مسألة مستعجلة

عندما يكون الطلاب هم الهدف

نجل الدين ادم

كانت واحدة من أسباب اكتظاظ العاصمة الخرطوم، بسكان الولايات حتى وقت قريب، هي رحلة البحث عن جودة التعليم في (كرش الفيل) كما يسميها البعض، والسبب ربما الإمكانات المادية التي لا تتوفر في الولايات من معينات ومن تدريب للمعلمين وتتوفر في العاصمة الخرطوم، فرغم أن هذه الفوارق قد زالت في الآونة الأخيرة إلى حد ما، إلا أن الحالة النفسية ما تزال قائمة بأن الخرطوم هي حاضنة التعليم وأفضل المعلمين.. الخ، لذلك كان لا بد من مسايرة هذه الحالة بمعالجات نفسية للطلاب، وفي ذلك لفت نظري مشروع مميز يحمل اسم (التفوق الأكاديمي)، مهمته الوصول إلى طلاب الولايات في محاولة لزيادة مقدرات الطلاب، وهذا ما أطلقه الاتحاد العام لطلاب الشهادة الثانوية التي ستبدأ اليوم (الإثنين)، لزيادة التحصيل الدراسي، اختار المشروع الذي طاف به الاتحاد عدداً من الولايات، أميز الأساتذة في قوافل جابت عدداً من المحليات المختلفة، قد ينظر البعض إلى البرنامج على أنه مجرد نشاط أو حراك للاتحاد، ولكن عمق الفكرة في معالجة أوجه الاختلالات وتهيئة طلاب الولايات نفسياً لدخول امتحان الشهادة، وفي ذلك أتوقع أن يساهم ذلك إيجاباً في تحصيل الطلاب بعد أن تناولوا جرعات مركزة من الحصص والاستذكار بواسطة أستاذة مميزين.
أهمية المشروع أنه جاء بشراكة ورعاية من الولايات المستهدفة ووزراء التربية والتعليم بالولايات، فكان ذلك قوة دفع كبيرة لإعانة الطلاب.
ومن كبرى الإيجابيات لهذه المبادرة، هو أن القوافل والأستاذ الزائر اخترقوا معسكرات النازحين، فكان لهم دخول أكبر معسكر في دارفور وهو معسكر (كلمة) للنازحين، وتقديم المعينات الطلابية لتكون زاداً ومعيناً الطلاب، هذه المبادرة وجدت صدى واسعاً، فجاءت مشاركة المجتمع طائعة بتقديم الوجبات للأساتذة وتكريمهم في ختام المشروع بمهرجانات الغناء الشعبي والتراثي.
هذه المبادرة تحتاج لترويج إعلامي يليق بحجمها، لأنها تحمل معاني مزدوجة حققها المشروع ونجح فيها اتحاد الطلاب نجاحاً منقطع النظير، ويحمد لهذه القوافل أنها زودت هؤلاء الطلاب بأحدث الطرق في تلقي الحصص والدروس عبر التلفزيون والإذاعات المختلفة، بجانب تقديم حصص تركيزية في المواد الأساسية عبر قناة الاتحاد في اليوتيوب وصفحات الاتحاد بوسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، وهذه أيضاً تعزز روح المثابرة للطلاب.
هذا المشروع على أهميته البالغة ينبغي أن يجد الدعم والمؤازرة من قبل الحكومة، لأن كلفته أكبر من طاقات اتحاد الطلاب والذي يسعى حثيثاً ليصنع من الفسيخ (شربات).
التحية للاتحاد العام للطلاب السودانيين على هذا الجهد الكبير والمبادرة المميزة فهم دوماً يعملون على تقديم كل ما هو مفيد للطلاب المنتشرين في أصقاع البلاد، وتحية خاصة لرئيس الاتحاد المهندس “عمار علاء الدين” وكتيبته الشبابية وهم يقفون دوماً على خدمة الطلاب.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية