مسألة مستعجلة

إجازة بلا غرق!!

نجل الدين ادم

مع انتهاء أي عام دراسي تزداد الأسر حيرة في أمر توظيف طاقات أبنائها من الطلاب والتلاميذ بالصورة المثلى، فالبعض من الأسر تعتبر المدرسة هي حائط صد يمنع أي طاقات سالبة يمكن أن تصدر من هؤلاء الأبناء، وتجد بعض الأسر تقول “المدارس ماسكة بلاوي”، في إشارة إلى السلوك غير الرشيد ولا نقول السلوك السالب، لأن هذه مرحلة متأخرة لا يصل إليها أغلب هؤلاء الأجيال الذين علمتهم المدارس، لذلك كانت فكرة برنامج العمل الصيفي ابتكاراً جيداً للاستفادة من طاقات الطلاب لصالحهم ولصالح الأسر والبلد، فتبنت الدولة على أعلى مستوياتها هذا الأمر، لذلك يجيء مع انتهاء أي عام دراسي قرار جمهوري بتشكيل لجنة لبرامج العمل الصيفي، وتتولى شخصية رفيعة من رئاسة الجمهورية، رئاسة اللجنة وعضوية عدد من الوزراء والمسؤولين والاتحاد العام للطلاب السودانيين وبعض التربويين.
طالعت قبل يومين قراراً من النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء القومي لأول مرة بعد أن آلت له مسؤولية الجهاز التنفيذي، قراراً بتشكيل لجنة لبرنامج العمل الصيفي أوكلت مهمتها لمساعد رئيس الجمهورية “موسى محمد أحمد”.
الفكرة الأساسية هي استفادة الدولة من طاقات الشباب في الإجازات المدرسية وتوظيفها لبرامج حية وذات قيمة، بدلاً من ترك الطاقات مهدرة، يضيع فيها الطلاب في برامج تؤخر أكثر مما تقدم، وفي ذلك توفر الحكومة الإمكانات المادية اللازمة لتنفيذ البرنامج الذي يجوب ولايات البلاد المختلفة، يركز فيها الطلاب على البرامج الخدمية.
لفت نظري في خضم قرار رئيس الوزراء، أن البعض من الأسر تترك الحبل على القارب لأبنائها فيضيعوا في زخم المسؤوليات الأسرية، فيخرج هؤلاء الطلاب من منازلهم بقصد اللعب أو غيره من البرامج، ولكن البعض منهم تكون وجهتهم على سبيل المثال شاطئ النيل، ولسوء الأسف استقبلتنا هذه الإجازة بغرق طالبين في النيل حسبما أوردت صحيفة الأخبار يوم أمس.
برامج العمل الصيفي لا يشارك فيها كل الطلاب ولكن المطلوب أن تعم فائدة برنامج العمل الصيفي كل الطلاب. استوقفني أن برامج العمل الصيفي نفسها لو كانت جامدة ورسمية سينفض عنها الطلاب ويذهبون إلى برامج التسلية والمرح، ولكننا لا نريد للطلاب أن تكون إجازاتهم مرحاً، نريد أن يتدربوا ويعتركوا في الحياة، ذهاب بعض الطلاب إلى النيل هي واحدة من الظواهر التي لم تتوقف ولا أظن أنها ستتوقف إن مضينا على هذه الوتيرة.
برنامج العمل الصيفي يحتاج لمزيج من العمل والترفيه، لذلك ينبغي أن يكون برنامج السباحة في النيل هو واحد من البرامج لكسر الهاجس وتحقيق رغبات البعض من الطلاب، وتكون عبر رقابة ومتابعة من الجهات المسؤولة، لتجنب حالات الغرق التي تزداد عند دخول فترة الصيف.
الجهات المسؤولة تحتاج أن تقنن هذا الأمر والاستفادة منه حتى لا ينفض موسم العمل الصيفي ولم نحقق ما يرضي الطموحات.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية