طالعت أول أمس الحملة الشعواء على الفنانة الجماهيرية “ندى القلعة” في وسائط التواصل الاجتماعي، على خطوتها بالمشاركة في حفل جماهيري بالقاهرة في إطار برامج الحملات الانتخابية المبكرة للرئيس “عبد الفتاح السيسي”، حيث يرى (الفسباكة) و(المتوستبين)، أنه ما كان “لندى القلعة” أن تغني في هذا التوقيت، والبلدان في حالة جفاء سياسي.
شاهدت حجم الحفل الجماهيري والحضور الكبير للمصريين وحفاوة الاستقبال البالغة التي قوبلت بها الفنانة السودانية “ندى القلعة”، وكيف أن الآلاف من المصريين جاءوا خصيصاً لحضور حفلها.
لا أعرف كيف يفكر هؤلاء؟.. هل هناك عداء إلى ما لا نهاية؟.. وهل يحبذ هؤلاء أن تستمر حالة القطيعة بين البلدين إلى ما لا نهاية؟
واقع الأمر أن الفنانة “ندى” تلقت دعوة رسمية من شركة (ايفرجيرين)، وقد حضرت في الزمان والمكان المحددين، لم يفكر هؤلاء في أهمية الزيارة، والمكاسب التي يمكن أن تحققها في ظل حالة الجفاء التي أشاروا لها، الفنانة السودانية اخترقت الدبلوماسية الشعبية ورسمت بحفلها الذي تم صفحات من التواصل، وأكدت على أن معاني الطقس السياسي قد لا تتسق مع الإرادة الشعبية التي تقهر إرادة الحكومات لتسطر صفحات من التواصل.
الجمهور المصري كان متفاعلاً لدرجة كبيرة، وقد شاهدت ذلك على الفيديوهات التي انتشرت في ذات المواقع التي ملؤها استنكاراً وانتقاداً.
أن يتم اختيار الفنانة “ندى القلعة” باسمها وشخصها لإحياء حفل شعبي لدعم ترشيح الرئيس “السيسي” للانتخابات الرئاسية القادمة، فهذا مكسب كبير للفن السوداني، وكذلك مكسب للبلد جمعا لاعتبارات أن السودان هو نافذة الانفتاح لجمهورية مصر في السراء والضراء.
احترمت إجابة الفنانة “ندى” في الحوار الخبطة الذي أجراه معها الزميل “محمد إبراهيم” وهي تتمسك بخطوتها في التغني في هذا الحفل لاعتبارات السودان ما يزال منفتحاً على مصر، ولم يصدر من أي من البلدين قرار بالمقاطعة وإن شركات الطيران لم تتوقف بين البلدين وأن السودانيين ما زالوا بالقاهرة رغم حالة الجفاء السياسي بين البلدين.
“ندى” بخطوتها هذه حركت صخرة في بركة العلاقات الفاترة وفتحت الباب للمزيد من الانفتاح الشعبي، لا أكون قد بالغت إذا قلت إن زيارة “القلعة” ومشاركتها المصريين في احتفالهم هو جهد ينبغي أن تشكر عليه، لأنها استطاعت أن تحقق ما عجز عنه الآخرون.. والله المستعان.