مسألة مستعجلة

ليلة مع أهل الفن والثقافة

نجل الدين ادم

ليلة أمس الأول اقتطعت بعض الوقت لتلبية دعوة مؤجلة لشهور من منتدى (الميرفاربي) الثقافي الأسبوعي الذي يقام بفندق (ريجنسي) بالخرطوم، وبصورة دورية غير منقطعة، كانت تستهويني فكرة أن أروّح عن نفسي قليلاً من زخم الأخبار والسهر و(العك) الشديد، ولكن في كل مرة تأبى مهنة المتاعب بخاصة عندما تكون من المكلفين بالسهر على إعداد الصحيفة حتى منتصف الليل.
كنا في السابق نهاجر في أحياء الخرطوم بحثاً عن تلك الليالي الثقافية والفنية الحنينة والتي تكون مليئة بالشجن والتفاعل، فرغم نشاط هذا المنتدى إلا أن الساحة لم تعد كما كانت في الماضي، حيث كانت الثقافة والفن والترفيه مادة إجبارية للشباب إلى أن يصلوا مفترق طرق، البعض يواصل هذا المشوار والآخر يذهب إلى طريق مختلف لكن حنين أيام المنتديات يظل يراود كل من خبر دروبه.
سعدت في ليلة الأربعاء أن أمضيت وقتاً جميلاً وما زاده جمالاً استدعاء الفنانين “عبد الكريم أبو طالب” و”احمد الجقر” لبعض أغاني الحقيبة العذبة، وزينت الحفل أيضاً بالحضور الخفيف الفنانة الشابة “نوفا”، وحبيب المنتديات الشاب “مازن”.
كانت لحظات عابرة لكنها أعادت فينا شيئاً من الماضي وحنيناً إلى هذه المنتديات التي كانت تعطر سماء العاصمة الخرطوم، ولا أعرف لماذا تضاءلت، رغم لافتات الكثير من الدور، ويبدو أن زخم الحياة والظروف الاقتصادية قد فرقت بين الكثير من الناشطين في هذه المنتديات التي تحمل عناوين عدة يحضر فيها أهل الفن والغناء والشعر والدوبيت والنكات وملوك الترويح.
خرجت بانطباع جيد عن هذا الجهد الذاتي الذي يحاول فيه القائمون على أمر منتدى (الميرفابي) أن لا يتوقف بل يمضي بقوة إلى الأمام ويتطور.
ولعمري إن ما يقومون به إعجاز في ظل الظروف الراهنة التي تحكم كل ما هو جميل، وأن يقام المنتدى في وسط الخرطوم بشكل يمكن الجميع من المشاركة فذلك هو النجاح الكبير.
شكراً للزميلة المذيعة “سلمى أبو الفتوح” الناشطة في المنتدى وأحدى ركائزه على الدعوة المتكررة والمتجددة لنشهد على هذا الجهد الكبير.. شكراً أخونا “متوكل مأمون” (الميرفابي) على حسن الاستقبال، ومزيداً من التقدم.. وأدعو كل من شغلته هموم العمل وضغطه أن يروح عن نفسه ويشهد هذا المنتدى الراقي.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية