شهادتي لله

عهد (الردة) السياسية!!

{ جاء في أنباء الأمس أن المؤتمر العام للحركة الإسلامية بولاية شمال دارفور انتخب الوالي “عثمان محمد يوسف كبر” أميناً عاماً للحركة الإسلامية بالولاية للمرة الثالثة!!
{ وهكذا يصبح السيد “كبر” والياً للولاية، ورئيساً للمؤتمر الوطني الحاكم بالولاية، وأميناً عاماً للحركة الإسلامية، ورئيساً للجنة الأمن التي تضم ممثلي القوات المسلحة والشرطة والأمن، وبالتالي لم يتبق له من المناصب سوى منصب القائد الأعلى للكشافة بشمال دارفور، ليكون مثل الرئيس الراحل المشير “جعفر محمد نميري” رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للقوات المسلحة ورئيساً للاتحاد الاشتراكي السوداني، و(الكشاف) الأعظم!!
{ يبدو أن هؤلاء صدقوا، بل وناموا على عسل المقولة التي أنتجوها، فصدقوها: (الربيع العربي لن يأتي إلى السودان، لأنه مر من هنا في 30 يونيو 1989)!!
{ وحتى ولو لم يأت (الربيع العربي)، فهل هذا مبرر ومنطق وسياسة وكياسة أن يكون (الوالي) هو رئيس الحزب، وهو رئيس الحركة الإسلامية، وهو كل شيء.. وأي شيء في الولاية!!
{ لماذا كل هذا الإسراف في (الاحتكار) القبيح لكل السلطات والصلاحيات والمواقع والمقاعد؟!
{ هل سترددون على مسامعنا قولكم الماسخ والمكرور بأن الجمع بين رئاسة الجهاز (التنفيذي) وقيادة الجهاز (السياسي) يمنع (التضارب)، ويكافح (الانقسام).. هذا المبرر (الضعيف) الذي تم بموجبه الجمع للرئيس “البشير” بين رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحزب عقب (المفاصلة) والإطاحة بالأمين العام الأسبق للمؤتمر الوطني الدكتور “حسن الترابي”!! ومن ذلك الحين، والحزب الحاكم مصاب بـ (فوبيا الانقسام)، أو بالأحرى، استحلى البعض، واستطعم استمرار هذه الحالة (الفوبيا المصطنعة) لتحقيق مآربهم الشخصية، وتنفيذ مخططاتهم الذاتية، إلى أن انتهى الأمر إلى نموذج (الاحتكار المطلق) للسلطات كما في نموذج “عثمان كبر”!!
{ سياسة (الجمع) بين السلطات لمنع (الانقسام) المتوهم والمصنوع، أضعفت الحزب في المركز والولايات، وجعلته واجهة سياسية باهتة لا حول لها ولا قوة، وصار (الأمناء) عبارة عن (موظفين) لا علم لهم، ولا رؤية، ولا قرار، وتحول (المكتب القيادي) من صانع للقرارات إلى (باصم) أكبر على القرارات!! أما (القطاعات) فهي مجرد أدوات (ديكورية) لا علاقة لها بإنتاج الأفكار وتوزيع الأدوار. بالله عليكم هل كان القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، الذي يرأسه نائب الرئيس الدكتور “الحاج آدم”، يعلم خبايا وخفايا وحقيقة مواقف الوفد المفاوض في “أديس ابابا” ما بين الفريق “عبد الرحيم” والأستاذ “ادريس عبد القادر”؟! وهل يعمل رئيس الوفد بناء على (خطة) القطاع السياسي؟ وهل له (خطة) أصلاً؟!
{ إذن .. ومن جديد كل أدوات السلطة في “فاشر السلطان” في يد السلطان الجديد “عثمان كبر”.. وفي انتظار المزيد من مشاهد (الردة السياسية) والرجوع أميالاً إلى الوراء داخل الحزب الحاكم في السودان.. في (المركز) والولايات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية