام” الصادق المهدي “الذي تشهد مواقفه الكثيرة أنه الرافض الأول لحمل السلاح في صفوف المعارضة طيلة عقود (الإنقاذ) الثلاثة .
فالسيد” الصادق “هو أول معارض أدان بقوة غزو حركة العدل والمساواة للعاصمة الوطنية ” أم درمان “في العام 2008 م وأرشيف تلفزيون السودان موجود يشهد على تلك الأيام العصيبة .
السياسي الانتهازي هو الذي يستغل انفراط عقد الأمن أيام غزوة أم درمان، للإطاحة بسُلطة تعاديه، ولا يدين العمل المسلح بينما عربات “خليل “على بُعد أمتار من داره بحي “الملازمين” !!
أحسن” قوش “مع الشيوعيين .. نأمل أن يحسن مع البقية .