ألمانيا تتدخل في عملية السلام …وعلي الحاج يلتقي رئيس الجمهورية لبحث تفاصيل التسوية السياسية القادمة
المجهر تنقل اجتماع الأمين العام للشعبي مع قيادات المعارضة وفيصل حسن إبراهيم مع السفير الألماني
الخرطوم – طلال إسماعيل
في بيت الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج بالجريف غرب مساء الإثنين توافدت قيادات 5 أحزاب سياسية معارضة للتشاور حول عملية السلام، في مسعى للخروج برؤية وطنية لإيقاف الحرب التي ألقت بظلالها السالبة على الوضع الاقتصادي بالبلاد، وأخرت من تنمية بعض الولايات.
وصباح يوم أمس الثلاثاء بحث نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية د. فيصل حسن إبراهيم مع السفير الألماني بالخرطوم أولريش كلوكنر، تطورات عملية السلام بالبلاد وجهود الاتحاد الإفريقي في هذا الصدد، كل الأطراف تتحرك ترقباً لجولة المفاوضات القادمة ولاجتماع المجلس الأعلى للسلام في أول لقاء له برئيس الجمهورية المشير عمر البشير، فهل يصل قطار السلام إلى محطته الأخيرة؟
أعلن الأمين العام للمؤتمر الشعبي “علي الحاج”، عقب اجتماع مع قيادات المعارضة استمر لأكثر من (3) ساعات عن تشاور سياسي واسع بخصوص تحقيق السلام في السودان ووقف الحرب.
واجتمع “علي الحاج” وبمعيته قيادات من الشعبي أبرزهم: “الأمين عبد الرازق وإبراهيم عبد الحفيظ ويوسف لبس ومحمد بدر الدين”. بقيادات من المعارضة أبرزهم نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء(م) “فضل الله برمة ناصر” و”د.إبراهيم الأمين” ومن حزب البعث السوداني
“يحيى حسين” و”عصام عبدالماجد أبوحسبو” من الحزب الوطني الموحد و”محمد حمد” الأمين العام للوطني الاتحادي و”التجاني مصطفى” من حزب البعث.
وقال “علي الحاج”: “أن الاجتماع تم بدعوة من المؤتمر الشعبي للقوى السياسية المعارضة لاطلاعهم بما تم حول عملية السلام وايقاف الحرب في اجتماع الجبهة الثورية بمدينة بون الألمانية، ومفاوضات الحكومة بأديس أبابا.
وأضاف “علي الحاج”: وهذا كان وعداً من المؤتمر الشعبي للأحزاب السياسية أن نحاول أول بأول أن نطلع الأحزاب على كل المستجدات في الساحة السياسية.. وتطورات عملية السلام ومايختص فيها، نطلعهم أول بأول، سنتواصل ممن اعتذر من قيادات الأحزاب للتشاور حول السلام.
وكشف ” علي الحاج” عن ما دار في الاجتماع بتنوير الحضور حول لقاء قيادات المؤتمر الشعبي مع الجبهة الثورية بمدينة بون الألمانية، وزاد قائلاً:” تناولنا المآلات وتحدثنا حول ماجرى بأديس أبابا – ممثل الشعبي في المفاوضات كان إبراهيم عبد الحفيظ – واستمعنا حول ماجرى في اجتماع قوى نداء باريس بفرنسا من أحد الحاضرين للاجتماع في العاصمة الفرنسية، نريد أن نتشاور في اجتماعنا حول موضوع السلام.
وأضاف “علي الحاج” أن الشيء الإيجابي تكوين المجلس الأعلى للسلام برئاسة “عمر البشير”، هذه واحدة من مخرجات الحوار الوطني ووصفها بأنها خطوة إيجابية نحو السلام مادام أنه برئاسة “البشير”.
وتطرق اجتماع “علي الحاج” مع قادة المعارضة للقضايا الأخرى المعيشية والوضع الاقتصادي وآثار الميزانية.
وزاد: “تطرقنا للاحتجاجات في الساحة السياسية أي تعبير سياسي سلمي في أي شكل من أشكاله، نحن نؤيد التعبير السياسي والسلمي
كمشاركين في الحكومة لابد كنوع من التنسيق كيفية التعامل مع المعارضين سواء الحاملين للسلاح أو عدمه.
اجتماع بين “علي الحاج” وقيادات المعارضة حول التشاور الواسع لتحقيق السلام.
علي الحاج يلتقي بالرئيس في الأيام القادمة
وأشار علي الحاج عقب نهاية الاجتماع إلى أنهم تداولوا حول عملية السلام، وقال :” هنالك بعض الملاحظات التي تطرق إليها الأخوة في قيادات القوى السياسية، وهي كلها ملاحظات إيجابية ونحن نحاول بقدر الإمكان أن عملية السلام و خاصة بعد تشكيل المجلس الأعلى للسلام أن تسير هذه العملية وفق خطة مدروسة ومواقيت إن شاء الله، ونفتكر أن هذه من المفترض أن تتم في أقرب فرصة ممكنة، وبدون شك هنالك قضايا أخرى، ولكن هذه القضية يمكن أن تستمر إلى الأمام.”
وزاد :” تواعدنا كلنا مستقبلاً مع القوى السياسية المعارضة الموجودة في الداخل، أن نكون على صلة واتصال وتبادل المعلومات وتبادل الخبرات و الاتصالات، خاصة فيما يتعلق بقضية إيقاف الحرب وإحلال السلام.”
وسألت المجهر الأمين العام للمؤتمر الشعبي : قبل أيام التقيت برئيس الجمهورية عمر البشير بمنزلك، ماذا بخصوص هذه الزيارة؟ فرد علي الحاج :” كانت زيارة اجتماعية بحتة ونحن على صلة واتصال برئيس الجمهورية عندما كنت خارج السودان، وإن شاء الله نلتقي بالرئيس عشان نقدم له شيئاً تفصيلياً.”
فضل الله برمة ناصر: الشعبي قام بمجهودات مقدرة
من جابنه قال نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر :” هذا لقاء تنويري تفاكري أجراه الأخ علي الحاج نتيجة لزياراته الأخيرة وأطلعنا على الموقف، والحقيقة مشكورين قاموا بمجهودات مقدرة، وناقشنا القضية الوطنية بكل أبعادها ونسأل الله أن يجمع كلمتهم ويوحد صفهم من أجل مصلحة الوطن.”
وسألته (المجهر) هل ستخرج أحزاب المعارضة بمبادرة للسلام، فأضاف برمة بالقول :” لسع موضوع المبادرة، فقط جئنا للتنوير.”
ودعا نائب رئيس حزب الأمة القومي الحكومة إلى أن تتبع القانون والدستور في التعامل مع قيادات المعارضة، خصوصاً بعد تهديد ممثلي قوى نداء السودان بمحاسبتهم بالقانون، وأضاف برمة:” كل ما نطلبه أن تتبع هي القانون وتطبق الدستور وتلتزم به، كلهم طلعوا بطريقة دستورية.”
وحول مشاركة حزب الأمة القومي في جولة المفاوضات القادمة بأديس أبابا قال برمة: “متوقع أن تصلنا دعوات من الاتحاد الأفريقي، ولكن من المهم أن نؤكد أي حلول ثنائية مابتودينا لقدام، وكفانا درساً من اتفاقية نيفاشا، كل الاتفاقيات الثنائية لم تحل الأزمة، لابد أن تكون اتفاقيات شاملة، أي حوار وطني شامل لكل الأطراف.”
الوطني يبحث مع السفير الألماني تطورات عملية السلام بالبلاد
وأكد السفير الألماني في تصريحات عقب لقائه مساعد رئيس الجمهورية فيصل حسن إبراهيم بالقصر الجمهوري دعم ألمانيا للوساطة الإفريقية بين الحكومة وما تبقى من المجموعات المتمردة، ومجموعة نداء السودان لإحلال السلام بالبلاد.
وأوضح السفير أنه تم الاتفاق على أن تكون الخطوة القادمة النقاش مع الحركات الدارفورية وتهيئة المناخ لإلحاق المعارضة بالحوار الوطني والمشاركة في وضع الدستور للتحضير للانتخابات القادمة.
وأشار إلى ترحيب ألمانيا برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وقال: “سنبحث مع نظرائنا في الولايات المتحدة سبل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بأسرع ما يمكن”.
وأضاف أن اللقاء تناول المساعدات الألمانية للسودان في مجال التنمية، لافتاً إلى أنه أطلع مساعد رئيس الجمهورية على فتح المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) مكاتب جديدة لها بكل من القضارف ونيالا ودارفور لتقديم المساعدات التنموية للمواطنين في تلك المناطق.