في ظل أزمة المواصلات كثيرون يلجأون إلى الانشغال بهواتفهم النقالة
بعضهم (انتظر) المواصلات لأكثر من ساعتين
الخرطوم- نهلة مجذوب
لم يجد أغلب (المشرورين) في مواقف المواصلات العامة سوى اللجوء إلى هواتفهم النقالة للانشغال عن حالة الضجر والرهق وانتظار (حافلة) بكراسي فارغة ربما تكون أشبه بالعنقاء والخل الوفي، في ظل الكتل البشرية التي تتزاحم على مواقف العاصمة المختلفة.
ورصدت (المجهر) جلوس الكثيرين من الطلاب والطالبات على أرصفة طرق العربات بالمواقف منشغلين بهواتفهم الجوالة، بالإضافة إلى بعض كبار السن الذين بدا عليهم الإرهاق وتعب طول الوقوف في انتظار المواصلات.
وقال الطالبة “سهى علي” في موقف الشهداء بأم درمان إنها شعرت بتعب شديد جعلها تفكر في الجلوس على رصيف الموقف رغم خطورته، مثلاً، أن يأتي لص ويسرق جوالها ، الذي تستخدمه في تصفح الانترنت وهي جالسة، فيما أضافت “مي محمد” إنها وقفت لأكثر من ساعتين بانتظار حافلة تخرجها من موقف الشهداء لشارع الوادي، ومن ثم منزلها، ولكن أصابها الملل وجلست لتأخذ قسطاً من الراحة ثم فتحت شبكة الإنترنت وتواصلت مع أسرتها والأصدقاء تخبرهم بوضعها الصعب.
أما الطلاب “محمد” و”خالد” و”وليد” ، فقد تخيروا مكاناً طرفياً في الموقف وأدخل كل منهم يده في جيبه وأخرج هاتفه المحمول وأنشأ يتصفح في شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن أصابهم (النصب) و(الإرهاق) من ملاحقة الحافلات، وقرروا الجلوس للراحة والتقاط الأنفاس ، لاكتساب بعض النشاط لمعاودة ملاحقة (الحافلات) الصغيرة والكبيرة ،على السواء. وأكد متحدثون لـ(المجهر) أنهم يكسرون الزمن الصعب ، على حد قولهم ،في انتظار المواصلات، بدلاً عن الوقوع في التدافع والاكتظاظ الذي تحدث فيه كثير من المضايقات والسرقات وأحياناً الإصابات.
وتكاد تخلو معظم مواقف العاصمة الخرطوم الرئيسية والفرعية من مظلات الانتظار ، التي يلجأ الناس للجلوس عليها في انتظار المواصلات العامة، كما تقيهم من الأمطار والحر وتقلبات المناخ، وكان عدد من معتمدي المحليات، قد أكدوا على إنشائها لراحة المواطنين، لكن رغم تهيئة معظم المواقف ورصف ممراتها إلا أنه تنعدم فيها المظلات وإن وجدت -تلاحظ الصحيفة – أن مستغليها هم من الباعة المتجولين أو يحتلها المتشردون.
وتشهد الخرطوم أزمة مواصلات بصورة شبه يومية عند فترات المساء ترهق المواطنين، كما يستغل معظم أصحاب المركبات الأزمة بزيادتهم تعرفة المواصلات، وتعالت مطالبات المواطنين بضرورة أن تسعى الجهات المسؤولة لحل الأزمة جذرياً.