أخبار

قناة الهلال

محمد إبراهيم

{ لا أعتقد أن خبر انضمام الجيش (الجرار) من المذيعين والمذيعات لفضائية (الهلال) يمكن أن يقيلها من عثرتها التي بدأت بها، ولكن يمكن قراءته بأنه استمرار لنهج القناة التي تعدت وأكملت فترة بثها شهوراً عدة في التخبط والعشوائية وسوء الإدارة.
{ تسعى (الهلال) إلى حشد الوجوه التي ليس لديها القدرة على التأثير في نوعية ما يقدم في البرامج.. وجوه تمتلئ بمساحيق التجميل، لكنها لا تملك غير ذلك لأن القناة التي تخلت عن أميز المنتجين مثل “الشفيع” و”أمير” و”عركي” لا ننتظر منها أن تقدم ما يشفع لها رغم ما نراه من (صرف بذخي) على برامجها.. والمحصلة (لا شيء).
{ في ظن إدارة قناة (الهلال) أن حشد نجوم التقديم والأموال يمكن أن يضخ الدم في شرايينها المتصلبة.. تعتقد أن ضم الأحجار الكريمة “الجلاكتيكوس” إلى طاقمها من شأنه أن يحوَّل أنظار الناس لها، وغفلت عن أن النجاح تصنعه إدارة قوية وطاقم من المعدين والمنتجين والفنيين وغيرهم من الكوادر التي تقف خلف إنتاج المادة التلفزيونية، وأن للمذيع فقط أجر مناولة تلك الجهود للمشاهد.. قناة (الهلال) الآن تمثل اسوأ نموذج لفضائية تحمل اسم الكيان العظيم.
} جمهور الحوت
{ جمهور “محمود عبد العزيز” يعدّ حالة غريبة جديرة بأن يشرع الباحثون النفسيون في البحث فيها والدراسة والتقييم، والدفع بكل ما من شأنه أن يزيل الاستفهام الذي يطفر في رأس الكثيرين المتابعين لهم، خاصة وأن كل تلك الجماهير لم تنفض عن مطربها المحبوب حتى بعد رحيله، ولعل حفل تأبينه الأخير في (الاستاد) قد كشف إلى أي مدى لا يزال (الحوت) يمثل لهم ملهماً.
{ الاختلاف والتنوع و(تعدد الاهتمامات) ميزة مبهرة للجمهور.. لكل (مزاياه) و(أحلامه المشروعة) ومواجده التي ينطق بها مطربهم المحبوب.. ولهذا فإن تلك الجماهير كانت بمثابة (ملح) حفلاته الجماهيرية ومضت على دربه تقتفي خطاه في الانحياز للبسطاء وأطفال الشوارع ومساندة المحتاجين وأصحاب الحاجات الخاصة.
{ جمهور بهذه الصفات ينبغي توجيه طاقاته فيما يفيد الناس وينفعهم.. لا أن يتم تدجينه سياسياً.. وزرع الشتات بين أفراده.. ومحاولات والدة الراحل تجد رفضاً واسعاً من أغلب (الحواتة).. فهلا رفعت الحاجة “فائزة” يدها عن أبناء (الحوت) كما كان يحب أن يطلق عليهم..؟
} مسامرة أخيرة
{ أتوقع أن تعيد القنوات الفضائية خلال شهر رمضان ذات الأفكار التي لا تمل من استنساخها، وتدويرها فيما بينها.. برامج غنائية ترفيهية راتبة مملة يتنقل الضيوف بينها.. بذات الأغاني والإطلالة.. ولا تختلف فضائية عن أخرى سوى بالشعار المنصوب في أعلى الشاشة.
{ ترى أيٌّ منها ستجرؤ على اقتحام أراضٍ لم تصلها غيرها؟ أتمنى أن يحدث عكس ما توقعت.. فلننتظر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية