.. الوعيد الذي وجهه الرئيس “البشير” في اللقاء التفاكري للفعاليات السياسية بشمال كردفان ليلة (الخميس) الماضي.. لأصحاب الأموال المشبوهة و(المنهوبة) من خزينة الدولة.. بعث بشيء من الأمل وإن كان أملاً ضعيفاً.. بل واهياً في نظر كثير من المتشائمين تبعاً لما تشهده البلاد الآن من وضع اقتصادي مرتبك وغامض وليس فيه من روح المحاسبة والعقاب شيء سوى كلمات متناثرة هنا وهناك على شفاه بعض الحكوميين والحزبيين من المشاركين في حكومة الوفاق الوطني.. ولعل السؤال الذي ظل عالقاً طوال فترة الاضطراب الاقتصادي الحالي هو.. هل يمكن بالفعل أن تتشكل ومع هذا الاختناق الذي يزداد ضغطه على الرقاب.. إرادة سياسية قوية ونافذة لفعل شيء كهذا أم لا؟؟.. هل يمكن أن تحدث مثل هذه المحاسبات لكل من نهب واستولى من غير وجه حق على أموال الدولة أم لا؟؟.. وهل يمكن أن يقود هذا الفعل الرئيس “البشير” مهما كلفه الأمر من خصومة وربما صراع مع أقرب الأقربين والمحبين والأصدقاء وكبار علية القوم هكذا بكل تجرد وعدل وقوة.. الأمر بالفعل شديد الصعوبة ولكنه غير مستحيل وإلا فكيف نجح “عمر بن عبد العزيز” في مواجهة كبار قومه فأعاد ذهب بنت “سليمان بن عبد الملك” وكل أموال أشقائها أبناء عمومته وأودعها مال بيت المسلمين غير آبه بصراخهم وعويلهم وتهديدهم له بالعزل حيناً وبالقتل حيناً آخر.. ولكن الرجل عبر بإرادته وتوفيق ربه.. وعندما حانت لحظة مواجهته لمن وصفهم “البشير” بأصحاب الثراء الحرام.. كان الرجل قوياً لا يحمل وراء ظهره شيئاً ينظر إليه الناس ويتهامسون به سراً وجهراً. .. نعم سيادة الرئيس افعل ذلك الآن.. فهذا هو توقيتك المثالي.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12