أخبار

أحداث الدبب

مرة أخرى تقتل قوات دولة جنوب السودان (6) من الرعاة المسيرية بعد هجوم نفذته داخل الأراضي الشمالية، وهي تتعقب أهدافاً لها.. وحصدت أسلحة قوات الجنوب أرواح الشماليين المسيرية يوم (السبت) الماضي، وتجاهلت حتى وسائل الإعلام تصريحات الأمير “إسماعيل حامدين” القابض على جمر مأساة أهله من عشيرة أولاد عمران ،الذين يتعرضون لاستهداف منظم لإرغامهم على الخروج من أوطانهم وإفقارهم، ولم تهتم وسائل الإعلام الرسمية بتصريحات الأمير “إسماعيل حامدين” وشغلت وزارة الخارجية نفسها بما هو أهم في نظرها من اعتداء دولة على مواطنين سودانيين وقتل ستة منهم ونهب أكثر من ألف رأس من الماشية.
وقبل مدة قصيرة تواترت أخبار ومعلومات استخبارية عن نشاط مشبوه لقوات من المعارضة يجري تدريبها داخل الأراضي الإريترية ، على تخوم ولاية كسلا الحدودية.. وفي ساعات أصدرت الخارجية توجيهاتها، واستشعرت الحكومة الخطر وتم إغلاق الحدود والدفع بقوات كبيرة من الاحتياطي والدعم السريع لتعزيز الأمن على الحدود مع إريتريا ،التي لم تطلق رصاصة واحدة على الرعاة السودانيين من البني عامر أو الشكرية، ولم تتوغل القوات الإريترية داخل الأراضي السودانية ، مثلما تفعل قوات “سلفاكير” التي تعيث فساداً في غرب كردفان وتنتهك الشرف.. وتنهب وتقتل ولا يردها بيان معنوي من الخارجية ولا رد للعدوان على الأرض.. بل ثمة بعض من المسؤولين رسميون بمن فيهم بعض المحسوبين على المنطقة، وكأنهم يتعمدون إشاعة الفاحشة السياسية ، عندما يزعمون إن المسيرية معتدون وأنهم هم من توغلوا داخل الأراضي الجنوبية.. وكل ذلك حديث عارٍ من الصحة.
جاء في مرويات التاريخ أن حاكماً ظالماً باطشاً مر على قرية فنهض الناس جميعاً إلا رجل واحد ظل جالساً على الأرض.. والحاكم الظالم، الذي ساءته رؤية ذلك الشخص الجالس وظنه معارضاً له، أمر الجلادين بقتله فوراً، ولما لفظ أنفاسه جاء رجل آخر للحاكم الظالم ،وقال له إن الرجل المقتول هو ابني ولم ينهض لاستقبالك لأنه (قعيد) ومصاب بالكساح.. ولا يقوى على المشي.. الحاكم الظالم أمر بمكافأة الجند الذين قتلوا القعيد ضرباً بالعصي، وأضاف عقوبة جديدة على جثة القتيل أن أمر بشنقها أمام الناس، وشنق والده الذي كان بمقدوره حمل (القعيد) على كتفيه ليستقبل الحاكم، ومنذ تلك الواقعة جرى المثل الذي يقول (شنق جثة المقتول، وتبرئة خنجر القاتل)..!! والسودانيون في الحدود، حالهم كحال هذا الرجل.. يقتلون برصاص قوات دولة الجنوب، ويقتلون برصاص الحركات المسلحة ، التي تقاتل بجانب حكومة “سلفاكير” مقابل المال، وتتم إدانتهم من قبل حكومتهم بتجاهلهم عمداً.. لكن بعد غدٍ (الجمعة) تقيم الروابط الاجتماعية والاتحادات المناطقية مأتماً في قلب الخرطوم ترحماً على أرواح شهداء منطقة الدبب، التي ظلت تنزف دماً منذ انفصال الجنوب وحتى الآن.
حينما قررت الحكومة نزع سلاح المواطنين ،وأقبل الناس على تسليم أسلحتهم طوعاً، كان قرار الحكومة وتعهدها للمواطنين بأنها مسؤولة عن أمنهم والذود عنهم.. بل أمرت الحكومة المواطنين، بإيقاف (الفزع) حينما تنهب الأموال، وألزمت نفسها بـ(الفزع) نيابة عن المواطنين، درءاً للفتنة والصراع القبلي.. واليوم يُقتل المواطنون في الدبب وتُنهب أبقار المسيرية في رابعة النهار ،وتعيث قوات دولة الجنوب الفساد في أرضنا.. فمتى (تفزع) الحكومة لإعادة الأموال المنهوبة بواسطة لصوص دولة الجنوب؟ وهل تشنق جثث القتلى، وفق الاسطورة ، بعد أن صدرت براءة بنادق القتلة من قوات “سلفاكير”؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية