شاعر أيقونة (الأغنيات السودانية عن الأم) التيجاني حاج موسى يحكي:
أمي دار السلام رمتني في السجن عشان (جنيه واحد لقيتو واقع في الشارع)
الخرطوم – المجهر
التيجاني حاج موسى” اسم عريض لا يحتاج إلى تعريف.. لو لم يكتب في سفر الغناء السوداني سوى أغنية (أمي الله يسلمك) لكفاه ذلك.. ورغم أن أغانيه العاطفية حققت نجاحات لافتة، لكن تظل (أمي الله يسلمك) بمثابة العنوان الذي يتقدم به “التيجاني” الصفوف في الكتابة عن الأم.
من منا لم يردد (أمي يا دار السلام الله يسلمك)؟ كلمات ممعنة في البساطة و(الحنية) تناقلها السودانيون الذين يرتبطون بقدسية العلاقة مع الوالدة.. (دار السلام) والدة “التيجاني” وكل السودانيين رحلت عن دنيانا قبل أعوام قليلة، ولم يبكها “التيجاني” فحسب، فكل السودانيين ذرفوا عليها دموع الحزن..
التيجاني يقول عن والدته دار السلام (أمي لم تنجب بنات أو أشقاء لي، وقد أعطاني هذا الوضع خصوصية في علاقتي بها، فأحياناً أجد فيها الأخت الكبرى التي تقدم لي النصح دائماً، وأحياناً أجد فيها الوالد الذي يقدم النصح لابنه، وأحياناً الحبيبة التي تجعل لليالي الشتاء طعماً وهي تسامرنا، وعن أغرب القصص التي يذكرها عن والدته يحكي:( عندما كنت يافعاً في مدرسة بخت الرضا، أودعتني الحراسة، لأنني جئت أحمل مبلغ واحد جنيه وجدته وأنا عائد من المدرسة، فأخذتني ومبلغ الجنيه لتفتح بلاغاً جنائياً ضدي وظللت رهن الاعتقال حتى اطمأنت أنني لم أسرقه، وحينها سألتها.. كيف لأم أن تقدم على مثل هذا التصرف؟ قالت لي: أنت أصبحت صبياً ووالدك توفاه الله.. والحكومة هي التي تقوّم المجرمين، فإن كنت بريئاً فالحمد لله سأطمئن أن وحيدي لن يكون لصاً، وإن كنت مجرماً سارقاً فأولى بك السجن.