جنوب السودان.. توهان المشروع!
لم يدهشني ما نشر على وسائط الإعلام حول تقديم دولة جنوب السودان طلب انضمام لجامعة الدول العربية، وحديث المسؤول الرفيع “دينق الور” مبرراً طلب حكومته، بأنهم يسعون للحصول على عضوية (مراقب)، فمشروع السودان الجديد الذي ناضل من أجله الرعيل الأول في الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان وطأته أقدام الفساد والفرقة التي ضربت نظام الثوار في جنوب السودان بعد الانفصال، وضاعت معه الهوية الأفريقانية التي طالما تحدث عنها الراحل د.”جون قرنق” طيلة سنوات النضال الطويلة، وكرس لها مفكرو ومنظرو المشروع السياسي والفكري للحركة الشعبية، فبوصلة الأحداث بعد تكوين دولة الجنوب دارت صوب منحى محبط ومحزن لشعب خدعه الساسة بأحلام وردية تتعلق بالرفاه والاستقلال وتكوين دولة وفقاً لتطلعات الجنوبيين توفر لهم هوية أفريقانية تنقذهم من سيطرة الشمال الإسلامو عروبي على حد خطبهم السياسية الكثيرة، واليوم ذهبت كل تلك الأمنيات أدراج رياح تكرار ذات تجربة الشمال التي فروا منها، عنصرية بغيضة وصراع قبلي وإثني، وحرب تطهير عرقي، وفساد سياسي وإداري هزم المشروع وضربه في مقتل، واليوم طالبوا بعضوية جامعة الدول العربية في مشهد تراجيدي محزن للغاية.
ما يحدث في جنوب السودان اليوم يوضح بجلاء حالة إحباط وتوهان سياسي وفكري كبيرة، تشير إلى مآلات مظلمة يعيشها شعب الجنوب المنكوب، وبؤس القادة السياسيين به.