أخبار

"يوسف" ترفق بالكلمة..

(الرزيقي الصحافي وعوض الله الصافي يتناولان طعام الإفطار بمطعم “حمرة”.. تشكي لهما أمر المحلية.. فيهرعان إلى سلطتها فتخبرهما أن التشدد من جهات أعلى منهما.. يواصلان المسير إلى معتمد الخرطوم اللواء “عمر نمر” للقائه.. فالأمر جد خطير وهما لم يهضما بعد ما تناولاه من عصيدة وكسرة.. المعتمد يخبرهما أن الأمر آت من وزير الصحة بالولاية “مأمون حميدة”، ولكن تقديراً لمجيئهما سيعالج الأمر، وأصدر توجيهاته بمزاولة مطعم حمرة لأعماله).. هذا موجز القصة الدرامتيكية التي سردها الأخ “يوسف عبد المنان” بعموده بالصفحة الأخيرة بصحيفة (المجهر) بتاريخ 2/10/2012م وجملها بسيناريو أبكى القارئ وألهب حماس المتفرجين.. هكذا الصحافة في خدمة الشعب في محنته وهكذا المسؤولون في إيجاد الحلول لأزماتهم.. وهكذا أصبحت “حمرة” أشهر من علم، على حساب عالم في علمه وخدمة وطنه، وهكذا انتصر الخير على قوى الشر والبغي.
عزيزي القارئ.. أليس هذا نصاً يصلح لمعالجة الدراما السودانية في فضاءاتنا المدهشة، وليتسلى المشاهدون ببقية الدراما والحلقات ولتمر الشروق من هنا.
الأخ “يوسف” و”الرزيقي” رفيقا درب ومهنة نلتقيهما كثيراً، ونفترق على أمل اللقاء مرة أخرى دون ضغينة أو سوء ظن بهما، فقد خالطناهما سنين ما تبدلنا، سوى أن اختط الزمان فينا جروحاً نكتمها، وما حملنا لهما سوى المودة وبذلنا أواصر القربى.
نكمل الرواية على طريقة الكاتب “إسحق أحمد فضل الله”.. وفي يوم آخر أخطرني الأخوان العزيزان “منان” و”الرزيقي” بهذه القصة وجهدهما المبذول، وأنا في ضيافتهما بمطعم “حمرة” الذي يؤمه كل العاملون بالجامعة، وما حرموا منه، وما هددهم رئيس الجامعة يوماً بعدم ارتياد ذاك المكان، ولم يضع العراقيل في سبيل الوصول إلى طعامها..!!
لاحظ عزيزي القارئ ديمومة العمل في “حمرة” والحديث جار بما حدث أثناء الإفطار.. كان ردي أن ما أورده لكم المعتمد أمانة تقتضي الحرص عليها، ولا سيما أنه يعمل في منظومة نحسب أنها متناغمة في الرؤية والتخطيط، وطالما الأمر قد تم تجاوزه، فلا أرى سبباً لترك كل عوارض سوداننا الحبيب وبذل الجهد في غير معترك.. وأومأ الحضور بالموافقة.. ومضينا كل في طريقه بالخوض في أمر يعلي شأننا وهمومنا.
ثم باغتنا الأخ “منان”، الذي وجد نفسه يفتح جرحاً كما ادعى، وكأن جراحات الوطن ودماءه رخصت أمام هذا الجرح الذي أبى إلا أن يتفتق ويخرج صديداً، ولم أجد في كل الفرضيات واحتمال سوء الظن بالآخر الربط بين مذكرة الاختصاصيين وحمرة.
يوسف أيها الصديق، أفتنا في ذلك الربط، عسى أن يقيض الله لنا عقلاً نسترشد به. إنهن ليس سبع بقرات عجاف، بل الأمر لا يحتاج سوى التمعن عزيزي القارئ في حقن ذاكرة حكومة ولاية الخرطوم بما استوزرته من وزير للصحة.. الذي وجد برهة من الوقت للتدبر والتفكر في أمر مطعم “حمرة” بعيداً عن هموم الصحة وأزماتها والتخطيط في إستراتيجية علاج المواطن وعافيته.
إنها محاولة لرسم شخصية في مخيلة القارئ بأن وزير الصحة بولاية الخرطوم هو “دراكولا” هذا الزمان.. ترك كل ما جناه وأصبح يزاحم تلك المرأة الفقيرة التي تأكل من عرق جبينها.. “يوسف” أجد الربط، فالحل سهل.. لا تخلط عملاً بآخر سيئ ولا تبيعنا بضاعة مزجاة وأوفِ الكيل ولا تكن من المبذرين في رؤيتك ورواياتك في صحوك ومنامك.
يوسف أيها الصَديق.. أين أمانة الكلمة التي حملها معتمد الخرطوم اللواء “عمر نمر” لزملائك ولم تكن شاهداً؟!، وأين العهد الذي ضاق به صدرك وكأنك تتصور أن ما تطرحه يتماشى واتفاقية أديس أبابا؟! ويجب أن يقف العالم لمعرفة خفايا ومضمون الربط.
لطيف سر الختم
جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية