انتهى عهد الخزعبلات !
زيارة مدير المخابرات المصرية المكلف اللواء “عباس كامل” – وهو مدير مكتب الرئيس “السيسي” – إلى الخرطوم أمس الأول، لم تأتِ مصادفة، ولا هي مفاجئة، كما كتبت بعض صحف الخرطوم أمس، بل هي نتاج زيارات ولقاءات سرية جرت بين جهازي البلدين خلال الأسبوعين الماضيين، مباشرة بعد تولي الفريق أول مهندس “صلاح قوش” مهام المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات في السودان للمرة الثانية .
وحسبما ورد في الخبر الرسمي عن زيارة مدير المخابرات المصرية، فإن اللواء “عباس كامل” وصل البلاد تلبية لدعوة كريمة من مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “قوش”، وبالتالي ليست هناك صُدفة ولا مفاجئة، بل هو عمل دؤوب لم يستغرق وقتاً طويلاً، فالمدير القديم الجديد لمخابراتنا يعرف جيداً كل التفاصيل والمشكلات وأسبابها، وبالتالي يعرف من أين يبدأ سريعاً لتصحيح المسار.. وقد كان .
منذ مغادرة اللواء المرحوم “عمر سليمان” لمنصبه كمدير للمخابرات المصرية بذهاب حكم الرئيس “حسني مبارك” في العام 2011، فإننا لم نسمع أو ننشر خبراً عن زيارة مدير مخابرات مصري للسودان، وبالتأكيد تعدد أصحاب النظارات السوداء على المنصب بعد ثورة (يناير)، لكنهم لم يحظوا بزيارة مقرن النيلين حتى غادروا، رغم أن اللواء الراحل “سليمان” كان كثير الرحلات للسودان وجنوب السودان برفقة الرئيس “مبارك” أو وزير الخارجية أو بدونهما .
إذن.. نحن الآن في مفتتح عهد جديد يشهد اختراقات إضافية في علاقات السودان الدولية والإقليمية، خاصة مع جيرانه، ما يعزز بلا شك فرص الاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي في بلادنا.. وهذا هو المطلوب .
نحتاج أن نحتفي من أجل مصالح السودان العليا بأي اتفاق وتفاهمات بين حكومتنا وأجهزتها المختلفة ونظيراتها في محيطنا الإقليمي، فالتعاون خير من التقاطع، وتبادل المنافع خير من إثارة الأزمات وتصعيد التوترات، وكل مشكلة لها حل.. وكل باب موصد له مفتاح.. ولا يحفظ الأذكياء في قاموسهم كلمة المستحيل.
دعونا نستبشر بعهد جديد ومختلف في إدارة أزماتنا مع الخارج.. عهد يستفيد من إخفاقات الماضي ويبني على ما تحقق من مكاسب .
هذا عهد لا تديره شائعات وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يأبه لزعيق الأغبياء والمخربين في “الخرطوم” و”القاهرة”.
انتهى موسم الخزعبلات.. والإدعاءات.. والنضالات الكذوبة .