{ اليوم تمر علينا الذكرى الرابعة لرحيل شاعر الشعب الأول والأخير الذي كان يمشي بين الناس بالإبداع، يتحد معهم، يحس بحسسهم، يلتقط منهم الإحساس ويهدي إليهم الأنفاس.. يعيش معهم الهموم ويعبر عن قضاياهم بكل الصدق حتى أصبح حبيب الشعب، وامتد التواصل حباً إلى أن صار الشعب شرياناً لحبيب الشعب ضخ في قلبه محبة الوطن.
{ “المحجوب الشريف” محبوب الملايين منذ رحيله عن هذه الفانية لم يستطع أحد من الشعراء السابقين ولا اللاحقين أن يملأ الفراغ الذي تركه، ومن بعده تيتمت الأشعار والمواويل والأغاني بكل أشكالها وألوانها الشعبية والاجتماعية والثورية والوطنية والعاطفية.
{ وهل يستطيع أحد مهما كانت صفاته الإنسانية وقدراته الإبداعية أن يصل حتى ولو إلى مكانة قريبة من التي وصل إليها المبدع “محجوب شريف” الذي تدرج في علاقته وتواصله الوجداني الشفيف مع الشعب السوداني، ومن أول حروف شعرية نظمها وهو تلميذ في مدرسة الشعب فتح نفاج الوصال وتوالت الإبداعات الشعرية والأعمال الكبيرة بكل تصنيفاتها تتفجر من دواخله المسكونة بالإبداع والأوجاع التي جعلت منه شاعر الشعب الأول والأخير وأضحى مكانه صميم الفؤاد.
{ إلى شاعر الشعب في عليائه نقول: (من غيرك دنيا الإبداع قدامنا جزاير وهمية لا لون لا طعم ولا ريحة وأيام مطفية مصابيحها).
{ (صحي بتملأ عيني وتشرف تغناي) مين بعدك يا شاعر الشعب يملأ عين الشعب السوداني ومين بعدك يشرف الغناوي والأشعار والأفكار.
} وضوح جميل:
{ الشعب حبيبي وشرياني أداني بطاقة شخصية
من غيرو الدنيا وقباله قدامي جزاير وهمية
لا لون لا طعم ولا ريحة وأيام مطفية مصابيحها
زي نجمة بعيدة ومنسية
المهنة بناضل وبتعلم تلميذ في مدرسة الشعب
المدرسة فاتحة على الشارع
والشارع فاتح في القلب والقلب مساكن شعبية
} وضوح أخير
{ ما فكرت يوم أنساك
ولو فكرت.. كيف أنساك
وذكراك يا أعز حبيب
دوام رغم الزمن ذكراك
إنت الليلة جنبي قريب
بأي مشاعر أتلقاك
وين أعصاب بتتحمل
وين أحرف بقدر هواك
تعال يا ماضي من عمري
تعال أنا من جديد أحياك