رسالة واضحة وصريحة أرسلتها إشرافية أبيي من جانب السودان للبعثة الأفريقية لحفظ السلام في أبيي والمعروفة اختصاراً بـ(يونيسفا)، وهي تنبه لانتهاكات صريحة يقوم بها الطرف الآخر وهو حكومة جنوب السودان ممثلة في جيشها الشعبي وهو يتمدد في اتجاه الشمال في مخالفة صريحة للاتفاق الذي تم بالخصوص.
كثيرون منا يتابعون حجم الهدوء الذي تحقق في أبيي لدرجة أن البعض قد نسي أن هناك منطقة متنازع عليها تسمى أبيي، وهذا بفضل جهود قوات (يونيسفا) والتنسيق المحكم في حسم أي تجاوزات، ولكن يبدو أن هناك حالة من السكون اعترت القائمين على أمر حفظ السلام، ما أدى إلى تمدد الطرف الآخر والزحف نحو حقوق الآخرين.
(يونيسفا) استطاعت أن تحقق نسبة كبيرة من الاستقرار في منطقة أبيي المتنازع عليها، ولكن يبدو أن أعاصير عاتية بدأت تضرب هذا الهدوء.
تنبيهات الإشرافية التي يرأسها “حسن علي نمر” لـ(يونيسفا) مهمة للغاية وينبغي أن تتعامل معها البعثة بحقها ومستحقها، لأن النتيجة الأخرى يمكن أن تكون اضطراب الأوضاع في المنطقة، وانعدام الانسجام فيما بين مكوناتها.
حسناً فعلت الإشرافية وهي تقصد البعثة الأفريقية لتطرح لها حجم المشكلة.. الأمر يتطلب أن لا تتساهل البعثة مع المتفلتين مهما زادت قوتهم.
على البعثة الأفريقية أن تتعامل مع هذه الملاحظات بحسم، وأن تضع الأمور في نصابها.
هذه القوات مهمتها أن تعمل على حفظ السلام الذي تم لا أن تسكت على التجاوزات والانتهاكات من أي طرف من الأطراف، ومهمة القوات هي التقريب بين الأطراف المتنازعة لقبول أية تسوية مستقبلاً.
أبيي أرادها الغرب أن تكون قنبلة موقوتة، من خلال اتفاقية السلام الشامل التي رحّلت المشكلة وما زالت قائمة، لكن هل ستسمح الأطراف بذلك؟ وحتى ذلك الموعد، فإن الجميع في انتظار حسم تجاوزات قوات الجيش الشعبي.. والله المستعان.