أخبار

تفاصيل رحلة الرئيس إلى “القاهرة”.. احتفالات من الأجواء المصرية إلى إستاد القاهرة!

ماذا يخفي الرئيسان وعلى ماذا اتفق مديرا المخابرات؟!

الرئيس مرتاح البال.. و”غندور” يلعب دون توتر بعد دخول “قوش” في المباراة!!
القاهرة – الهندى عز الدين
1
{ في طائرة الرئيس “البشير” إلى القاهرة أمس الأول، قلت لمحدثي: هذه الزيارة من شكل برنامجها وقِصر مدتها، ليست للنقاش والتفاوض في قضايا خلافية كبيرة، في الغالب هي رحلة احتفالية لتعزيز و(مباركة) ما تم من اتفاق وراء الكواليس بين مديري جهازي المخابرات في البلدين في اجتماعات جرت بالخرطوم قبل أسبوع.
{ وبالفعل.. كانت الزيارة احتفالية.. وفرايحية.. وفوق العادة، وكان الرئيس مرتاح البال.. في قمة معنوياته خلال الرحلة.. وبعدها.. في طريق العودة إلى مطار الخرطوم.
{ أقلعت الطائرة عند العاشرة والنصف صباحاً وعادت لمطار الخرطوم – المدرج الرئاسي حوالي التاسعة والنصف ليلاً.
2
{ بدأ الاحتفال بالرئيس “البشير” وإحسان الترحيب به، فور دخول طائرته الأجواء المصرية، فقد ظهرت (6) طائرات حربية من سلاح الجو المصري ترافق طائرة “البشير”، لأول مرة وفي سابقة غير معهودة طوال رحلات الرئيس إلى “مصر”، حسبما أكد لي مدير مراسم الدولة السيد “عاطف محمد عبد الرحمن”، الطائرات الحربية المرافقة هي من طراز (فانتوم – أف 4) أمريكية الصنع، وقد كانت أساس قوة سلاح الطيران الأمريكي منذ ستينيات وإلى ثمانينيات القرن الماضي قبل صناعة الـ(أف 15 وأف 16)، وكانت (الفانتوم) تُرجّح قوة الطيران الحربي الإسرائيلي على أسلحة الجو العربية طيلة سنوات الحروب العربية الإسرائيلية.
3
{ في مطار القاهرة، وعند سلم الطائرة، كان الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” في مقدمة مستقبلي الرئيس “البشير”، بالإضافة إلى قيادات الدولة وعدد من الوزراء، بجانب السفير “عبد المحمود عبد الحليم” وعدد من طاقم السفارة السودانية بالقاهرة.
{ والحقيقة أن الرئيس “السيسي” ظل هو شخصياً الذي يستقبل الرئيس “البشير” في كل زياراته إلى مصر، وليس مسؤولاً آخر أدنى من الرئيس، كما يحدث في بعض الدول العربية التي لا تحسن تطبيق قواعد البروتوكول كما ينبغي، وتترك الأمر لمزاج الرئيس أو الملك أو الأمير، فيذهب لاستقبال رئيس أوروبي أو أمريكي، ويرسل من ينوب عنه إذا كان الزائر رئيساً عربياً أو أفريقياً!!
{ وهذا يبيّن الفرق ويعكس رسوخ الدولة المصرية في الالتزام بقواعد العلاقات الدولية والبروتوكولات.
{ مكث الرئيسان عدة دقائق بالصالة الرئاسية بمطار القاهرة الدولي، ثم تحرك (الكونفوي) باتجاه قصر الاتحادية في منطقة “مصر الجديدة” بالقاهرة، غير بعيد عن المطار.
{ عقد الرئيسان اجتماعاً مغلقاً لأقل من ساعة، ثم انضم الوفدان الوزاريان للرئيسين “البشير” و”السيسي” في قاعة بالطابق الأرضي تطلّ على بهو كبير، نُصبت عليه منصّتان تحدث عليهما الرئيسان للإعلام بعد نهاية المباحثات المشتركة.
{ حديث “البشير” و”السيسي” كان حميمياً وقد تبادلا الثناء والإشادة بمواقف كل طرف والتذكير بعمق العلاقات ورسوخها، وأكدا على قيام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في الخرطوم خلال العام الجاري (2018).
{ “البشير” قال: (نحن جئنا في موسم الانتخابات ونعرف ما يحدث خلالها عادة من توترات، ولذلك حرصنا على أن نؤكد دعمنا على استقرار أمن مصر ودعمنا للرئيس “السيسي”). وأشار إلى أن أول زيارة للرئيس المصري للخرطوم كانت دون ترتيبات وبرنامج ودون إجراءات تأمين، وهذا يوضح أن “السيسي” كان يزور بلده.
{ لم يُصرّح الرئيسان بأيّ تفاصيل عمّا تمخّضت عنه الاجتماعات المغلقة، حتى في رحلة العودة لم يُفصح لنا الرئيس “البشير” عن ما جرى وراء الأبواب الموصدة، لكنه بدا في غاية الارتياح والسعادة بالزيارة، وكانت ملامحه تكشف عن (همّ) ظل يؤرقه لسنوات، أُزيح عن كاهله في (يوم الزيارة).
4
{ عقب تصريحات الرئيسين، انتقل الوفدان إلى قاعة طعام ضخمة ملحقة بالقصر، وهناك وجدنا عدداً كبيراً من رموز المجتمع المصري، من سياسيين وصحافيين ومقدمي برامج تلفزيونية ومديري جامعات (مائدتنا جمعتنا بأربعة مديري جامعات وثلاثة رؤساء تحرير مصريين). في المائدة القريبة منا لمحت “مجدي الجلاد” رئيس التحرير المؤسس لصحيفة (المصري اليوم)، أظنه رئيس تحرير (الشروق) حالياً، والإعلامي “خيري رمضان” مقدم البرامج التلفزيونية الشهير، والمعلق الرياضي مقدم البرامج وحارس المرمى الأشهر “أحمد شوبير”، بينما جلس إلينا- شخصي والزملاء الأساتذة “إبراهيم الصديق”، “محمد الفاتح أحمد” و”الطاهر ساتي”- رئيس تحرير (المصور) ورئيس تحرير (الأخبار المسائي) ورئيس تحرير مجلة (حريتي). غير أنني لاحظت أن الإعلاميين المشتغلين بالشأن السوداني أو بالأحرى.. الخبراء المتخصصين في (عكننة) العلاقات، لم يكونوا ضمن المدعوّين بقصر الاتحادية، مثل الأستاذ “هاني رسلان” و”أحمد موسى” و”أماني الطويل”!!
5
{ الجزء الثالث من البرنامج كان الاحتفال بعيد الأسرة المصرية، الذي كان ضيف شرفه هذا العام الرئيس “عمر البشير”.
{ الاحتفال الذي نقلته معظم الفضائيات المصرية (المصرية، مجموعة النيل، سي بي سي، قنوات الحياة، النهار .. وأخرى) لم تنقله فضائية سودانية واحدة، ولو بالنقل عن القنوات المصرية، وهو أمر كان في غاية السهولة واليُسر، ويوفر لقنواتنا زمن بث دون تكلفة إنتاج، وحوى برنامج عيد الأسرة مادة سياسية وفنية ثرة تضمّنت أوبريت وأغاني عن العلاقات السودانية المصرية، علماً بأن الرئيس “البشير” خاطب الاحتفال وكان ضيف شرفه، وبالتالي كان يتوجّب الانتقال مباشرة لبث مشترك مع القنوات المصرية.
{ متى إذن ننطلق ونتجاوز المحلية إن لم نستغل مثل هذه الفرص السانحة؟!!
{ احتشد الآلاف في صالة ضخمة مغطاة بإستاد القاهرة، وهم يحملون الأعلام المصرية والسودانية، يهتفون لـ”السيسي” ويحيّون “البشير” بالتصفيق الحار خلال كلمته وعند ذكر اسمه، فبادلهم الرئيس التحية بأحسن منها رافعاً عصاه للجماهير المصرية التي ملأت الصالة وشكّلت لوحة جميلة تُضاف إلى لوحات البرنامج رفيع التنظيم.. رائع الإخراج.. عالي الإبهار.
6
{ وفد الرئيس ضمّ وزير رئاسة الجمهورية الرجل الراقي فائق الأدب والتهذيب الدكتور “فضل عبد الله”، وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” الذي مثّلت الزيارة رصيداً إضافياً لجهده السابق، فتفاهمه مع الوزير المصري “سامح شكري” كان يشكّل الترياق لكل عمل مضاد لضرب هذه العلاقات. مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح عبد الله – قوش” كان عضواً بارزاً بالوفد، وهي أول رحلة خارجية يرافق فيها الرئيس بعد عودته مديراً للجهاز، وفي رأيي أن وزير الخارجية كان مرتاحاً في زيارة أمس الأول، خلافاً لرحلات سابقة، بسبب تولي الفريق “قوش” عبء التسوية ومترتباتها مع نظيره المصري، وظهر “قوش” متحركاً ومندمجاً مع مدير المخابرات المصرية اللواء “عباس كامل”، وهذا سهّل مهمة وزير الخارجية، فكان “غندور” كمن يلعب بهدوء ودون توتر في هذه (المباراة)!!
{ ضمّ الوفد بالضرورة وزير الدولة بالرئاسة مدير مكاتب الرئيس الأستاذ “حاتم حسن بخيت”، وقد شهد عهد “حاتم” رصانة.. وانفتاحاً أكثر على الإعلام بمساندة مدير الإعلام المهني الخلوق الأستاذ “عبد الله جاد الله”، حيث كان الوفد الإعلامي المرافق للرئيس في هذه الرحلة أكبر من الوفد الرسمي وضمّ (12) فرداً من مصورين ومحررين من (سونا) وتلفزيون السودان والإذاعة القومية، فضلاً عن (4) من رؤساء التحرير والكُتّاب.
7
{ في طريق العودة للخرطوم، بدا الرئيس “البشير” سعيداً بالزيارة وتحدث عنها بإيجابية (خارج التسجيل)، وحدد مشكلاتها سابقاً وأسباب معالجتها مؤخراً، مؤكداً أن عمق مصر الأمني في السودان، لذا لابد من التعاون لصالح الشعبين الشقيقين.
{ في مطار الخرطوم.. حوالي التاسعة والنصف مساءً.. كان النائب الأول رئيس الوزراء الفريق أول “بكري حسن صالح” بقامته المديدة وجلبابه الأبيض الناصع في استقبال الرئيس عند سلم الطائرة، استقبله كما ودعه صباحاً، وإلى جواره صف من الوزراء أبرزهم “أحمد سعد عمر”، “أحمد بلال”، “عبد اللطيف العجيمي”، “عبد الكريم موسى” وآخرون.
{ انتهت الرحلة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية