مسألة مستعجلة

إنا لفراقك لمحزونون يا “صلاح”..

نجل الدين ادم

خبر وفاته نزل علينا كما الصاعقة، لم أتمكن من استيعاب الحقيقة لبرهة من الزمن حتى تجمعت أفكاري، ووقفت عند حقيقة أن الموت لا مفر منه، وانتبهت أن الله سبحانه وتعالى أخذ أمانته. رحل عنا الصحافي المهذب عالي الذوق الأستاذ “صلاح دهب” قبل أن نودعه، رحل عنا كأنما بيننا حديث لم يكتمل ولكنها أقدار الله لا نقول إلا ما يرضيه، تعطلت عندي أول أمس كلمات الوداع للراحل عبر هذه الزاوية وتداخلت الحروف وتعطلت لغة الكتابة.
نحو ست سنوات من مسيرنا الصحافي عملت مع الراحل “صلاح دهب” بصحيفة (أخبار اليوم) العريقة وهو يرأس القسم الرياضي، ويحرر من على صفحته (التلكس) اليومي الذي عشقه أهل الرياضة، عموده العميق الذي اعتاد على كتابته، وكان الراحل ينأى بنفسه عن المهاترات والتجريح الذي دائما ما يكون بهار الأعمدة الرياضية، لكنه كان يأبى إلا أن يكون المنطق هو الحاضر، افترقنا في العام 2010، وذهبت إلى وجهة أخرى ولكن كان اللقاء بيننا دوماً ولم ننقطع إلا من المكان الذي كان يجمعنا.
فرغم أن المكان فرق بيني وأبو “وضاح”، زوج الزميلة الكاتبة الصحافية (بالمجهر السياسي)، “حنان عبد الحميد” – (أم وضاح)، إلا أنه أي المكان جمعنا مع حرم الراحل الأستاذة “أم وضاح” فكان فرصة أكبر للتواصل واستعادة جزء كبير مما أخذه منا اختلاف المكان.
لم استطع تفسير حالة الخيال التي كانت تحوم حولي وتذكرني بالراحل “صلاح” قبل يوم من وفاته، فكنت كلما أحاول ذكر اسمه لزميلي “محجوب عبد الرحمن” في إحدى المنتديات، تأتيني خاطرة وتحول دون ذكر اسمه، كان حاضراً في ذهني لـ(24) ساعة من الزمن ولم ادرِ إلا بعد أن علمت نبأ وفاته، إن نداء الموت كان يحيط بالراحل، وإنها ساعات الوداع التي تسيطر فيها الذكرى.
رحل “صلاح” والكل يلهج له بالثناء والشكر على أخلاقه العالية وذوقه الرفيع.
إنها مشيئة الله فقد كنت فينا أخاً صادقاً تحيط بك كل الصفات الجميلة، لم نعهد فيك إلا حسن الخلق والأخلاق وعفة اللسان.
تنزلت عليك يا عبد الله “صلاح دهب” الرحمة وحفتك الملائكة ونمت متوسد الثرى، لك الرحمة والمغفرة وأحر التعازي لأسرته الصغيرة والممتدة على هذا الفقد الجلل “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية