أستقبال حار لـ(البشير) بالقاهرة و(6) طائرات حربية رافقته في الأجواء المصرية
البشير : قوة مصر هي قوة للسودان .. وقوة الخرطوم قوة للقاهرة
(7) الاف يلوحون بالاعلام السودانية والمصرية فى عيد الأسرة بحضور الرئيسين
القاهرة – الهندي عز الدين
أنهى رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” زيارة ناجحة للقاهرة استغرقت (6) ساعات، أجرى خلالها مباحثات مغلقة مع الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، تلتها مباحثات مشتركة شارك فيها وزير رئاسة الجمهورية الدكتور “فضل عبد الله”، وزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور”، مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح قوش” ووزير الدولة برئاسة الجمهورية مدير مكاتب الرئيس “حاتم حسن بخيت”.
وأثنى “البشير” على “السيسي” ممتدحاً مواقفه مع السودان، وقال إنه زار الخرطوم لأول مرة دون ترتيبات وبرنامج وتأمين، وأضاف: (أتينا في موسم الانتخابات لنؤكد دعمنا للرئيس السيسي ودعمنا لاستقرار مصر، فاستقرارها يعني استقرار السودان). وقال “البشير”: (ليس أمامنا خيار غير أن نتعاون مع بعضنا البعض ونحن نعرف تطلعات الرئيس السيسي لما فيه خير البلدين).
واحتفى الرئيس المصري بضيفه احتفاء فوق العادة، حيث رافقت طائرة “البشير” ست طائرات حربية من طراز (فانتوم) الأمريكية عند دخول طائرة الرئيس الأجواء المصرية وحتى بلوغها مشارف مطار القاهرة.
وأكد الرئيس “السيسي” في كلمته في ختام المحادثات المغلقة على عمق العلاقات بين البلدين، وقال: (اتفقنا على عقد اللجنة العليا في دورتها المقبلة في الخرطوم، وناقشنا كل مشاغل الطرفين). وأقامت رئاسة الجمهورية المصرية حفل عيد الأسرة عصر أمس على شرف الرئيس “البشير”، وخاطب الرئيسان الحفل بصالة مغلقة باستاد القاهرة وشهدا برنامجاً فنياً اشتمل على أغانٍ تمجد تاريخ العلاقات بين السودان ومصر. ونادى “البشير” في كلمته “السيسي” بـ(الأخ الشقيق) فيما وصفه “السيسي” بـ(أخ عزيز وصديق مقرب). ورغم عدم إعلان الطرفين لتفاصيل الاتفاق على تسوية الخلافات بين البلدين، إلا أن أجواء الزيارة كانت حميمة بصورة استثنائية.
وقال رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بقصر الاتحادية، أمس (الاثنين)، إن السودان لديه إرادة سياسية قوية لحل أية إشكالية مع مصر من أجل تحقيق مصلحة الشعبين والبلدين. وأكد أن العلاقات أمانة لدى قيادة البلدين.
وأضاف “البشير”: (ليس لدينا أي خيار سوى التعاون والعمل معاً لتحقيق مصلحة الشعبيين لأنها رغبتهما)، لافتاً إلى أزلية العلاقات التاريخية والمصير المشترك، مشيراً إلى أن اللقاءات الثنائية والمباشرة التي تعقد بين القيادة في البلدين كانت إيجابية ما كان له الأثر الكبير في زيادة التفاهم الذي يؤدي لمزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وقال “البشير”: (نحن أمام مرحلة تاريخية ومفصلية ونشاهد ما تعانيه المنطقة من مشاكل نتأثر بها جميعاً ونحن بحمد الله في منأى عن هذه المشاكل). وزاد قائلاً: (هذا يتطلب التنسيق والتشاور بين البلدين من خلال آليات التعاون التي تم تأسيسها في المجالات كافة).
وأبان “البشير” أن المباحثات التي أجراها مع الرئيس “السيسي” تطرقت لمختلف الانشغالات التي تشغل البلدين، بجانب مشروعات الربط الكهربائي والنقل النهري والسكك الحديدية بهدف تسهيل حركة المواطنين والسلع، والتي هي الرغبة الأكيدة لشعبي البلدين.
وقال “البشير” إن التعاون بين البلدين هو مصلحة وقوة للطرفين، وإنه بهذا المفهوم ستظل اللقاءات على مستوى القمة فرصة لمراجعة وتنفيذ ما تقوم به آليات التعاون في شتى المجالات، وأكد أن التعاون بين البلدين سيكون لمصلحة الشعبين، وقال: (نحن شعب واحد وسنظل نتعاون من أجل مصالح البلدين والشعبين).
وأضاف “البشير” إن العلاقات السودانية المصرية هي أمانة في يد قيادة البلدين، علاقة تاريخية يربطها التاريخ والجغرافيا ونهر النيل والثقافة والدين والمصير والمستقبل المشترك. ومضى قائلاً: (ليس لدينا أي خيار سوى التعاون لتحقيق المصلحة لشعوبنا. اللقاءات الثنائية بين الخرطوم والقاهرة إيجابية وساهمت في زيادة التفاهم والتعاون).
وشدد “البشير” على أن (التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما لتحقيق مصالحهما المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني)، وقال إنه اختار موعد الزيارة التي تتزامن مع موسم الانتخابات الرئاسية المصرية، (ليؤكد دعمه لمصر وأمنها، وللرئيس السيسي). وزاد بالقول: (إحنا قررنا توقيت الزيارة دي في التوقيت دا عشان نأكد دعمنا لاستقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأنو حقيقة نحنا تعاونا معاه وعرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته لعلاقات قوية ومتينة بين البلدين. أنا لا أنسى أخي الرئيس أول زيارة لك إلى الخرطوم وأنا قلت أول مرة يجي رئيس دولة من دون يكون هناك برنامج زيارة وبدون إجراءات تأمينية أو حتى إجراءات مراسمية. أنا بأكد إنو جانا الشعور أن الرئيس السيسي ما اهتم بكل هذه الشكليات لأنو جاء لبلده ونقول ليك إنو السودان بلدك ومصر بلدنا ونحنا بلد واحدة وشعب واحد.. نعم هناك دولتان كل دولة عندها تمثيلها وحدودها وعندها علمها، لكن التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين بقول إنو نحنا شعب واحد وح نظل كذلك أخي الرئيس ونتعاون إن شاء الله يداً بيد لما فيه مصلحة الشعبين إن شاء الله).
من جانبه قال الرئيس المصري: (اسمحوا لي أولاً أن أرحب بأخي فخامة الرئيس البشير والوفد السوداني المرافق في بلدهــم مصــر، وأن أؤكد علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل، وإدراكهما لأهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقي إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضاً سياسية وأمنية واقتصادية)، وأضاف “السيسي”: (تأتي هذه الزيارة الكريمة من الأخ الرئيس عمر البشير والوفد المرافق لتعكس الروح الإيجابية بين البلدين، والحرص التام على تعزيز التشاور والتنسيق، وتوثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد تناولت مع الرئيس البشير في المحادثات الأخوية بيننا سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة في ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما).
وكشف الرئيس المصري عن الاتفاق على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة.. واتفقنا أيضاً على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أي شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامهما، وقال “السيسي”: (كما أكدنا اعتزام البلدين المضي في طريق تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين)، وأضاف: (وفي ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبَي وادي النيل، فقد أكدنا عزمنا العمل معاً، ومع الأشقاء في إثيوبيا، للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف، ومواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة، التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس 2015. اتفقنا كذلك على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الحالي في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016).
وأبدى الرئيس، “عمر البشير”، سعادته بحضور احتفالية الأسرة المصرية، أمس (الإثنين)، وذلك في وجود الرئيس “عبد الفتاح السيسي”. وقال “البشير” إنه «يسعدني ويشرفني أن أكون في بلدي الثاني مصر الشقيقة، وأن أنقل إليكم التحيات والتمنيات لأشقائكم في السودان»، موضحًا أن «الشعب السوداني سعيد بهذا الجمع الجميل في حُب السودان ومصر». وأضاف “البشير”، خلال كلمة له في احتفالية الأسرة المصرية،، أن «هناك مشتركات تربط بين الشعبين والبلدين، والعلاقات بيننا راسخة ومتجذرة، وضاربة في القدم، تعززها أواصر التاريخ والآمال، والتطلعات المشتركة».وتابع: «أرجو أن أعبر لكم، ولك فخامة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” وللأسرة المصرية بمختلف مكوناتها وأطيافها عن شكري وتقديري لما غمرتموني به، وطوقتم عنقي به ووفدي المرافق من حُسن الاستقبال والحفاوة الكبيرة، وهذا ليس غريبًا على الأسرة المصرية».وتابع: «أخي الرئيس أن قوة مصر هي قوة للسودان، وقوة الخرطوم قوة للقاهرة، ونحن نفخر بإنجازاتكم في بلدنا السودان»، مضيفًا: «أبحث مع أخي الرئيس “السيسي” كل الوسائل لتعزيز العلاقة، والعمل على إزاحة أي عقبات تعتري العلاقات، وأشكر فخامة الرئيس “السيسي” والأسرة المصرية على هذا التكريم المبهر، الذي هو تكريم للسودان وشعبه، وعلى الحفاوة والكرم الفياض، وأسأل الله تعالى أن يكلأ مصر برعايته وحفظه، وأن يحقق تطلعات شعبنا الشقيق نحو الرقي والازدهار».وشهد “السيسي” ونظيره السوداني احتفالية يوم الأسرة المصرية بالصالة المغطاة بإستاد القاهرة الدولي صالة رقم 1.وشاهد الرئيسان فيلماً تسجيلياً عن المشروعات القومية المصرية وكيفية بناء الدولة عقب عزل جماعة الإخوان المسلمين.كما استمع الرئيسان إلى فقرة غنائية فنية متنوعة منها أغنية عن وحدة مصر والسودان.كما ألهبت أغنية «قالوا إيه» لرجال الصاعقة المصرية حماس الحاضرين الذين بلغ عددهم نحو ( 7 ) آلاف، حيث رددوا الهتاف الشهير فضلاً عن التلويح بالأعلام المصرية والسودانية.