(المجهر) في صدارة الصحف السياسية
د. عبدالعظيم عوض :لازال للصحافة الورقية تأثيرها الكبير اجتماعياً وسياسيا ً ورياضياً
تقرير حول التحقق من الانتشار.. : اضطراد تناقص معدلات المطبوع والموزع !
الخرطوم ـ سيف جامع
تصوير – يحيى شالكا
بالرغم من منافسة السوشيال ميديا والشبكة العنكبوتية في نشر الاخبار والمعلومات إلا أن الصحف ما زالت تعدّ الأكثر تأثيراً وفقاً لحديث الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات د. “عبد العظيم عوض”، حيث قال: (نريد أن نثبت حقيقة مهمة أن الصحافة الورقية لها تأثيرها الكبير والمقدر على الصعيد الاجتماعي والسياسي والرياضي ولا نستطيع أن نغفل دورها الذي تقوم به).
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس بمقره أمس بالخرطوم، كشف الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات د. “عبد العظيم عوض” عن طباعة أكثر من (91) مليون نسخة في العام 2017م (36) مليوناً منها وزعت داخل العاصمة بنسبة توزيع عامة بلغت (65%) بنسبة توزيع (28%) مقارنة بـ(32%) في 2016م و(40%) في 2015م، وأكد “عبد العظيم” أن (التقرير أعد بمهنية ونحن مطمئنون للأرقام التي وردت في التقرير خاصة، وأن إدارات الصحف تم إشراكها مباشرة في مراجعة المعطيات ما يجعل التقرير مشتركاً وكل المعلومات رصدت من المطابع وشركات التوزيع)، لافتاً إلى أن هنالك تقارير تعد يومياً وأسبوعياً وشهرياً وربع سنوي ونصف سنوي وسنوياً ، وهذا نحن بصدده اليوم.
وكشف عن أن معدلات المطبوع والموزع في حالة تناقص مضطرد، وقال إن هذه المسألة عالمية ، وليس لها علاقة بأسعار الورق والصحف، بينما هنالك إشكاليات عدة منها ما يتعلق بإنتاج الصحيفة الورقية، وقال: (نريد أن نثبت حقيقة مهمة أن الصحافة الورقية لها تأثيرها الكبير والمقدر على الصعيد الاجتماعي والسياسي والرياضي)، وأشار إلى هناك قراء غير مرئيين حيث يتداول الصحيفة مئات الناس في المواصلات وأماكن المناسبات والذين يتاجرون باستبدالها هذه تسمى بـ(المقروئية) وهم غير معروفين.
ويقول الأمين العام للمجلس إن التراجع في توزيع الصحف غير مفاجئ وإنما مضطرد، داعياً إلى بحث الأمر بشكل جاد بعقد ورشة أو ندوة بغية الخروج بتوصيات، قبل أن يشير إلى وجود أزمة في المحتوي، كما أن سعر الصحيفة بين (7 ـ 8) جنيهات وهذا مبلغ كبير، وعدّ الأمين العام لمجلس الصحافة الزيادة الأخيرة في سعر الصحيفة غير مبررة، منوهاً إلى أن هذه الزيادة تزامنت مع ارتفاع سعر الدولار، وعندما انخفض الدولار استمر الناشرون على الحال، وأضاف: (نحن كمجلس لا نريد أن نتدخل في أسعار السوق)، وقال د. “عبد العظيم” إن هنالك صحفاً ليست مضمنة في قوائم الترتيب وهي الصحف غير اليومية (أسبوعية أو ثلاث مرات في الأسبوع ولكنها مضمنة في التقرير بصورة عامة وتشمل هذه الصحف: لها وله، إيلاف، نبض الكاريكاتير، وصوت الجمهور)، وبعضها ولائي: (بورتسودان مدينتي، الفجر الجديد وأخبار الوطن)، وأخرى توزيعها شبه مجاني كصحيفة (القوات المسلحة) ،والحزبية كـ(الميدان والبعث).
يبدو أن حديث مجلس الصحافة عن تحميل الصحف مسؤولية تراجع التوزيع لم يرض أهل المهنة، حيث أكد رئيس الاتحاد العام للصحافيين السودانيين “الصادق الرزيقي” بأن هنالك عدة أسباب أدت إلى تراجع توزيع الصحف، مشيراً إلى أنه ليس تراجعاً مرتبطاً بالتراجع العالمي في توزيع الصحف، كما ذهب البعض، داعياً إلى تجويد الأداء والخدمة الصحفية، مطالباً المجلس بالعمل على تطوير الصحف.
وأقر “الرزيقي” بعدم مقدرة الصحف على إجراء معايرة حقيقية لاحتياجات القراء لجهة أن سلوك القارئ غير موضوعي، وعلى الصحف أن تجري بحثاً في ذلك، وأشار إلى تدني الخدمة الصحفية، وهذا يعود لتراجع مهارات الصحفيين إلى الخلف، داعياً إلى تدريبهم. ونوه “الرزيقي” إلى أن هنالك مسؤوليات ملقاة على عاتق الناشرين، ومعظمهم رجال أعمال ليست لهم علاقة بالمهنة.
ووفقاً لتقرير المجلس فقد تصدرت صحيفة (المجهر السياسي) الصحف السياسية حيث احتلت بجدارة المركز الثالث بعد (الانتباهة) التي جاءت في المركز الأول و(الصيحة) في المركز الثاني. وحسب التقرير الذي تلاه الأمين العام للمجلس في المؤتمر الصحافي الذي عقد، أمس (الأربعاء)، لإعلان التقرير السنوي للتحقق من انتشار الصحف فإن في عام 2017 بلغ عدد الصحف العاملة بصورة منتظمة (45) صحيفة (29) سياسية شاملة، (10) رياضية و(6) اجتماعية والكمية المطبوعة لكل الصحف أكثر من (91) مليون نسخة موزعة على (48) مليوناً للصحف السياسية و(28) مليوناً رياضية و(13) مليوناً اجتماعية، وأشار التقرير إلى أن متوسط التوزيع اليومي للصحف (202) ألف نسخة بمعدل قراءة يومية تقريباً (7) نسخ لكل (1000) شخص من سكان السودان مع الاعتبار أن هذا المعدل على حساب المباع فقط، أما المقروئية الحقيقية فتقدر بما لا يقل عن ثلاثة أضعاف المعدل وفقاً للتقرير.
وأعلن التقرير تصدر صحيفة (الدار) ترتيب الصحف اليومية المنتظمة (سياسي، رياضي واجتماعي) حيث بلغ متوسط توزيعها اليومي (20.283) نسخة وتعدّ من أكثر الصحف انتظاماً في الصدور تلتها (الانتباهة) السياسية التى بلغ توزيعها اليومي (19,347) نسخة يومياً. ثم جاءت صحيفة (سوكر) في المرتبة الثالثة بمتوسط توزيع يومي (12.537)، ثم صحيفة (الصدي) في المرتبة الرابعة ومتوسط توزيعها اليومي (11.578) نسخة.
وتوالت بعد ذلك صحف (الصيحة، المجهر السياسي، السوداني، التيار وقوون) التي تراوح توزيعها ما بين (8 ـ 10) آلاف نسخة في اليوم، ثم تلتها مجموعة صحف (الجوهرة، الجريدة، اليوم التالي، آخر لحظة، الرأي العام والأسياد) بمتوسط توزيع يومي بين (5- 6) آلاف نسخة، ومجموعة أخرى تضم صحف (الأهرام اليوم، مراكا، الأوائل، الزعيم، الصحافة وأخبار اليوم) التي تراوح متوسط توزيعها اليومي ما بين (2- 4) آلاف نسخة.
وأوضح المجلس أن الصحف التي توزع أكثر من (10) آلاف نسخة في اليوم تعادل (11%) من عدد الصحف الكلي والصحف التي ينحصر توزيعها ما بين (5- 10) آلاف نسخة في اليوم تعادل (31%) من عدد الصحف الكلي والصحف التي توزع أقل من ألفي نسخة في اليوم تعادل (58%) من عدد الصحف الكلي.
بينما تصدرت صحيفة (سوكر) الصحف الرياضية وبلغ متوسط توزيعها اليومي (12,537) نسخة، تلتها صحف (الصدي، قوون، الجوهرة، الأسياد، ماركا والزعيم)، فيما تصدرت (الدار) الصحف الاجتماعية بمتوسط توزيع بلغ (20.283) نسخة، تلتها صحيفة (الأوائل).