قضية…. لماذا يحرق شبابنا نضارتهم سهراً وكحولاً وتمرداً؟؟
الخرطوم ــ المجهر
صادم ومقزز ما تتناقله صحف الخرطوم صبيحة كل يوم عن سلوكيات غريبة على المجتمع والتقاليد المعروفة عن شباب في سن الحلم والأمل والعمل..
*حوادث صادمة وغريبة آخرها قضية شباب (البيتش).. وقبلها العشرات خلال فترات متقاربة..
* نعم، تلك الحوادث صادمة، ويجب أن يلقى هؤلاء العقاب العادل الذي يردعهم بصرامة لانتهاكهم كثيراً من القيم والخطوط الحمراء، وتسللت كثير من أفعالهم المخجلة إلى عصب الحياة السودانية لتدق فيها إسفيناً جديداً.. لكن ما الذي سيحدث بعد أن يلتهب جسد هؤلاء الشباب من العقاب؟ أجزم أن هذا سيمر بسرعة الضوء الخاطف أمام كثير من الجهات التي عليها أن تمعن التحديق في سلوك أولئك الشباب.. أظن أن النظر إلى تلك الحوادث لن يتعدى إدانة هؤلاء دون الغوص في تفصيلات ما قادهم لارتكابها.. لن يتساءلوا عن طريقة تفكير هذا الجيل وجعلت كثيراً منه ينزع إلى التمرد وابتداع طرق غير معروفة ولا مطروقة.. لماذا يبحث كثير ممن هم في سن الحلم والعمل عن أهدار شبابهم سهراً في شوارع الخرطوم حتى فجر اليوم التالي بلا هدى أو هدف أو طموح؟؟ لماذا انطفأت داخلهم جذوة أن يكونوا مواطنين صالحين يفيدون الناس وقبل ذلك أنفسهم؟؟ والإجابة عن السؤال الحارق لماذا يمتهن شبابنا حرق نضارتهم وسنوات عمرهم الخضراء سهراً وكحولاً وتمرداً؟؟
لماذا يضيع المستقبل من أمام أعيننا ونحن لا نملك سوى أن ندين تصرفات الشباب دون أن نطيل التحديق فيما يمضون إليه من مستقبل مظلم ومخيف؟؟
تلك الحوادث رغم كثرتها وتعددها، إلا أنها لا تعدو سوى أن تكون فردية.. لكن تعددها سيؤشر بالقطع إلى أن ثمة خللاً ينتشر سمه ببطء قد يسحق من غير رأفة نصف الحاضر وكل المستقبل.. علينا أن نتساءل.. من الجناة؟ ومن الضحايا