أخبار

التحصين السياسي (2)

{ تيار السلام قادر على حماية اتفاقية أديس أبابا دون الحاجة لإجراءات من السلطة التنفيذية بحجب مقال أو مراقبة صحيفة، والحقيقة لها سحر آخاذ وعطر نفاذ، والشعب السوداني الذي خرج عشية (الجمعة) يميز بين الأشياء، والمؤتمر الوطني كحزب إذا لم (يقنع) الناس بما وقعه بمنطق سياسي وحجة فليذهب غير مأسوف عليه، والمؤتمر الوطني يملك من الآليات الإعلامية ما يجعله في وضع رائد وقائد حقيقي إذا (تخلى) عن العقلية الوظيفية و(تحرر) من الثقافة الأمنية والتقاليد العسكرية وخاطب الناس في المساجد والمدارس والجامعات والأسواق بما عنده من أوراق، ولكن المؤتمر الوطني يمشي في ظل الحكومة ولا يجرؤ على (ولوج) الساحة العامة مجرداً من عباءة السلطة وظلها، وقد (أغلق) المؤتمر الوطني صحيفته لأسباب مالية وأنفق على أصدقائه ما كان كفيلاً بالنهوض بلسانه الإعلامي.
{ حكومة الجنوب التي خرجت من صلب الشمال وتربي وزراءها في كتف وزرائنا .. نشرت منذ توقيع اتفاقية أديس أبابا نصوص الاتفاقية في (الانترنيت) وجعل تلفزيون جوبا من اتفاق أديس أبابا قضيته الأولى، وتلفزيون السودان ينقل عشية (الجمعة) حفل تأبين بمناسبة مرور عام على رحيل الفنان زيدان إبراهيم من حي العباسية بأم درمان.
وزير إعلام حكومة الجنوب “برنابا بنجامين” فتح خطوط اتصالات مباشرة عبر شاشة تلفزيون جنوب السودان مع المواطنين، وكان يجيب على أي سؤال عن الاتفاقية، وفي الخرطوم وزير الإعلام لا يمكن الوصول إليه وهو بعيد عن المفاوضات حتى حزبه لم يشارك في التفاوض، وتولى الدفاع عن الاتفاقية في الخرطوم وزير الدفاع الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” والذي تمثل الاتفاقية نجاحاً شخصياً له يؤهله للعب دور أكبر من موقعه الحالي إذا نجح في تنفيذ الاتفاقية وتولى (حراستها) ونعني بالحراسة هنا تنفيذ بنودها لا الدفاع عنها فقط في المنابر وبالإجراءات الاستثنائية!
{ غداً سيتم تشكيل لجان إعلامية وتعبوية تغدق عليها الأموال وتصرف الحوافز والنثريات لموظفي اللجان تبعاً لعدد الاجتماعات التي عقدت وهي لجان (تقتل) ولا تحيي.. وتقمع ولا تبشر.. تدفن ولا تزرع.. تطفي الأنوار ولا تضئ الشموع.. و(العقل) الوظيفي لا يتجاوز مصالحه الخاصة، والاتفاقية تبحث عن لجان إعلامية شعبية تجوب القرى والولايات ودبلوماسية تستخدم ورقة الاتفاقية لدعم مواقف البلاد لن تتحقق تلك المقاصد دون إسناد أمر تنفيذ الاتفاقية إلى الذين (صنعوها) حتى تطوي صفحات آن لها أن تطوى!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية