مبارك الطلاق الثاني
{ مهر مدير مكتب السيد “الصادق المهدي” (قسيمة) الطلاق الثاني لـ”مبارك الفاضل المهدي” من الحزب، و(أخرجه) عن دائرة الفعل السياسي باسم حزب الأمة مرة أخرى، وبات السيد “مبارك الفاضل” في (السهلة) دون بطاقة انتماء لحزب الأمة تفتح له أبواب السفارات وتمنحه مزايا تفضيلية في أسفاره وترحاله وتجارته وبضاعته في الغرب والجنوب والداخل.
{ خرج “مبارك الفاضل” من حزب الأمة أو إن شئت الدقة، فالرجل (أخرج) من الحزب بقرار أعلنه السيد “إبراهيم علي” مدير مكتب السيد “الصادق المهدي” ولم يوقع على بيان الفصل رئيس الحزب بنفسه أو الأمين العام د. “إبراهيم الأمين” أو “سارة نقد الله”، ولكن السيد الإمام إمعاناً في (إذلال) “مبارك الفاضل” و(تقليلاً) من شأنه ودوره، فوض السيد مدير مكتب “الصادق” لإصدار بيان عن التوقيع على قرار الفصل والطرد من حزب الأمة الذي ضاقت مفاصله ومؤسساته بالسيد “مبارك”، (فلفظوه) في آخر الخريف بعد أن توسل “مبارك” ليعود (لمراحه)، ولكن السيد “الصادق المهدي” لعب بذكاء خارق وسدَّد ضربة موجعة لـ”مبارك الفاضل” بطرده من الحزب لوحده بعد أن ضمن السيد “الصادق” تجريد “مبارك الفاضل” من كل أسلحته ورجاله وفصله عن الحزب لوحده والسيد “الصادق” لم ينس فاجعته في “مبارك” حينما وقع اتفاق جيبوتي، وعاد حزب الأمة بكل (قوته) للداخل تمهيداً لدخول السلطة، لكن “مبارك الفاضل” هرع مسرعاً للقصر المنيف وضرب حزب الأمة في كبده، فانشق عنه جهراً وأسس حزب الأمة الإصلاح والتجديد.. نزع “مبارك” من “الصادق” كل القوى (الحية) في حزب الأمة، ولم يبق إلا كبار السن والعجزة وبعض الأوفياء لـ”الصادق المهدي” ممن (زاملوه) في سنوات المسغبة والسجون، وظل “الصادق المهدي” يعض أصابع الندم والحسرة على فقدان رجاله أمثال “علي حسن تاج الدين” و”أحمد نهار” و”مسار” و”تكنة” و”دقنة” و”الزهاوي” و”السر الكريل”.. لتعصف السياسية بـ”مبارك الفاضل” خارج أسوار القصر طريداً من السلطة، ويكتب الفريق “بكري حسن صالح” وزير شؤون رئاسة الجمهورية (قسيمة) الطلاق الأولى وما بين جوبا و”مناوي” و”باقان” و”الحلو” و”صلاح إدريس” و”كامل إدريس”.. (سُدّت) الدروب وبات “مبارك الفاضل” يمثل فائضاً سائلاً في ساحة حزب الأمة يتوق للعودة، فتحول بينه الظروف ليزعن لشروط الإمام والأخير غير راضٍ عنه حتى ولو مسح على قفطان المدني، وعاد إليه (حبيباً) مخلصاً.. وبعد أن وضع “الصادق المهدي” يده على كل تيار الإصلاح واستقطب رموزه.. (لفظ) “مبارك الفاضل” للشارع العام وحيداً ومنحه (قسيمة) الطلاق الثانية لتضاف للقسيمة الأولى التي وقعها الفريق “بكري حسن صالح”.
{ بات “مبارك الفاضل” مطروداً من ظل السلطة بقرار جمهوري ومفصولاً من الحزب بيان “إبراهيم علي” وحائراً في عواصم الغرب.. رجلاً بقدرات وإمكانيات وروح ونابه وحركة دءوبة ولكنه أضحى (جنرالاً) بلا جيش ووردة بلا عطر ورجلاً.. فقد حزبه وأبناء عمومته، الذين كانوا من تحته وفوقه يسبحون بحمده ويركعون تحت أحذيته.. سبحان الله “مبارك الفاضل” بكل تاريخه المثير أضحى مطروداً بأمر “إبراهيم علي” وبإيعاز من (سيدي الصادق).