وزير الدولة بوزارة النفط والغاز الباشمهندس سعد الدين حسين البشرى في أول حوار صحفي (2-2)
*الدولار ارتفع بسبب حرب بدأت بعد صدور قرارات ضربت مصالح مشعليها والحكومة ساعدت بالتراخي في استمرارها
*لابد من تحجيم دور الشركات الرمادية والقطط السمان ألوانها كثيرة ونحن في الشعبي نعرفها
*دكتور عبد الرحمن عثمان وزير النفط والغاز ثروة قومية لابد من المحافظة عليه
*المضاربات التي تتم من التجار يمكن أن يكون هناك ناس داخل الحكومة والجهاز التنفيذي مشاركين فيها للأسف
حاورته: فاطمة مبارك
{هل إنتاج حقول 2B و17 والراوات دخل في دائرة زيادة الإنتاج؟
نعم ،الزيادات بدأت فعلاً، كما قلت من قبل .حقل 2B كان ينتج 50 ألف برميل في اليوم، وتناقص إلى حوالي 35، يعني الإنتاج موجود، لكن الشركاء لم يكونوا يضخون الأموال، بدليل أن أولادنا لما مسكوا هذا الحقل بدون أن نعطيهم أموال كثيرة، زادوا الإنتاج إلى (3) ألف برميل في اليوم، وكذلك الحال في حقل 17 والراوات
{ما الموقف بالنسبة للغاز على ضوء الأزمات التي تحدث بين الحين والآخر؟
مثلما قلت قبل ذلك ،في تصريح صحفي الغاز ،في أحسن حالاته
{ما سبب الزيادة الكبيرة التي طرأت على سعره إذن؟
الزيادة كانت نتيجة للزيادات الحاصلة في كل البلد، لأن الاقتصاد مترابط مع بعضه البعض، لكن بالنسبة للغاز، نحن ماعندنا فيه زيادة ، و كوزارة نفط ليس من حقنا تسعيره أصلاً.
{لماذا؟
لأن التسعير عند وزارة المالية، الشئ الآخر، الغاز- بالتحديد- محرر، لكن بالرغم من ذلك ،الآن شركة بشاير والنيل شغالة بسعر 131 جنيه للأسطوانة
{ في تصريح سابق قلت الغاز يباع بطريقة “قدر ظروفك”. أشرح لنا الفكرة؟
هذه مناسبة لأصحح. أنا لم أقل كلمة “قدر ظروفك”، لكن واحدة من خططنا أننا نريد إحداث تنوع في مصادر حصول المواطن على الغاز، وهذه مسألة مهمة لنا جداً، والفكرة تقوم على أنك إذا أردت الحصول على أنبوبة كاملة بسعة 12.5 كيلو، ستجدها الآن. عندنا مشروعين. مشروع الأنابيب الصغيرة، بالاتفاق مع وزارة الضمان الاجتماعي، والمشروع الآخر، توزيع الغاز على حسب احتياجك…
{ عبارة “على حسب احتياجك” تم فهمها على أنها “قدر ظروفك” ؟
أنا لم أتحدث عن هذه الخطة، لا أتحدث عن الفقراء، وأعتقد هذا فهم خاطئ وهى ليست “قدر ظروفك” ، لأنها مقدمة للناس الذين يعانون من مشاكل مالية، والذين لا يعانون من مشاكل مالية. للاثنين معاً..
{ لكن الذين لا يعانون من مشاكل مالية لا يقبلون على شراء الأسطوانات الصغيرة؟
فكرتنا نحن… أن من يستطع الصرف يجب أن يرشد صرفه .(ما يصرف ساي) وإنما حسب حاجته، ولو عنده وفر في ماله ،يمكن أن يعمل به استثمارات زيادة، لكن لا يمكن أن أضع أكثر من أنبوبة، لعدد من الشهور.
فمثلاً الغاز في تايلاند يشترى من الدكان مثل البخاخ، هل يحدث ذلك لأنهم يعانون من أزمة؟ أبداً …ليس لديهم أزمة . لكن هذا تنوع وتسهيل لحصول المواطن على الغاز
{ما حجم استيرادنا من الجازولين؟
استهلاكنا حوالي 8 آلاف طن، نحن عادة لازم نوفر 50 % يومياً، أي حوالي 4 آلاف طن، المشتقات البترولية في العام تكلفنا مليار و400 تقريباً
{أطلعنا على حجم الاستثمارات في النفط؟
السودان كله مقسم إلى مربعات بعضها إمكانياتها عالية جداً، وقبل ذلك حصل فيها إنتاج، وهذه بالنسبة للمستثمرين أفضل، لأنه ليس فيها صرف، الاستكشاف فيها صرف، لكن التطوير ما فيهو صرف، نحن تقريباً استثماراتنا تمضي في تطوير الحقول الموجودة ، والاتفاق يتم مع الشركات الكبيرة للشغل في الاستكشافات، وهناك شقين: شق جديد ، خاص بالغاز. سنحاول العمل فيه لحاجتين، أولا …لاستخدام الغاز في توليد الكهرباء، لأنه ءأمن ورخيص ونظيف وعندنا منه كميات كبيرة.
{ما انعكاس رفع العقوبات على النفط من ناحية استثمارية؟
انعكاساته العملية لم تظهر بعد، لكن ظهرت لنا في تدفق وفود الشركات، قبل ذلك لم يحدث تدفق ضخم للشركات مثل هذا، الآن يتفاوضون معنا يأخذوا معلومات. ونحن كمهندسين عارفين من يتناقش معك لا يأتي سريعاً، هو نفسه سيخضع الموضوع للدراسة، الآن هناك شركات أتت، وشركات يجري التفاوض معها حول الأماكن..
{قلت إن الشركات الكبيرة تأتي للاستكشافات الكبيرة، هل يعني ان تلك التي جاءت ليست كبيرة؟
نحن بالنسبة لنا نرى أن المناسب الآن، أن تأتي الشركات الصغيرة والمتوسطة
{لماذا؟
لأنها تشتغل بسرعة، وتدخل في الحقول المنتجة التي تحتاج للتطوير، الشركات الكبيرة لا تدخل في الحقول الصغيرة ، التي تحتاج لتطوير، لذلك لا تستثمر في مشروع بي 100 مليون دولار أو 300 مليون دولار، هي تريد حقول بي 2 أو 3 مليار دولار، لكن ، كرغبة، عدد كبير من الشركات أتت.
{لكن قيل أن هناك عدم حماس؟
عدم الحماس حالة عامة في العالم ،وليست خاصة بالسودان، بسبب تدني أسعار النفط، لكن أعتقد أنه بعد أن ارتفعت الأسعار أصبحت هناك رغبة لدى الشركات.
{مستشار في وزارة النفط والغاز قال أن السودان يخطط لجدولة تراخيص للنفط والغاز؟
هذا هو الذي ذكرته لك، والعطاء العالمي هو أن تعمل عطاء ،وتأتي الشركات ويحصل لها فحص، وتعمل تقييم ويوضعوا في لستة ، وتبدأ المفاوضات، بعد ذلك تعطي الشركة التي تريدها هذا يسمى ترخيص .وتقدم العروض ويحصل نقاش، وتنظر للمناسب بالنسبة لك كعرض مالي وفني، وتعطيه الترخيص ويتم توقيع اتفاقية معه، وتخصص له الموقع حسب البلك الذي ستقدمه له
{الشركات الماليزية أيضاً يشاع أنها خفضت وجودها في السودان ؟
أبداً، هذه سياسة عامة بالنسبة لها، وليست خاصة بالسودان، بالنسبة لخروجهم، وهم خرجوا من مربع، والآن يفاوضون في مربعات جديدة.
{ بعد انتهاء عقود بعض الشركات من شغل هذه المواقع؟
الاتفاقيات التي انتهت، مباشرة عملنا شركات سودانية أدارت هذه المواقع . يعني الإنتاج أصبح بنسبة 100 % بيد الحكومة، وبالمناسبة الركابي حتى في تقييمه لأداء وزارة المالية لعام 2017، ذكر أن واحدة من أسباب زيادة إيرادات وزارة المالية هي دخول حقل 2B في الإيرادات
{قيل أن إيرادات النفط لا تدخل الميزانية . ما مدى صحة ذلك؟
نحن أكثر وزارة فيها شفافية، بالذات في عهدنا هذا . وحتى مع الموظفين والعاملين نتحدث بشفافية كبيرة جداً، فلا يمكن أن نتعامل مع الحكومة بعدم شفافية، وفي المقام الأول نحن مهندسين ، قبل أن نكون وزراء، وبالنسبة لنا أي برميل أنتجناه محفوظ ومعروف ومسجل، وطريقة الحساب الخاصة بعدد البراميل ، منذ خروجها من الحقل ، إلى أن تصل إلى الأنبوب، حساباتها معروفة وبالتفصيل ، عندما تصل المالية (أمشوا أسالوا ناس المالية ، لأنو أنا لا أتدخل في توزيعها. )
{إلى أي مدى تتوفر شفافية في توفير المعلومات؟
أنا كعضو في مجلس الوزراء أقول أي إنسان يريد معلومة سيجدها، نحن الوزراء الوحيدين الذين نصل الوزارة في الساعة السادسة أو السادسة وربع صباحاً، ونطلع بعد المغرب، أحياناً بعد العشاء .وهذه الفترة مخصصة لناس الشكاوي والتنمية الاجتماعية . والمسؤولية الاجتماعية تعتبر واحدة من الأدوار المهمة لوزارة النفط والغاز
{ ما علاقتكم بهذا العمل؟
اعتقد أن لنا دور كبير في تنمية المجتمعات، ولدينا شغل في مسائل المياه والصحة والتعليم، والآن عملنا شراكة بيننا والخدمة الوطنية في إدارة منشآت الخدمات الاجتماعية
{ النفط والغاز، كواحدة من وزارات القطاع الاقتصادي يحملها المواطن مسؤولة الضائقة الاقتصادية ،خاصة بعد قدومكم ضمن حكومة الوفاق؟
بالعكس تماماً . وزارة النفط والغاز إذا قارنتيها بالعام الماضي ، قبل مجيئنا، تجدي أننا زدنا الإنتاج إلى خمسة أو ستة ألف برميل، وهناك خطة وحراك ضخم في الوزارة، عشرين لجنة شغالة لعمل إصلاح الوزارة ، نتيجة للحوار الوطني، وخطة إصلاح الدولة، وهذه خطة ضخمة لرفد الاقتصاد السوداني بأكبر عدد من براميل النفط، لأن هذا هو المخرج الوحيد والسريع للاقتصاد السوداني.
{إذن نحن موعودون بثورة في هذا القطاع؟
هذه السنة ستشهد إصلاحاً حقيقياً في القطاع، ونحن أخذنا كل هذا الزمن للترتيب لهذه المسالة، وستظهر نتائجها في الوضع الداخلي للوزارة، لأن بيئة العمل لازم تتحسن، وفي زيادة الإنتاج
{ما تفسيركم للارتفاع الجنوني لسعر الدولار ،وهل له علاقة بالميزانية؟
الميزانية جاءت في أوضاع صعبة، لكن الدولار لما ارتفع لم يرتفع مع الميزانية، وأنتم كصحفيين أبحثوا عن ذلك، صحيح الميزانية صعبة جداً وقاسية جداً، وعندنا عليها ملاحظات إيجابية ،وأخرى سلبية، لكن مشكلة الميزانية أنها جاءت في أوضاع استثنائية، لما رُفعت العقوبات جزئياً، الدولار ارتفع إلى 17 جنيه وفجأة ارتفع إلى 28 جنيه ، في وقت وجيز جداً، فهل هذا الشئ سببه نشاط اقتصادي؟ أبداً. ليس سببه نشاط اقتصادي
{ما سببه؟
هذه حرب.. وأنا قلت هذا الكلام، والدولة ساعدت الحرب في أن تمضي، بالتراخي وعدم الانتباه، كان يفترض يشاركونا في وضع الخطة لمقابلة هذه الحرب، لكن انفردوا بالحلول.
{هل تجاوز الاقتصاد الآن مرحلة هذه الحرب؟
لا أعتقد ، لان الدولار لازال فيه مشاكل،
{ما الحل ؟
لابد أن يتم تحجيم دور الشركات الرمادية، هذا المصطلح نحن قلناه في مجلس الوزراء، ومعروف لنا، الشئ الثاني المضاربات التي تتم عن طريق التجار، وللأسف يمكن أن يكون هناك ناس داخل الحكومة وداخل الجهاز التنفيذي، مشاركين في هذه الحكاية، والتجار معرفون لدى الناس، وأقول لك هذه حرب.
{لماذا بدأت الآن؟
لأن مجلس الوزراء اتخذ قرارات ضربت مصالحهم، لأول مرة مجلس الوزراء يتخذ قرارات ضد من أسماهم الرئيس القطط السمان، لكن القطط السمان متعددة، هناك قطط حمراء وصفراء. ما يمسكوا واحدة …
{كيف يعرفون هذه القطط؟
ولو سألونا نحن (بنوريهم) .أين توجد هذه القطط، أفتكر أن هذه الأزمة يمكن تجاوزها إذا أعطوا الناس فرصة المشاركة في الحلول، لأننا نحن في المؤتمر الشعبي نملك معلومات وخطط من زمان حول كافة القضايا، منها الموقف الاقتصادي ، الذي ظللنا نتابعه من فترة طويلة، ولنا علم بأشياء كثيرة فيه .لو الحكومة وحدها انفردت بالحل ستقع دائماً في هذه المشاكل، ونحن جزء من الحكومة، من حقنا المشاركة في الحل،
{هل بدأتم معهم عملياً في الحل؟
متى ما أتيحت لنا الفرصة سندلي بدلونا لكن أفتكر هم استفادوا من جزء مما قلناه، أعتقد ذلك حتى إذا لم يعلنوه لنا، لكن أعتقد جزء من الكلام الذي قلناه استفادوا منه
{ماهو أكبر تحدٍ يواجه وزارتكم الآن ؟
التحدي بكل صراحة وأمانة هو التدفقات المالية
{هناك حديث عن أن بعض المسؤولين لهم أسهم في الشركات الخاصة بالنفط . ما صحة ذلك ؟
هناك نوعان من الشركات، الشركات الحكومية . ولا توجد طريقة لدخولها من أحد، هذه شركات حكومية تكونها وزارة النفط ويتم تسجيلها عند مسجل عام الشركات، لكن توجد شركات خدمية فيها أجانب ومحليين. وأنا لا أتدخل فيمن يكون فيها، لكن أتدخل في حالة واحدة، وهي أن لا يكون فيها فساد، ويكون هناك شفافية في التعامل من ناسنا، وهذه واحدة من المراجعات التي ستتم بشفافية عالية المستوى، وأقول لك أنا شخصياً أعتبر دكتور عبد الرحمن ثروة قومية للبلد مثله مثل البترول، ومثله يوجد آخرون، لكن فيما يخصني أنا في وزارة النفط، أعتقد أنه ثروة قومية يجب أن لا نفرط فيه ونحافظ عليه، وأنا أقولها على خلفية معرفتي به
{كيف تقيمون مشاركتكم في السلطة ؟
اعتقد أن قرار المشاركة بالنسبة لنا في المؤتمر الشعبي اتخذته أجهزة الحزب وفق رؤية عميقة ودراسات، ولم يأت نتيجة لأي ضغوط أو مكاسب شخصية، ونحن عندما دخلنا الحوار لم يكن في بالنا المشاركة في الحكومة، حتى الشيخ حسن كان رأيه، إذا حصلت مشاركة ، المشاركين في الحوار لا يدخلوا الحكومة، لكن بعد أن جاء قرار المشاركة ، نؤكد أننا مشاركين بكل صدق وقوة، وحريصون على أن الحكومة التي شاركنا فيها تكون ناجحة، وأنا قلت في أحد اجتماعات مجلس الوزراء نحن سنعمل لإنجاح هذه الحكومة، ودخلنا وتعاهدنا ولن نخون العهد أو ننتكس، إلا إذا انتكس الآخرون
{أفهم أنه ليست هناك عقبات في طريق مشاركتكم؟
المؤتمر الشعبي متقدم جداً على الأحزاب الأخرى، وحتى على المؤتمر الوطني في فهم المشاركة، لكن إذا كانت هناك عقبات تعترض المشاركة ،أعتقد، لازم الآخرين ينتبهوا لها، وان لا يعملوا محاولة لتمزيق الأحزاب من خلال الإيقاع بين القاعدة والقيادة، أعتقد أن مخرجات الحوار الوطني ينبغي أن تنفذ بمشاركة الجميع، والقرارات التنفيذية الكبيرة والاتفاقيات كذلك تحصل فيها مشاركة، المركب لو غرقت الناس كلها ستغرق، نحن مشاركون في الحكومة، وسنعمل على إنجاح خطتها، مع ملاحظاتنا الموجودة هنا وهناك، لكن سنمضي فيها بكل صدق وأمانة، نحن نتعلم من الدروس أسرع من الآخرين، والمؤتمر الوطني نفسه، لأن أي اتفاق يتم لابد أن يمضي لنهاياته لا نحاول عمل عراقيل
{هناك تململ من قاعدة الحزب من مشاركتكم ؟
الأصوات الموجودة في المؤتمر الشعبي نتيجة للذي يشاهدونه من مشاكل تحصل هنا وهناك، وهي علامات تحذيرية حتى لا يمضي المؤتمر الوطني في طريق تمزيق الأحزاب، إن شاء الله المشاركة ستكون لها إيجابيات كبيرة خاصة مشاركتنا نحن في الشعبي، والحكومة لمست هذه المسألة، وناسنا مؤهلون، والحزب يراقب ويحاسب وزراءه على أدائهم، ومن قبل ذلك توجد مراقبة الله .ونحن شاعرين أن لها ايجابيات وواحدة من الخطوات المهمة لاستقرار البلد
{قيل أن هناك تغيير جزئي في الحكومة .هل أُخطرتم بذلك؟
حتى هذه اللحظة لم نُخطر . الحكومة ما شايفة علينا حاجة، لو شافت علينا حاجة سنخرج قبل ما تقول أطلعوا، وأعتقد أن تقييم الحكومة حتى رئاسة الجمهورية لوزراء الشعبي عالية المستوى، ونحن أحدثنا حراكاً كبيراً في مجلس الوزراء، وشاركنا مشاركة فعلية في كثير من القرارات المهمة، والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي يجب أن يكونا سعيدين بمشاركة المؤتمر الشعبي